بدا وجه مدير المخابرات شاحباً للغاية، وهو يمسك سماعة الهاتف في قوة تشفّ عن مدى خطورة ما تلقاه عبرها... وبكل التوتر، هتف به الرئيس: - ماذا هناك يا رجل؟! استدار مدير المخابرات محدقاً فيه لحظة، قبل أن ينتفض وكأنه ينتزع نفسه من صدمة عنيفة شفت عن نفسها في صوته الشديد التوتر وهو يقول: - مقر الطوارئ السري خَفَت صوت الرئيس وهو يسأله: - ماذا عنه؟! ازدرد مدير المخابرات لعابه في صعوبة قبل أن يجيب: - إنهم يقتحمونه. ارتد الرئيس المصدوم وهو يهتف مستنكراً: يقتحمونه؟!.. من؟!.. وكيف؟! أجابه مدير المخابرات في سرعة: - الإسرائيليون. ثم تراجع في سرعة أكبر مستدركاً: - وربما الأمريكيون. اتسعت عينا الرئيس، وهو يغمغم: - مستحيل! ثم استحالت دهشته إلى غضب شديد، وهو يستطرد هاتفاً: - أيا كانت ماهيتهم؛ فهذا أمر شديد الخطورة إلى أقصى حد يا مدير المخابرات... غمغم مدير المخابرات في توتر شديد: - أعلم هذا ياسيادة الرئيس. ولكن الرئيس واصل وكأنه لم يسمعه: - إننا نتحدث عن مقر الطوارئ السري.. أعظم سر في أي دولة.. المقر الذي ينبغي أن يلجأ إليه النظام كله، في حالات الطوارئ القصوى.. المقر الذي كان يمكن أن أكون فيه أنا الآن، لو حدث هجوم شامل على (مصر). اعتدل مدير المخابرات وهو يقول في حزم: - هناك حل بديل يا سيادة الرئيس. صاح الرئيس في غضب: - ليست هذه هي المشكلة.. المشكلة الرئيسية والأساسية والأكثر خطورة هي أنهم يعلمون أين هو المقر السري.. هذا يعني أن هناك اختراقاً داخلياً، وعلى أعلى المستويات يا مدير المخابرات.. اختراق كشف أدق وأخطر أسرار الدولة كلها. انعقدا حاجبا مدير المخابرات في شدة، وشد قامته في وقفة عسكرية صارمة اعتادها منذ زمن طويل وهو يقول في حزم عسكري: - سيدي الرئيس إنني أتقدم باستقالتي فوراً و... صاح فيه الرئيس في غضب: - ليس في مثل هذا الموقف ازداد انعقاد حاجبي مدير المخابرات، ومط شفتيه في توتر وأسف؛ في حين عقد المدير كفيه خلف ظهره وشد قامته بدوره وقال في صرامة قائد يقود معركة شديدة الخطورة: - إننا نواجه حرباً مزدوجة الآن تقودها أكبر دولة في العالم، مستعينة بترسانتها العسكرية الجبارة وتكنولوجيتها التي لا ينافسها فيها أحد ومخلبها المتمثل في (إسرائيل)، وكل من يتعاون معها، وعلينا أن نواجه هذه الحرب التي امتدت على الرغم منا، وربما منهم أيضاً إلى الجبهة الداخلية. غمغم مدير المخابرات: - مقر الطوارئ خارج الحدود السكنية يا سيادة الرئيس. أجابه الرئيس في صرامة: - ولكنه في عمق (مصر) وصمت لحظات بعدها فلاذ مدير المخابرات بالصمت بدوره ليمنح الرئيس فرصة التفكير واتخاذ القرار، وطال صمتهما قرابة الدقيقتين قبل أن يلتفت إليه الرئيس، قائلاً في حزم: - مادامت الحرب فسننتقل حالاً وفوراً إلى غرفة العمليات، وسننضم إلى وزير الدفاع والقادة لنواجه معهم ذلك الخطر الذي يواجه مصرنا. قال مدير المخابرات في سرعة وحزم: - فوراً يا سيادة الرئيس ثم تردد لحظة قبل أن يستطرد: - ولكنني ما زلت أطرح السؤال نفسه واقترب خطوتين من الرئيس قبل أن يضيف: هل يستحق الأمر كل هذا؟! "بالطبع..".. دوى انفجار قوي هتف رجل الأمن بالكلمة وهو يعدو مع (جو) عبر ممر طويل، ثم أضاف وقد بدأ يلهث من فرط الانفعال: - صحيح أن هذا المكان يعد من أخطر أسرار الدولة؛ ولكنه ليس آخر محطة سرية هنا. هتف (جو) في انفعال أكثر ولهث أكثر: - ولكنهم يقتحمونه، وهذا يعني أنهم توصلوا إليه فكيف يكون أخطر أسرار الدولة؟! انعقد حاجبا الرجل في توتر وهو يقول: - لديهم حتماً تكنولوجيا شديدة التطور يمكنها عبر أقمارهم الصناعية سبر أغوار الأرض توقف (جو) دفعه واحدة حتى أنه كاد يسقط على وجهه ويقول: - أغوار الأرض؟! ..