حذرت دراسة حديثة من خطر انخفاض المواليد في ألمانيا، والذي أصبح شبحا يهددها حيث بلغ متوسط عدد الأطفال في الأسرة الواحدة من طفل واحد إلى ثلاثة أطفال، مما أدى إلى تقلص عدد السكان وارتفاع معدلات الشيخوخة. وتقول ميكيلا كرينفيلد –باحثة بمعهد ماكس بلانك لأبحاث السكان- أن تراجع معدلات المواليد في ألمانيا يرجع إلى السلوك المتحفظ تجاه رعاية الأطفال ودور الأم، جاء ذلك وفقا لما ذكره موقع SkyNews عربية. وأضافت قائلة: "اندمجت النساء تماما داخل سوق العمل في ألمانيا، لكن عندما يتعلق الأمر بالأطفال فإن الكل يتوقع من الأم البقاء في المنزل ورعاية الأطفال، وهذا بالطبع يمنع النساء من أن يصبحن أمهات". وفي محاولة للتغلب على مشكلة تراجع المواليد التي أصبحت تهدد الاقتصاد الألماني، تقوم الحكومة الألمانية حاليا باتخاذ إجراءات لتشجيع وتحفيز حديثي الزواج على إنجاب أكثر من طفل. وقد قررت الحكومة الألمانية توفير التأمين الصحي الكامل لكل طفل يولد أنه بدءا من الأول من أغسطس القادم، على الرغم من الصعوبات الاقتصادية التي ستواجهها الحكومة، والتي قد تعرقل الخطة الألمانية لزيادة معدلات المواليد. وقال رينر كلينجولز -مدير معهد برلين للسكان والتنمية- إن معدلات الإنجاب لدى الألمان الغربيين كانت قد بدأت بالفعل في التراجع في السبعينات، بسبب تحسن أحوال المرأة وتسهيل فرص حصولها على التعليم، وأضاف قائلا: "انخفض عدد المواليد منذ ذلك الحين ما يعني أننا نفتقر اليوم لآباء محتملين لأطفال محتملين". يذكر أن ألمانيا هي الدولة الصناعية الأولى التي يقل فيها عدد المواليد بهذه الدرجة المخيفة، بالإضافة إلى زيادة معدلات الشيخوخة التي تهدد الموارد المالية للبلاد على المدى الطويل، وتؤثر سلبا على الطاقة العاملة بالعديد من الشركات والمؤسسات الإنتاجية.