رانيا حلمي نظّم أتيليه الإسكندرية ومكتبة "أ" مساء أول أمس (الخميس) الصالون الثقافي الشهري للدكتور علاء الأسواني، والذي ناقش فيه رواية "نص هجره أبطاله" للأديبة السكندرية الدكتورة دينا عبد السلام. بدأت الندوة بفقرة غنائية بمناسبة عيد الأم للفنان حسام كمال، ثم تحدث الأسواني عن الرواية وأهم مميزاتها والملاحظات التي تؤخذ عليها، فقال: "إن الكتاب مليء بالتجارب الإنسانية وقليلون من يستطيعون نقلها في عمل أدبي". كما تحدث الأسواني عن سيطرة المجتمع الذكوري على المرأة، ونظرته إليها باعتبارها أنثى فقط وليس باعتبارها إنسان، وذلك ما قد يخلق قيودا على الكاتبة أثناء كتابتها للنص، وتطرق أيضا إلى الحديث عن إعادة إنتاج فكرة الذكر والأنثى، فقد يكون الناقد مجاملا للكاتبة لكونها امرأة جميلة وليس لكونها كاتبة موهوبة.. وقد أكدّ الأسواني على تخطي الدكتورة دينا لهذه المرحلة، فهي تستطيع أن تصل إلى المكانة التي تستحقها بموهبتها، كما أكدّ أنها تخطت دراستها لنظريات الأدب وأنها تكتب بتلقائية شديدة وتبعد عن التنظير. وتناول في حديثه فكرة الإيهام في النص، فالرواية تدور حول مجموعة من الخطابات سلّمتها الأم المريضة لممرضتها كي تسلمها لابنتها، والتي تحكي فيها الأم عن فترة طفولتها ومراحل حياتها، وقد جاءت هذه الرسائل مكتوبة بخط اليد، وهو ما اعتبره الدكتور علاء ممثلا لفكرة الإيهام والتي تنقل القارئ لجو الرواية، كما ألمح إلى وصف اللحظات الخاصة بين الحبيب والحبيبة وأنها جاءت في منتهى الرقة. وعن ملاحظاته على النص فكانت في: - هل مجيء الرسائل قبل النص بهذا الشكل يؤدي إلى وظيفة موضوعية داخل النص؟ - هناك أجزاء في بداية النص جاءت في مساحة كبيرة مثل فترة الطفولة، بينما جاءت فترات ومراحل درامية أخرى سريعة جدا، ولم تأخذ المساحة الكافية. - أصابت الكاتبة في التعبير بالمعنى إلا أن اللغة قد تبتعد بالنص نفسيا عن المتلقي. - يؤخذ عليها الخيال المُقحم في بعض المشاهد. وعلّق بعض الحضور على النص، فمنهم من قال إن العمل رغم غرابته فإن شكله جديد وجيد جدا، وهناك من قال إن العنوان صادم وموحي. وفي الجزء الثاني من الندوة أجرى الأسواني مناقشة مع الحضور حول تطورات الأوضاع وما تشهده البلاد خلال هذه المرحلة المهمة وما يجب علينا القيام به، فتحدّث عن أن العسكر والإخوان لجئوا لإهانة المرأة جنسيا مثل: كشوف العذرية وست البنات إلى التحرش الجنسي بالنساء في التحرير.. وفسر الأسواني نظرتهم إلى المرأة بهذه الصورة من أجل أن يرجعوها إلى المطبخ وغرفة النوم، وبرهن على ذلك بأن العسكر والإخوان لديهم نفس العقلية ونفس طريقة التربية، فالمرأة عندهم مصدر للغواية لأنهم يعانون من الهوس الجنسي. كما تحدث عن أن الخلافة العثمانية كانت وحشية وأول يوم دخلوا فيه مصر قتلوا 10000 شخص في القاهرة، بمعنى أنهم ليسوا مثالا للدين الإسلامي، وأن السلطان العثماني قال إن عرابي خارج عن الملة تحت ضغط الجيش البريطاني. وقال الأسواني: "ما بيننا و بين الإخوان ليس صراعا سياسيا فقط، وإنما هو صراع ثقافي في الأساس"، مؤكدا أنه طبقا للأمم المتحدة مصر هي الدولة رقم 2 في التحرش الجنسي في الترتيب العالمي بعد أفغانستان التي احتلت المركز الأول، وبذلك فإن ملابس المرأة لا تسبب التحرش، وإنما السبب هو نظرتهم إلى المرأة كأداة للمتعة، فهم لا يرون من المرأة غير جسدها لأنهم لا يرونها كإنسان، وقد صدرت وثيقة العنف ضد المرأة يوم 19 مارس والإخوان أدانوها يوم 13 مارس، وذلك لرعبهم من فكرة تحرر المرأة.
الأسواني بأتيليه الإسكندرية * دنيا الأدب اضغط على الصورة لمشاهدة الجاليري: