السلام عليكم أولا أشكر فريق "بص وطل" الرائع، وأهنئكم بشهر رمضان المبارك، أعاده الله عليكم بالخير والبركات، أنا في مشكلة كبيرة جدا ومحتاج آخد رأيكم فيها. أنا خاطب من حوالي شهرين إنسانة كويسة ومتدينة وعارفة ربنا كويس جدا الحمد لله، وكمان متعلقة بيّ جدا وبتحبني، بس الصراحة أنا مش قادر أحس من ناحيتها بأي حاجة خالص، لما باكون معاها باكون عادي يعني أنا بطبعي مابحبش أجرح حد، ولما أكون مش معاها مابتجيش على بالي خالص، ولا باكون عاوز أكلمها، ولا حتى أفكر فيها. إمبارح حصلت بيننا مشكلة؛ أنا مارنيتش عليها وهي رنت، وعدى اليوم ماكلمتهاش، كمان جت كلمتني متأخر وقالت لي فيه حاجة ما لك؟ وهي أصلا كانت متضايقة جدا علشان مابارنّش عليها ولا باكلمها كتير. أنا الصراحة كنت خاطب قبل كده، وكنت بحب خطيبتي جدا بس ماحصلش نصيب وتم فسخ الخطوبة، وهي كمان اتخطبت من فترة، أنا بافكر جديا دلوقتي أفسخ الخطوبة، وخايف عليها جدا من الصدمة اللي هاكون السبب فيها، علشان أنا مجرّب الصدمة دي، هي محترمة جدا ومتدينة، وخايف برده إني مالاقيش واحدة بالتدين ده بعد كده. هي عيبها الوحيد إنها متوسطة الجمال، وده اللي بيخليني مش عاوز أكمل، لما باشوف واحدة جميلة في الشارع أو في الشغل أقول لنفسي ليه أعمل في نفسي كده؟ ما أنا آخد إنسانة تعفّني أحسن ومابصش بره خالص زي ما حصل المرة الأولى في الخطوبة، كنت طاير من الفرح وباعفّ نفسي؛ مع إنها ماكنتش جميلة أوي بس حبيتها الصراحة، وكنت في قمة سعادتي، وعاوز أكلمها كل شوية، نفس اللي خطيبتي الحالية عاوزاه وبتعمله، بس أنا مش حاسس بيها. أنا بجد محتار جدا.. أعمل إيه؟ هتكون دي تاني خطوبة فاشلة ليّ، هاتعقد نفسيا، وفي البيت بيقولوا لي يا ابني دي كويسة بعد ما فاتحتهم في الانفصال. أرجوك أديني رأيك. bring-y
بداية أقرأ عليك حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها، ولِحَسَبها، ولِجَمَالها، وَلدينها؛ فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ" [مُتّفَقٌ عَلَيْهِ] فليس معقولا أن يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بما يضر حياتنا أو يقلل من إحساسنا بالعفة، بل إن الدين يا أخي هو العاصم الوحيد من شرور الدنيا والآخرة.. أقول لك هذا لأنك ذكرت أن خطيبتك الحالية متدينة، وظننتك ستكتفي بهذا الشرط دون النظر إلى غيره.. ولست مبالغا إذا قلت هذا.. فلك أن تتخيل امرأة جميلة لا تعرف الله تعالى كيف ستعيش معها؟ وكيف ستأتمنها على سمعتك وعلى أولادك؟ تخيل حياتك مع امرأة تتمتع بالمال الوفير والنعمة الواسعة ولكنها لا تتقي الله فيك ولا توفيك حقك الذي أمرها الله به تجاهك، كيف ستعيش معها وما الذي سيعصمها من المنّ عليك والتفاخر عليك إن لم يعصمها الدين وكذلك الحسب والعائلة.. فأريدك أن تعلم أن الدين هو كل شيء وإن لم تنل الدين فما حصلت إلا التراب.. ولست أنفي هنا عنا أننا بشر يسرّنا المنظر الحسن ويأسرنا الصوت الحسن، ونستمتع بكل ذلك وهو ما يدفعني لأن أسألك: أليس كل هذا موجوداً في خطيبتك؟ أليست تحبك ومتعلقة بك جدا كما تقول؟ فما الذي تريده أكثر من ذلك.. عجيب هو الإنسان يأبى إلا أن يعذّب نفسه وأن ينظر لما ليس له، مع أن الخير أمامه ولكنه دائما ما يزهد فيما في يده.. وماذا في الحياة من نعمة تساوي نعمة أن تجد من يحبك ويتعلق بك ولا ينقصه القرب من ربه، فتضمن حبا طاهرا مخلصا لك وحدك.. الذي أظنه أنها فتاة مؤدبة على خلق ودين احتفظت بكل مشاعرها لزوج المستقبل، فلم تسلك الطرق الوعرة التي تسلكها غيرها، فتحب يوما هذا، وتسير يوما مع هذا، وتصاحب يوما هذا، وتحكي يوما لهذا، ولكنها تحمل مشاعر بكرا، فلما وجدتك فاضت لك بما تحمله فربما رأيت أنت هذا إفراطا، فولّد ذلك لديك شعورا بالنفور بعض الشيء.. لذلك أنصحك يا صديقي أن تحاول أن تحبها وأن تنظر في مميزاتها، وأن تحسب هذا الاندفاع العاطفي نحوك ميزة تحسب لها لا عيبا يصدك عنها، وقد كنت أنت كذلك في تجربتك الأولى؛ حيث كانت مشاعرك بكرا تبحث عمن تبثه إياها، وليس هذا لفضل في خطيبتك الأولى عن هذه، ولكن ليس أكثر من حب التجربة الأولى، فأقبل على خطيبتك يا صديقي واعلم أنها نعمة، وأنها مصداق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وامدد يدك إلى رزق الله العميم لك ولا ترحم نفسك من الخير، وربنا يوفقك..