أنا مشكلتي كبيرة جداً وما عنديش أي قدرة على حلها، مشكلتي إني في أسرة مشتتة تماماً؛ أب طول النهار في الشغل وما لهوش أي علاقة بأمور البيت، ولا يسأل على أي شيء؛ ممكن يسيب مصروف قليل جداً وييجي يلاقي أشهى الأكل ولا يسأل منين؛ كل ده زي ما باشوف مع باقي الناس حتى أنا لما أجيب بلوزة أو جيبة جديدة لا يبدي أي اهتمام للموضوع والأم مشكلة عمري؛ متسلطة جداً جداً، تحب كل شيء يمشي على مزاجها؛ حتى ولو كانت غلط أو عيب؛ المهم رأيها يمشي، وأختي الوحيدة أكبر مني زيها وتحت جناحها زي ما بيقولوا. وعندي 2 إخوة؛ كل واحد مشغول بنفسه وطبعاً في حياتنا إخواتي هم اللي واخدين حقهم غيري خالص؛ كل ده عشان باخاف من ربنا أوي؛ لحد ما ربنا رزقني بجاري حبني جداً، وطلب الزواج مني، وفعلاً وافقوا بيّ ورحبوا أوي، وأنا قلت ماشي هو برده كويس.. بعد فترة خطوبة بسيطة وشاف طريقة الحياة قلق من أسلوب حياتنا، وطلب إنه يكتب الكتاب لحد ميعاد الجواز اللي هو سنة، وافقوا، ومر حوالي 6 شهور هو كان غيور جداً وما يحبش حد يتدخل بيننا؛ طبعاً ده كان عكس ماما تماماً، وتخيلوا كمية المشاكل الصغيرة والكبيرة بينهم، وأنا في الوسط لحد ما شكل الحياة بينهم أصبحت عند مش أكتر، وبابا ما لهوش أي دور خالص، طبعاً بانيت حياتي قدامه أوي؛ فقرر أن: يا ماما تبعد عن حياتنا أو الطلاق طبعاً حصل الطلاق من غير موافقتي لأن ماما عايزة كده، كان عندي 23 سنة. بعدها أي شخص ييجي معاه فلوس مهما كان سنه أو أخلاقه يوافقوا، ولما أرفض يااه على السخط اللي ينزل عليّ منهم: إزاي وهو معاه الفلوس وأنا أرفضه؟ لدرجة إني تقدم ليّ شخص عنده 48 سنة وما كانش عايزني أخلف، ويديهم فلوس وإغراءات كتير؛ رحبوا بيه جداً، وطبعاً استحملت سخطهم عشان أنا مش للبيع، وحياتي كانت كلها مشاكل معاهم بسبب الأمور دي. وأختي ربنا كان رزقها بشخص فعلاً أقسم بالله أي بنت تتمناه، وخلفت منه، وانفصلوا لنفس سبب طلاقي (ماما برده وتدخلها)؛ بس الفرق إن أختي زي ماما وشايفة إنه كده صح لأن ماما شايفة اللي هي مش شايفاه. ومن حوالي سنة تقدم لي ابن خالي اللي عمري ما شفته، وكنت لما باشوفه في الشارع مثلاً ولا كأني أعرفه، كنت عارفة إن أخلاقه وحشة جداً، وكان يعرف بنات وستات متجوزة، والعيلة كلها كانت عارفة أخلاقه، كان سافر من حوالي 4 سنين وعمل قرشين حلوين؛ مامته جات طلبتني من ماما وبابا وخالي ما لهمش أي دور في أي اتفاق أو أي كلام يخص الموضوع، ولا حتى إخواتي؛ كانت ماما بس.. طبعاً ماما وافقت، حاولت أقنعهم بأخلاقه الوحشة وإزاي ده يكون أب لأولادي.. تخيّلوا الرد إيه: كفاية إنه مش هيخلينا نجيب حاجة، ويا عبيطة هيجيب لك شبكة، أستنجد بخالتي وخالي التاني وكلهم ما رديوش يساعدوني خوفاً من ماما، وموقفهم هيكون محرج بين إخواتهم الاتنين. وعملوا الخطوبة، وهو أصلاً كان مسافر مش موجود، كان هينزل قبل الدخلة ب10 أيام؛ بس وكانت فترة الخطوبة 3 شهور، حاولت كل ما تتخيلوه ولا حياة لمن