مقيم بالكويت بمفردي وزهقت من الوحدة وحياة العزوبية، وأنا لا أتحمل، عايز سيدة محترمة نتزوج على سنة الله ورسوله، ونحيا معا بالحلال والرضا فهل هذا كثير أو هل هذا صعب؟ لكنني أجهل الطريق إليه لأن لا حياة اجتماعية لي هنا، وأنا تقريبا مقيم في الشغل للوحدة التي أعاني منها، أعمل في عمل راقٍ وأعطي له كل وقتي وجهدي لكي لا أجن. ثم أني متزوج ولي ولدان، وأقدّر زوجتي وأحبها وأحترمها لأنها بنت ناس.. إلا أنني تعبت، وهي وعملها ودراسة الأولاد تمنعها من أن نجتمع هنا.. أفيدوني ولو بكلمة "اصبر".. جزاكم الله عني خيرا. ehab
صديقنا العزيز.. أقدّر ما تعانيه في غربتك من وحدة ووحشة، خصوصا أنك رجل متزوج بما يصعّب عليك الوحدة وحياة العزوبية من جديد.. ولكن لم قفزت إلى هذا الحل الاستثنائي وهو الزواج الثاني فجأة، وكأنه المخلص الوحيد والمخرج لما أنت فيه الآن.. أريدك أن تعلم أن فكرة الزواج الثاني خصوصا بسبب الغربة، تتولد عنه مشكلات جمة تتمثل في صعوبة استكماله في حالة انتهاء أسبابه، بمعنى أنه بمجرد عودتك إلى بيتك وزوجتك ستضطر إلى إنهاء العلاقة الثانية بما يجعلها علاقة مؤقتة بكل الأحوال، وتخيل وقتها لو أن هناك أبناء من الزوجة الجديدة كيف سيكون حالهم؟ وتخيل أيضا أنها ستكون بنت من بيئة مختلفة وثقافة مختلفة، وغالبا مستوى اجتماعي مختلف تماما.. لا أرى أنه حل، خصوصا أنك ليس لديك اختيار محدد أمامك الآن، بما يعني أن مشكلتك الأساسية دون تفريع هي بعدك عن زوجتك وبعدها عنك.. وأما عن أسباب ذلك فهي كما قلت عملها ودراسة ولديك.. وهما سببان في نظري لا يستحقان أن تتحمل لأجلهما كل هذا العنت والمشقة.. ويمكن تعويض كل ذلك لو جعلت وجود زوجتك وأولادك بجوارك هدفا يستحق أن تضحي من أجله بعملها، وتبحث لولديك عن مدرسة في بلدك الجديد، الأمر بسيط ويقوم به معظم المتزوجين المغتربين.. ولا أدري لماذا لم تفكر فيه.. اقنع زوجتك أنك تحتاج إليها وأن حياتك لن تستقيم إلا باجتماعكما في مكان واحد، وهذا أيضا حقها.. لاحظ أنها من الممكن أن تكون هي الأخرى تعاني مثلك تماما، وأيضا من حق ولديك عليك أن يكونا إلى جوارك لتسعد بهما ويسعدا بك.. التئام شمل الأسرة في أن تكونوا معا هذا هو الهدف، أما الوسيلة فلن تعدم وسيلة، لدرجة أنه إذا كان من المستحيل استقدامهم إليك -وأظنه ليس مستحيلا أبدا- فما المانع أن تعود أنت إلى بلدك وتمضي في حياتك كغيرك من الآلاف؟ لا أرى أن هناك مشكلة إذا وضعت هدفا واضحا في ذهنك.. الأمر لا يستحق الجنون بل يستحق التفكير والتدبير وحسن التصرف.. وفقك الله إلى ما يحبه ويرضاه، وكفاك مكر الشيطان وكيده آمين..