هل تعانين آلاما مزعجة أسفل البطن؟ هل لاحظتِ تغيّرا في شكل وكمية الإفرازات المهبلية؟ هل فاجأك نزول قطرات من الدم في غير موعد الدورة الشهرية؟ هل تشعرين برغبة في الهرش بشكل مستمر؟ بعض الأعراض كآلام الحوض، ونزول قطرات من الدم، وحكة المهبل، وزيادة إفرازات المهبل وجفافه أو القُرح... ربما تمرّ كثيرا كعرض بسيط، لكن -في بعض الأحيان- تكون مؤشّرا لأعراض أكثر خطورة مما تبدو عليه، فلا يوجد داعٍ للفزع، لكن مِن الجيّد الانتباه لهذه الأعراض؛ فتعالي نتعرّف على بعض الأعراض وإزاي ممكن نعالجها... 1- آلام الحوض معظمنا يعاني من مغص في أسفل البطن (تحت السرّة وبين الفخذين) في أيام معيّنة من الشهر، عادةً تزول تلك الآلام بعد عملية التبويض التي تبدأ بعد نزول دم الدورة الشهرية ب14 يوما، وتستمرّ ليومين أو ثلاثة، لكن إذا استمرّت لعدة أيام ولم تنجح معها طرق العلاج التقليدية البسيطة كالمشروبات الدافئة، هنا يتوجّب عليكِ استشارة الطبيب؛ ففي بعض الأحيان آلام الحوض القوية المفاجئة تكون نتيجة لتمزق البويضة بقوة. أمّا لو تكررت الآلام بشكل أقوى؛ فذلك يكون بسبب حدوث التواء للمبيض بشكل يمنع وصول الدم، حينها يشعر بعض النساء أيضا برغبة في القيء وغثيان. في تلك الحالات كل ما يفعله الطبيب هو وصف مسكنات للألم؛ حيث يتعافى المبيض مرة أخرى بنفسه دون تدخّل علاجي. لو تكرّرت الآلام بقوة وبشكل دوري، سيقوم الطبيب بفحصك للتأكّد من عدم وجود أورام ليفية حميدة بالرحم، أو التهابات بالحوض، وفي حالات أخرى تكون تلك الأعراض مؤشّرا لحمل خارج الرحم. ينصح الأطباء بعمل فحص شامل للرحم في حال إذا استمرّت آلام الحوض والتبوّل المتكرّر والانتفاخ لأكثر من أسبوعين. 2- إفرازات دم أحيانا تلاحظ النساء امتزاج الإفرازات المهبلية ببعض قطرات الدم، الأسباب هنا تتعدّد، ربما جرح بسيط في جدار المهبل في أثناء الجماع يؤدّي لنزول بعض قطرات الدم، أو أحيانا في فترة التبويض (بعد 14 يوما من نزول الدورة الشهرية) يحدث نزول لنقاط من الدم عند معظم النساء وحتى الفتيات غير المتزوّجات. أيضا مع استخدام وسيلة من وسائل الحمل يبدو الأمر طبيعيا، لكن تكرار نزول الدم المتقطّع لمدة تطول عن شهر ربما تنبّئ عن مشكلات في عنق الرحم. نزول الدم مرتين في نفس الشهر أو في فترة التبويض في مرحلة عمرية متقدّمة يعدّ مؤشّرا عاديا لقرب انقطاع الطمث، لكن إذا كان ذلك يحدث ودورتكِ منتظمة مع نزول قطرات دم بعد كل ممارسة حميمة؛ فيجب عليكِ زيارة الطبيب لعمل الأشعة اللازمة على الرحم؛ للتأكّد من عدم وجود ورم حميد أو مرض بعنق الرحم كالسيلان أو الكلاميديا، وهي أمراض معدية تنتقل بالممارسة الجنسية ويحدّدها الطبيب بالفحص. ينصح الأطباء باستخدام غسول مهبلي بشكل منتظم 3- إفرازات المهبل لكل امرأة شكل وكمية معيّنة من الإفرازات المهبلية تختلف عن الأخرى، لذلك أفضل مَن يحدّد إذا كانت الإفرازات في النطاق الطبيعي أو تغيّرت شكلها أو كميتها هي المرأة نفسها كما يقول أطباء النساء فيما يخصّ الإفرازات المهبلية "غير الطبيعي هو ما تحدّده المرأة بنفسها". وينصح الأطباء النساء باستخدام غسول مهبلي خالٍ من العطور بشكل منتظم للعناية بالمهبل والتخلّص من الإفرازات الزائدة بشكل آمن، وتجنّب النشاط البكتيري المحتمل في بقاء تلك المنطقة رطبة. ولكن إذا شعرتِ بتغيّر رائحة الإفرازات أو لونها مع وجود حكة وحرقان أو وجود قطرات دم مع الإفرازات؛ فيجب عليكِ استشارة الطبيب لأخذ العلاج المناسب. ويجب أن تعرفي أن عدوى المهبل أو الرحم يكون مِن أعرضها زيادة أو تغيّر شكل الإفرازات المهبلية؛ سواء عدوى بكتيرية أو جرثومية، وتلك الحالات يسهل علاجها، لكن أحيانا تكون تلك الأعراض مؤشّرا لمرض من الأمراض الجنسية التي تنتقل عن طريق الممارسة الحميمة إذا كان أحد الزوجين يعاني من عدوى بكتيرية، ولكن إذا استمرّت الزيادة في الإفرازات المهبلية لمدة أسبوعين يجب عليكِ زيارة الطبيب لعمل فحص شامل للجهاز التناسلي. 