طارق فؤاد يغيب كثيرا ثم يحضر، يطرق الباب طرقا خفيفا ويتوقف أمامنا بعمل يشبهه. هذه المرة التجربة دينية خالصة في ألبوم «يا سيدي.. يارسول الله»، البداية مع بردة البوصيري «مولاي» التي اختار لها طارق فؤاد موسيقي أكثر حيوية صاغها بنفسه ووزعها له محمد حسن، كما اختار مقاطع شعرية من «البردة» تختلف عن تلك التي قتلت غناء، لكن مساحة الرقص باللحن كانت زائدة علي الحد قليلا، فطغيان الأجواء الراقصة لم يكن في صالح الأغنية، فكان الأجمل هنا طارق فؤاد المطرب وليس الملحن، حيث غني بسلاسة تحسب له. الأغنية الثانية «أنا في رحابك» وهي من حيث التوزيع التقليدي تعتبر امتدادا لما بدأه محمد حسن في الأغنية السابقة لكن مع كلمات متواضعة كتبها طارق فؤاد وهنا لحن طارق فؤاد أكثر قيمة من الكلمات والتوزيع، أيضا أداؤه كان به تذلل محبوب، فأداؤه خفف من وطأة التوزيع الثقيل الذي استخدمت فيه آلات قوية. المديح النبوي يتواصل مع أغنية «نفسي ومني عيني» ومستوي أضعف للكلمات للشاعر صلاح جلال الذي كتب أربع أغنيات بالألبوم ولا ندري لماذا أصر طارق فؤاد علي تقديم كل هذا العدد من الأغنيات لشاعر واحد مع أن واحدة كانت كافية جدا بدلا من أن تظهر كل أغنية كأنها صدي صوت للأخري؟ في أغنية «بتحس إيه» البطل هنا يحيي الموجي الموزع..مقدمة موسيقية مختلفة للبيانو الذي يدخل ويتبعه الكمان متسلسلا بخجل، أغنية ناعمة رومانسية حتي علي مستوي الكلمات التي كتبها صلاح جلال مختلفة وتعبر عن حب حقيقي للرسول الكريم، كذلك التعبير الموسيقي لطارق فؤاد كان مناسبا ومعه صوت يغني من أكثر المناطق رقة في الحنجرة، أغنية «يا نبي» مثال للأغنية التي يمكن أن تضعها في خانة أقل من العادي، كلام مكرر جدا ل «صلاح جلال» وتوزيع لم يضف شيئا لأحمد مصطفي وتشعر أنك استمعت إليه مليون مرة، أما اللحن والأداء والتوزيع والكورال في أغنية «يا حبيب الله» فهي تصنع حالة خاصة جدا تصلح لأن تجعل الأغنية قلب الألبوم، لولا أنه لا جديد في الكلام حيث لم تخرج الكلمات عن كلام المديح العادي دون أفكار جديدة من قبيل «طريقك نور وبر أمان.. يا غالي يا رسول الله»، وطبعا هنا يتألق صلاح جلال مجددا في كتابة كلام ليس به أي جديد.. ثم أخيرا شاعر آخر في أغنية «يا رسول الله» هو حسني الذي اجتهد وفكر في رسم صورة يمتدح بها الرسول ولم يكرر ما قاله أصدقاءه الشعراء، كذلك أضاف لحن محمد عبد الستار تنوعا مفتقدا للألبوم لكنك تشعر أن طارق فؤاد يغني وهو مرهق بعض الشيء، أما أغنية «يا سيدي يارسول الله» فلا يوجد بها أي شيء مميز سوي توزيع تامر صقر، أما قصيدة فاروق جويدة «في زمن الردة.. محمد باقٍ» فقد تحولت علي يد طارق فؤاد إلي نشيد مدرسي حماسي في بعض مواضعها وإلي نواحٍ في مواضع أخري.