تنادي، وقلت له هو كان رده مش مهم أتجوزك الشهرين اللي أنا نازلهم في مصر وبعدها أي حاجة تحصل، وللأسف ملّكوه أمري، أقسم بالله أنا ما شفت أي حاجة من الفرش أو أي من متعلقاتي، وكانت ماما هي اللي تنزل وتشتري مع أختي، وأقول لها هاموّت نفسي لو اتجوزته.. تضحك عليّ هي وأختي وتقول لي عادي برده هتتجوزيه. والله بست رجليها، وكان ردها في منتهى القسوة عليّ، وهو كان كلامه معايا في التليفون كأني بنت عاهرة، ولا كأني بنت عمته أو هاكون زوجة ليه، وفي الحنة انهرت أمام المسجد عند كتب الكتاب، وصرخت بصوت عالي جداً إني باكرهه ومش عايزاه، وإن الجواز ده هيكون حرام لأنه لا يوجد شرط القبول، وكان بابا لأول مرة نطق وكان ضربني، وحلف بالطلاق على ماما إني أتجوزه، وكل الناس كانوا واقفين ولا تدخل أي شخص يوقف المهزلة دي، ودخل بابا بسرعة جوا المسجد عشان يكمل مراسم جنازتي؛ حتى المأذون ولا سألني؛ حتى خلصوا الموضوع كله وعلى الإمضاء خرج بابا معاه ومضاني غصب عني. فقررت بيني وبين نفسي إني أنتقم منهم كلهم؛ وحصل الفرح وجينا في موضوع الدخلة قررت إني أحمي نفسي من الجواز الباطل ده ومنعت نفسي عنه كأني مخطوفة بالظبط لحد 3 أيام، لما كانت ماما ضربتني وكانت عايزة يدخل عليّ قدامها، وهي تمسكني ليه، دخلت الحمام بسرعة وربنا إداني القوة ودخلت على نفسي، وخرجت وعرّفتهم، طبعاً قامت القيامة منهم جميعاً وأقسمت بيني وبين ربنا إنه مش هيلمسني أبداً، وهو حاول ألف مرة بطرق حيوانية وأنا حافظت على نفسي؛ لدرجة إنه حصل لي نزيف بسبب إني دخلت على نفسي بطريقة شديدة جداً. طبعاً هو وأهله ما استحملوش موقفي ده؛ فطلقني فعلاً بعد 15 يوم فقط من المشاكل وصلوا لأبعد حد من كمية المشاكل والكلام اللي سمعته من أهله ومن أهلي، وأصريت على الطلاق حتى تم، وطبعاً اتنازلت عن أي حق من حقوقي خرجت بالفرش اللي ماما جابته؛ بس طبعاً أهله أذاعوا إني إنسانة مش محترمة عشان كده هو طلقني. وطبعاً النفوس المريضة كل واحد بقصة شكل، وربنا إداني قوة زيادة استحملت أي كلام أسمعه في سبيل إرضاء الله ولا إني أعيش في حرام. وأنا سني دلوقتي 26 سنة، ومطلقة رسمي، وحياتي معاهم جوه البيت هي الجحيم بعينه، ولحد الوقت الحاضر أمي بتتعامل معايا بطريقة أبشع ألف مرة من الأول، ولا داعي أذكر موقف بابا وأختي لأنه معروف طبعاً. بصراحة أنا تعبت جداً ومش عارفة أعمل إيه، وما فيش حد يمد لي يد العون. أرجو منكم أن تنصحوني لوجه الله، بسرعة جداً لأني يائسة من حياتي كلها. maroan قرأت رسالتك بعقلي وقلبي عدة مرات وتمنيت ألا تكون رسالة حقيقية.. فقد أوقعت نفسك في مشاكل كثيرة كنت أتمنى حماية نفسك منها، وسامحيني لأمانتي معك؛ فهذا هو دوري "الحقيقي"؛ أي توضيح التصرفات التي لم تكوني موفّقة فيها حتى "تتعلمي" منها، وليس كي تلومي نفسك؛ فهذا غير مطلوب بالمرة.. فلا شك أنك كنت تقومين بشحن نفسك ضد أسرتك، وتناسيت أن جميع البيوت بها مشاكل، وتصورت أن كل الناس يعيشون سعداء، وهذا غير حقيقي، ومعظم الآباء لا يلاحظون شراء البنات أي ملابس. ولم أفهم تلميحاتك بأن والدتك تريد الأشياء الخطأ والعيب، وأتمنى ألا تتهمي والدتك بما يمس الشرف؛ فهذا حرام شرعاً، وحتى لو كانت تفعل ذلك؛ فعليك الستر وليس الفضح؛ فديننا يأمر بالستر، والأهل مسئولون عن تربية الأبناء وليس العكس.. وأصارحك بأنني لم أرتح إطلاقاً لطلب خطيبك السابق لعقد القران قبل الزواج بسنة؛ فهذا يفتح باب المشاكل، وليس من حقه مطالبة والدتك بالابتعاد عن حياتكما أو التهديد بالطلاق، وهذا لا يبشر بأي نجاح للزواج، كما أنه لو كان حريصاً عليك ويحبك بالفعل لما قام بتطليقك، ولما دخل في معارك مع والدتك، ولا داعي لإلقاء كل المسئولية على والدتك.. وأتفق معك في رفض "مبدأ" الزواج من أي شاب لمجرد امتلاكه للمال، وأوافقك أيضاً في رفضك للزواج ممن طلب منك عدم الإنجاب، ولك الحق في ذلك، واحترمت إصرارك على الرفض وتحملك لسخطهم، وأتمنى أن تتوقّفي عن الحكم على تصرفات أختك وأن تهتمي بنفسك فقط.. وكنت أتمنى أن تصرّي على رفض الزواج من ابن خالك كما فعلت مع من سبقوه، ولا أدري لماذا لم تفعلي ذلك؛ فلا شك أن تحملك لأي مشاكل أو حتى العقاب البدني كان أفضل من استسلامك لرغبتهم في الزواج. وأذكرك أنه كان بإمكانك الإصرار على الرفض، وبالطبع لم يكونوا يستطيعون إجبارك على ارتداء فستان الزفاف أو وضعك بالإجبار في السيارة لتنتقلي إلى بيت الزوجية، وهذا بالطبع ينطبق على الخطبة، أما "قبولك" لارتداء خاتم الخطبة وتركهم يشترون الأثاث والاكتفاء بالتوسل إليهم لمنع الزواج؛ فهذا أعطاهم رسالة بأنك لست جادة بما يكفي لرفض الزواج.. وبالطبع أرفض الزواج بالإكراه؛ فهو محرم شرعاً؛ ولكني تمنيت أن تتصرفي بصورة أفضل؛ فلا شك أن قبولك دخول بيت الزوجية هو "موافقة" ضمنية على الزواج، وكرهت بشدة ما فعلته بنفسك وأكره ذكره، وأذكرك بأن الخالق عز وجل لم يعطك القوة لتفعلي ذلك بنفسك كما ذكرت، وأستغفر ربي العظيم؛ فالحقيقة أن إبليس اللعين هو الذي "زيّن" لك ما فعلته بنفسك، وأتمنى الاغتسال بنية التوبة وصلاة ركعتي التوبة وتكرار ذلك ما استطعت والإكثار من الاستغفار ليتقبل الخالق عز وجل توبتك.. وأرجو ألا تحكي هذه الحكاية لأي مخلوق حتى لا يتعامل معك بصورة لا أقبلها لك أبداً.. ولا علاقة لكل ما فعلته بإرضاء الخالق الذي لا يقبل أبداً عز وجل إيذاء النفس كما فعلت بنفسك.. ولابد أن "تقتنعي" بأنه كان من الأفضل تحمل أي قسوة لمنع هذا الزواج بدلاً من كل الإيذاء "البشع" الذي ألحقته بنفسك، ولابد من تغيير نظرتك لأهلك؛ فهم ليسوا أسوأ ناس في الكون. وأن تبدئي معهم صفحات جديدة، وأن تتذكري أن العقوق من الكبائر، وأنه يقال إن التكشير في وجه الوالدين من العقوق، ومن الواضح أنك لا تحترمين والديك؛ لذا فأنا "أخاف" عليك من العقوق، وأتمنى أن تغيّري من كل تصرفاتك معهم، وأن تبدئي حياة جديدة، وأن تلجئي إلى الخالق عز وجل ليساعدك فيها، كما أدعو لك وفقك ربي..