4- الحكّة النظافة الشخصية هي المفتاح الرئيسي للصحة، غالبا معظم الأمراض البكتيرية أو الجرثومية يمكن تجنّبها بشكل كبير بالاهتمام بالنظافة الشخصية، ومِن حسن الحظ أن المرأة عادةً تهتمّ بنظافتها الشخصية وجمالها بالفطرة؛ خصوصا النساء في العالم الإسلامي حيث إنه مِن سُنن الفطرة إزالة شعر الفرج والعانة؛ لأن وجود الشعر في هذه المنطقة يجعلها بيئة مناسبة لنشاط البكتيريا الضارة، بالإضافة إلى الاستحمام المستمر خصوصا في فترة الحيض. أيضا ارتداء الملابس الداخلية القطنية فاتحة اللون وعدم ارتداء الملابس الضيقة أو ذات الأقمشة الخشنة (بعض أنواع الجينز) من العادات التي يجب على كل امرأة اتّباعها تجنّبا للحكة أو الأمراض البكتيرية. ولكن إذا كنتِ تستخدمين عطورا ومنتجات العناية الشخصية التي تحتوي على مركبات عطرية قوية؛ فذلك يؤدّي إلى الحكة المهبلية؛ فالأطباء يرون أن هذا هو السبب الرئيسي للحكة المهبلية، لذلك ينصح الأطباء بعدم استخدام تلك المستحضرات بشكل منتظم، ويفضّل عدم استخدامها واستبدالها بالمياه والمنظفات والمرطبات الطبيعية مع ارتداء الملابس القطنية والعناية الشخصية المستمرة. - الحكة المزمنة إذا كنتِ سيدتي تحرصين على اتّباع الطرق الصحيحة في النظافة الشخصية والعناية بالمنطقة التناسلية واستمرّت الحكة لأيام مع تغيّر في شكل الجلد؛ فربما تكون علامة لمرض جلدي يُصيب المنطقة التناسلية للمرأة (الفرج)، تبدأ الأعراض بحكة مع ظهور بقع بيضاء صغيرة على الجلد، وتبدأ البقع في التوسّع، ثم تبدأ المنطقة المصابة في التجعّد، عادةً ما يصيب ذلك المرض النساء المتقدّمات في السن. مشكلة الحكة والبقع مشكلة تستلزم زيارة طبيب لوصف علاج دوائي؛ فإذا أهملتها المرأة ربما تؤثّر الأعراض على حياتها الجنسية، وفي بعض الأحيان تنتقل العدوى للرحم. يفرز المهبل سائلا شفافا لزجا لتسهيل عملية الجماع 5- جفاف المهبل تمرّ المرأة بأربع مراحل في الدورة الجنسية؛ وهي: - الرغبة - الاستثارة - مرحلة الجماع الفعلي - النشوة أو الذروة في مرحلة الاستثارة، يبدأ المهبل بإفراز سائل شفاف لزج طيب الرائحة لتسهيل عملية الجماع، لكن في بعض الأحيان تكون كمية السائل غير كافية لإتمام العلاقة بسهولة، وأيضا في فترات الرضاعة بعض النساء قد يصبن بجفاف المهبل، الحل في ذلك الوقت بسيط جدا، وهو استخدام بعض الدهانات الموضعية (الجل). لكن إذا كان المهبل شديد الجفاف بشكل مزمن يجب عليكِ زيارة الطبيب، وقتها سيحدّد لكِ طريقة العلاج المناسبة التي غالبا ما ستكون كريمات موضعية غنية بالإستروجين أو حقن مهبلي؛ فجفاف المهبل ليس فقط يؤدّي إلى صعوبات وآلام عند ممارسة العلاقة الحميمة، لكن أيضا يجعل المهبل أكثر عُرْضة للإصابة بأمراض الجهاز التناسلي. جدير بالذكر أن جفاف المهبل أمر طبيعي وشائع عند التقدّم في العمر؛ خصوصا بعد انقطاع الطمث، فكلما تقدّم العمر قلّت نسبة هرمون الإستروجين (هرمون الأنوثة)، وهو ما يؤدي إلى جفاف المهبل. 6- القرح والكلف يُصاب بعض النساء بقرح أو كلف جلدي عند منطقة الفخذ خصوصا في فترة الحمل، وتكون هذه الأعراض أكثر وضوحا عند الوقوف، ولكن لا يوجد داعٍ للقلق فكل تلك علامات غير مقلقة وحميدة. ولكن بعض القرح أو الكلف إذا ظهر بشكل واضح وكثيف ربما يكون إشارة لوجود مشكلة؛ فمثلا ظهور حبوب وقرح في المنطقة التناسلية أحد أعراض مرض "الهربس"، وهو مرض جلدي يجب علاجه، والطبيب هو الذي يحدّد إذا كنتِ تعانين من هذا المرض أم مجرد عرض طارئ. سيدتي.. نظرا لسرعة إيقاع الحياة، وانشغالنا في الأمور اليومية ربما تغفلين عن بعض الأعراض البسيطة التي قد تؤثّر على صحتك الجنسية، وتؤدّي إلى مشكلات أنتِ في غنى عنها؛ فتلك الأعراض على الرغم من كونها بسيطة لا ينتبه إليها الكثير، ولكن إهمالها وعدم الالتفات إليها سيُؤثر على حياتك الجنسية.. لذلك عزيزتي حتى تتمتعي بحياة صحية عليكِ أن تنتبهي لتلك الأمور.