كتب الفنان خالد الصاوي على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، خطابا طويلا للرد على تقارير إعلامية اتهمته مؤخرا بالغرور، بالإضافة إلى مفاجأة كبيرة فجّرها عندما أعلن عن إصابته منذ 8 سنوات بداء الكبد، وإليكم نص الخطاب": "فجأة ناس كثيرة زعلانة مني! لكل مجموعة أسبابها ولكل شخص عذره.. إلا أنا وعشان كده لازم أتكلم باستفاضة بعد طول غياب يتخلله برقياتي المتفاعلة مع حالة البلد على تويتر من آن لآخر، مش عشان أجمّل صورتي بل عشان أعرض عليكم الموضوع من عدة جوانب، وأسمع منكم. أول هام: بقالي سنة كاملة باشتغل بشكل متوتر ومزعج جدا، مجالي شغال الحمد لله بس شغال إزاي؟ عاوز تتخيل صح ما تسألش الأبطال وكبار المخرجين، اسأل كل الشباب في مجالنا وبالذات الفنيين وإنت هتلم بالصورة. سيبك من شكاوى الكبار في مجالنا لأنها رغم جديتها ومرارها هينة جدا جنب بقية المهن في مجالنا، الحقيقة إنه لحد دلوقتي وفي كل المجالات في مصر الثورة، الصغير هو اللي بيدفع غالبية الفواتير للأسف. هتسألني: وإنت كخالد مأذي إزاي؟ ممكن أقدم لك قائمة كبيرة من أول تخفيض الأجر أو المماطلة فيه، مرورا بخطورة التصوير الخارجي، وانتهاء بانعدام المصداقية في مواعيد شغلنا وعروضه، كل ده حتى لو ما قصمش ظهري مباشرة لكنه خانق وبيستنزف طاقتي للغاية، وطبعا بيعصبني وبيهدر أغلب وقتي وجهدي وتركيزي زيي زيك بالضبط ولو اختلفت ظواهر الأمور شوية. ثانيا: ورغم اضطراب السوق فضلت من الناس المصرة نقدم شغل ورا شغل، وربنا كرمني بفرص جيدة ولكن جاءت النتيجة طبعا ضد جداولي المعتادة، وأوضح مثال إني قلت للناس عندي مسلسل في رمضان الماضي ثم تأجل ليناير، ثم مارس، ثم نزل بس على قناة مشفرة، ثم تم الإعلان عن كذا موعد له. وبالنسبة للي متابعيني ع النت من زمان طبعا ده عبث لأني دايما كنت باعلن عن شغلي بتفاصيل منضبطة بدري، ولكن زي ما قلت: بقى لي سنة تعبان بجد. ثم فجأة حصلت شقطة صحفية للعبد لله، جريدة ما بدأت معروفة: خالد بقى مغرور! وأنا زي ما اشتغلت زمان محامي اشتغلت حبة صحافة، ده غير جهدي كناشط قديم بمركز الدراسات الاشتراكية، وكتبت كثير في إصداراته إضافة لشغلي لسنوات كمخرج في قناة النيل والمتخصصة، يعني أنا أخ أو ابن عم للمجال الإعلامي، وغير منطقي أصلا إني حتى أتفهم تنطيط النجوم ع الإعلام لسبب بسيط جدا: إن عمري مع الإعلام أطول بكثير من عمري مع النجومية. هتسألني: أومال مالهم بيك؟ هاقول لك سوء فهم مش سوء نية لا منهم ولا مني، باختصار: أنا في شغلي لا أميل للظهور الإعلامي إلا أثناء عرض العمل مش قبله، ليه؟ عشان اللي بيجهز لك حاجة تبسطك مش مطلوب منه إنه يسيبها ويركز مع الدعاية ليها. للتحضير وقت، وللتنفيذ وقت، وللدعاية الترويجية وقت، لما أكون باصور مسلسل بيتذاع فعلا بقى له أيام وباسابق الزمن عشان أطلّع شغلي صح، وبسرعة مايصحش إنك تعطلني، ومن غير موعد، وبدون ترتيب للقاء، وكمان تقول للناس حاجة مش حقيقية، وهي إن خالد أو غيره تعالى ع الإعلام في حفل الختام! مافيش حفل ختام أصلا لأنه ماكانش فيه يومها إلا تصوير في فيلا عالصحراوي في مناخ متقلب، وبفارق 3 أيام بين ما نمثله وما تشاهدونه! ماعلش استحملوني، أضف إلى ذلك إنك لو كنت تعبت طول عمرك لحد ما أسست وضع مهني ومكتب يخصك (بفضل ربنا المكافئ على كل سعي، وبفضل دعا الوالدين، وطبعا بفضل إقبال حضراتكم على بعض شغلي) طيب هو مش اللي خلاني أتقدم وأحصل على ثقتكم هو تركيزي في شغلي؟ طيب هل ينفع أكون باذاكر في مكتبي فالاقي ناس عاوزة تقابلني بلا مواعيد؟ ولو اعتذرت أكون متعالي ومغرور؟ وهل يجوز كمان إن ناس كثيرة تسيب لي رسائل عشان تقابلني من غير ما أعرفها ولا أعرف سبب المقابلة سواء كانوا إعلام أم غيره؟ يعني مهنتي دي للدرجة دي أي كلام؟! الحقيقة أنا بحب مهنتي وبحترمها جدا زي ما تعلمت من رموزنا الفنية الكبرى، وماليش صالح بمن يسيئون لها، وحتى لو إنت شايف إني مدّعي وضايع وبسيء للفن، هل ده يديك الحق إنك تعاملني باستهتار لنظام شغلي؟ يا جماعة الخير أنا طلباتي بسيطة جدا: زي ما بحترم نظام شغلك اعمل نفس الشيء معايا، ده تليفون مكتبي، وده إيميل الشغل، وأنا مش باحضر حفلات خاصة معرفهاش ولو كان الداعي إمبراطورا، ولا بارد أو أستقبل حد في غير وقته ولو كان هو والإمبراطور راضعين على بعض! مش تناكة ولا غرور لأني ببساطة ده نظام شغلي من أيام ما كانش حد يعرفني إلا أهلي وكام صاحب، والحلاق بتاعنا اللي متابعني من وأنا في ثانية حقوق. ناهيك عن إن بقى فيه تهم وتجريح ضدي من عينة "إنت بعت القضية" وقصادها الناحية التانية "إنت من اللي خربوا البلد" طبعا غير "على قلبك قد كده وعامل اشتراكي ثوري"، وبالنسبة للنقطة الأخيرة هاقول في ختام المعلقة دي: أيوة أنا كذلك من زمان، وعندي مدونة اسمها الخبز والحرية بنشر عليها آرائي الاشتراكية، وأشعاري الثورية من قبل الثورة بخمس سنين، ليه؟ عشان أنا قضيت أربعين سنة مع أزمات الطبقة الوسطى وما تحتها من طبقات كادحة، ومش عشان انتقلت من كام سنة من مستأجر مديون لمالك شقته هامحي الظلم الاجتماعي اللي طالنا أنا وأهلي وأغلب أصدقائي. حط في اعتبارك كمان إني لا عاوز أبقى رئيس ولا وزير ولا برلماني، وإن سفرياتي المتكررة لألمانيا بالذات لم تكن محض تراويش، لا يا عزيزي، أنا سافرت كذا مرة عشان كنت باتعالج من داء كبد، هل اتعالجت؟ لا الحقيقة، ليه؟ عشان فيه 30 في المئة زيي كده لا يستجيبون للعقار، طيب أنا كخالد غرضي إيه من قصة الكبد دي؟ هاقولك: أنا عرفت إني عييت من 8 سنين، بس كانت ظروفي المالية سيئة وقتها، ورغم إني موظف في ماسبيرو إلا إنهم قالوا لي حالتك مش سيئة لدرجة ندفع لك علاجك! فانتظرت حتى أمكنني تلقي العلاج برة، ولكن شاء القدر أن أنتظر جولة أخرى من التقدم الطبي خلال العامين القادمين، طيب عاوز مننا إيه؟ وجاي تشحت عواطفنا ولا إيه؟! لا يا عزيزي خالص، الفقرة الأخيرة دي كلها مش عشان أقولك أنا مسكين! حاشا لله أن أنهار هكذا، أنا الحمد لله باقاوم بشدة بدنيا ونفسيا، أنا بس حبيت أوضح لمن لا يعلم واحد من مئة، سبب عشان أكون اشتراكي ثوري، عشان باحلم بمجتمع يحتضن أفراده في الصحة والتعليم والعمل وغيرهم. وعشان كده أنا كنت وفضلت وهافضل مع الثورة مهما حصل، عشان مؤمن بإنه هييجي يوم والمصري يملك زمام حياته ويدي درس للعالم وللتاريخ. ماذا يتبقى لك دائما وفي أحلك اللحظات؟ قوتك على نفسك، قبل أن توجهها على الآخرين، على الظالمين تحديدا. أنا صحتي تمام والحمد لله، مش عاوز بقى رسائل تقطيع، وهاعمل شغلي زي ما بحبه لحد ما أموت، وعشان بحبكم وباحترمكم شديت لكم الجواب الممل ده.. عشان عارف إن أكبر وأفخر كنوزي هي نظرتكم ليّ، وهي دي الحاجة اللي بتخلي زوجتي ووالديّ الحبيبين وأختي وزوجها وأعز أعز أصدقائي راضيين عني وفخورين بيّ، ودي حاجة أغلى من قناطير من ذهب وفضة لمن يهمه أن يعرف. وختاما أقول للناس الزمل في حوار الكبد ده: قولوا مثلي: لن يقتلني فيروس الكبد بل أنا سوف أقتله سوف أمسكه من قفاه وأشنقه على جدران أوعيتي الدموية كل السلطة للجان الثورية التي تقاتل العدم داخل كل ملليمتر فينا من الصباح للصباح للناس كلها النعيم في الصلابة وعلى الأرض السلام في حنو المخلصين وضمة الرفاق وعناق الكادحين".