هل تعني أننا هنا في.. قاطعه الرجل في صرامة وهو يجذبه إلى ممر جانبي آخر: - إنك تلقي الكثير من الأسئلة. قال (جو): - لست العدو.. العدو هناك.. يقتحم المكان. بدا صوت الرجل شديد الغضب وهو يقول: - إنه يسعى خلف ذلك الكائن الفضائي. اتسعت عينا (جو) وعاد يتوقف دفعة واحدة وهو يهتف في عصبية ملتاعة: - وتركناه خلفنا؟! صاح به الرجل وهو يجذبه مرة أخرى نحو ذلك الممر الجانبي: - لا تقلق نفسك بشأنه. جذب (جو) يده في حدة وهو يصرخ: - هل جننت؟ ثم استدار يعدو عائداً وهو يواصل صراخه: - لن نتركه خلفنا أبداً... أبداً. صرخ الرجل خلفه في صرامة غاضبة: - إياك أن تفعلها. كان (جو) يعدو بكل قوته عبر الممر ولكن رجلان قويان اعترضا طريقه وحاول هو تفاديهما ولكنهما كبلا حركته في قوة وهتف الرجل الأول في غضب صارم: - أعيداه إلى هنا. راح (جو) يقاومهما في عنف وهو يصرخ: لا.. لا ينبغي أن نتخلى عنه.. إنه أكبر اكتشاف علمي في التاريخ. أجابه الرجل في صرامة وهو يستقل عربة أشبه بعربات ملاعب رياضة الجولف: - إنه أكبر كارثة عرفتها مصر. قال (جو) وهم يضعونه داخل العربة بالقوة: - وهل تعتقد أنهم سيفعلون كل هذا للفوز بكارثة؟!.. إنه يحمل لنا من التكنولوجيا ما يسمح لنا بالتفوق عليهم يا هذا، وهذا بالضبط ما يسعون لمنعنا من الوصول إليه. انطلق الرجال بالعربة ورجل الأمن يقول في صرامة: - يمكنهم الحصول عليه. اتسعت عينا (جو) في ذهول وهو يهتف: - ماذا تقول يا هذا؟! صمت الرجل لحظات وهو ينطلق بالعربة في سرعة تفوق ضعف سرعة مثيلاتها عبر الممر الطويل ثم لم يلبث أن قال في حزم: - ولكنهم لن يحصلوا على أي شيء منه. وانعقد حاجباه في شده مع إضافته الصارمة: - أي شيء اتسعت عينا (جو) أكثر للعبارة فهتف وهو يرتجف انفعالاً: - لماذا؟!.. لماذا لن يحصلوا منه على أي شيء؟! تجاهل الرجل سؤاله تماماً وهو يضغط أزرار شاشة صغيرة في لوحة قيادة العربة فهتف (جو) بكل توتر الدنيا: - لماذا يا هذا؟! مع آخر حروف كلمته الأخيرة دوى من خلفه انفجار قوي... انفجار دفع العربة كلها إلى الأمام لتتجاوز الممر إلى ساحة واسعة لها نفس تكوين تلك القاعة القديمة... وبكل ذعره التفت (جو) خلفه.. ورأى.. وانتفض في قوة .. لقد كان الممر الذي تجاوزوه على التو ينهار ويحترق... وعلى نحو بشع مخيف.. ولقد واصل الرجل انطلاقه بالعربة متجاوزاً تلك الساحة الواسعة إلى ممر آخر أغلق خلفهم فور عبورهم فاتسعت عينا (جو) مرة أخرى وهو يغمغم في ذهول: - أأنت واثق في أنه لدينا هذا في (مصر)؟! أجابه الرجل في صرامة وهو يخفض سرعة العربة: - التكنولوجيا متاحة لكل من يمكنه دفع ثمنها. حدق فيه (جو) لحظة محاولاً استيعاب الأمر ثم لم يلبث أن هز رأسه في قوة، ثم عاد يسأل في إلحاح: - لماذا لن يحصلوا منه على شيء؟! أوقف الرجل السيارة والتفت إليه قائلاً في حزم: - لا أحد يمكنه الحصول على شيء. ثم مال نحو (جو) مضيفاً: من جثة. وانتفض جسد (جو) انتفاضه قوية عنيفة، وهو يحدق فيه بعينين بلغتا أقصى اتساعهما.. فما سمعه كان صدمة.. صدمة مدمرة.. جداً. يتبع
اقرأ أيضاً: أكشن: الكائن الفضائي يتعرّض للهجوم (14) أكشن: إذن فهي الحرب ضد أمريكا وإسرائيل!! (13) أكشن: هجوم الكائنات الفضائية الإسرائيلية (12) أكشن: القادم (11) بالقوة أكشن: القادم (10) ذهول! أكشن: القادم (9) مفاجأة أكشن: القادم (8) لقاء أكشن: القادم (7) علامة استفهام أكشن: القادم( 6) حصار أكشن: القادم (5) من؟! أكشن: القادم (4) أرض غريبة أكشن: القادم (3).. مفقود أكشن: القادم (2).. الشائعة أكشن: القادم (1).. دوي