"مياه الشرب لا تؤدي فقط إلى تعرض المواطن المصري لأمراض الكبد والكلى ونقص المناعة والحساسية؛ ولكنها يمكن أن تصيبه بالغباء والتبلد الفكري أو التناحة؛ نظراً لتلوثها".. بهذه العبارة حذر الدكتور حسين منصور، رئيس مشروع هيئة سلامة الغذاء، من خطورة إلقاء مخلفات مياه الصرف الصحي أو الصناعي في المجاري المائية. وأوضح أن تلوث المياه بمخلفات المصانع أو أنشطة مراكب الصيد، التي تتمثل في تسرّب الوقود أو الزيوت إلى المسطحات المائية، يؤدي إلى تشكيل طبقة رقيقة فوق سطح الماء تكون عازلا للغازات والإضاءة، بالإضافة إلى تراكم كميات من العناصر الثقيلة الموجودة في النفط في مياه البحيرات والمسطحات المائية مثل الرصاص والزئبق والكادميوم؛ منوّهاً بأن المشكلة تكمن في تغذي الكائنات على هذه العناصر؛ مما يؤدي إلى تراكمها في الأنسجة، ويؤدي هذا الريم بدوره إلى تعطيل الدور الوظيفي لهذه الأنسجة، ومن ثم موت الكائنات الحية في هذه المياه. وحول تلوث ملح الطعام بالآثار الناتجة عن تلوث البحيرات، أكد أنه طبقاً للمواصفات القياسية المصرية فإن الملح يمكن أن يتلوث بالعديد من العناصر الثقيلة مثل الرصاص، والزرنيخ، والنحاس، والكادميوم، والزئبق الناتجة عن الصناعات المختلفة. وطالب رئيس مشروع هيئة سلامة الغذاء بضرورة إقامة وحدات معالجة لمياه الصرف الصحي والصناعي في كل مصنع قبل الترخيص بإنشائه؛ ضماناً لعدم وصول المياه الملوثة إلى المجاري المائية أو الخزان الجوفي؛ وذلك لحماية الصحة العامة للمواطنين أو البيئة. وقال منصور: يجب أن تخضع هذه الوحدات للرقابة المباشرة للدولة أو من خلال شركات متخصصة في الرقابة، في حالة عدم التزام المصانع باشتراطات تشغيل وحدات المعالجة لضمان التزام هذه المصانع بالمعايير العلمية للمعالجة؛ مؤكداً أن الاهتمام بعملية الإنتاج الصناعي لا يقل عن النتائج المرجوة من تشغيل وحدات معالجة مياه الصرف الصناعي؛ حتى نحمي المواطن المصري؛ لافتاً إلى أهمية النظر إلى هذه الموضوعات بنظرة تكاملية بدلاً من النظرة الأحادية. عن المصري اليوم