السلام عليكم.. أنا مشكلتي إني عموما تعبان نفسيا جدا ووحيد، فباقرأ كتب ومواضيع عن أي شيء ممكن يساعدني، ولكن المشكلة إني معظم الوقت زعلان وحزين أو متوتر وقلق أو مشوش وثائر ونشاطي زائد عن الحد.. فأنا مش عارف أستغلّ أي حاجة من وقتي حتى لو كنت عايز ده وراغب فيه أوي.. أينعم باقرأ بس فين وفين باضيّع أغلب اليوم.. فعايز حد يقول لي أعمل إيه وإزاي أسترخي وأصفّي ذهني وأبطل خوف وتفكير في المستقبل، يا ريت تساعدوني أنا سني 19 سنة في معهد هندسة ثالث سنة، وانتقلت من محافظتي إلى المحافظة اللي فيها دراستي أنا وعيلتي كلها (أمي وأبويا وأخويا) وهنعيش هناك على طول. اللي بيخليني أحزن وأزعل حاجات كتير أولها إني ماعنديش أصحاب، أنا كنت أساسا بانزل مع أصحاب أخويا، ولما انتقلنا كل واحد بقى ليه أصحابه، وأنا بالتالي ماعنديش أصحاب إلا قليل وبسرعة باخسرهم.. وغير كده التفكير في أخطاء الماضي على طول وندمي وساعات باضرب نفسي كمان، أنا فعلا زهقت جدا جدا جدا من حياتي.. واللي بيخليني أخاف معظم خوفي من المستقبل؛ لأني شايف إني فاشل جدا، وباخاف إني أعمل أي شيء، وباسأل نفسي إزاي هاتعامل مع الناس لوحدي بعد أبويا وأمي؛ لأن الدنيا بالنسبة لي غابة مليانة ناس وحشة لو ماعرفتش أتعامل معاهم هيدوسوا عليّ. أنا باقرأ كتب بس حقيقي مش عارف أنا بعد ما عرفت من قرايتي إني مكتئب وماعنديش ثقة مش باقدر أقعد ثانية من غير ما أفكر إني لازم أقرأ أو أعمل حاجة عشان ربنا يشفيني، وممكن أكون فعلا باهرب من الوقع اللي أنا فيه.. أنا مش عارف بجد ممكن أكون باهرب من وحدتي؛ لأني على طول قاعد في البيت حتى في الإجازة مش باعمل أي حاجة ومافيش أصحاب وباخاف أنزل من البيت أساسا، وجودي بره البيت بيوترني ويزعجني جدا. بالنسبة للنشاط الزائد.. أنا أحيانا أكون خامل وتعبان وأحيانا ييجي لي نشاط زائد جدا وأعمل حاجات غريبة، أبويا بيوصفني ويقول لي إنت هايج وساعات يتريق عليّ ويقول لي: "هي الحالة جت؟" وأمي وأخويا كمان بس أبويا بيتريق فعلا. وفي حاجة أنا باخاف منها كمان إني أكون زي أبويا لأني فعلا باكرهه جدا، وهو أصلا حالته النفسية تعبانة جدا، وكل ما بيكبر التعب بيزيد، وأنا وراثيا زيه في كل حاجة وده مضايقني جدا، وخايف لما أكبر أكون زيه، ده غير إن البيت مخنوق منه؛ لأنه عبء فعلا أنا باحمّله مسئولية اللي أنا فيه؛ لأنه ماكنش بيعاملني كويس أبدا وأنا صغير ولا حتى دلوقتي على طول مهبّط عزيمتي.. دايما أمي تشجّعني وكله يضيع باكلمه قذرة منه أو حقيقة صعبة يفكّرني بيها.. ربنا يسامحه.. وشكرا لاهتمامكم.
new_hope
صديقي العزيز.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، دعنا نصيغ مشكلتك في نقاط: 1- أب سيئ الطباع -من وجهة نظرك- يكثر من النقد والتوبيخ والتبكيت. 2- تأثرت بذلك سلبا منذ صغرك فالطفل يصدّق ما يقال له فأبي قال إني وحش يبقى أنا وحش.. أبي قال لي أنت فاشل يبقى أنا فاشل.. هذه كلمة من الأب سرعان ما تتحول إلى مفهوم أي مجموعة من الأفكار المترابطة المتراكمة والتي يحتفظ بها العقل الباطن ولا تخرج إلا في شكل سلوك.. مثل تجنب العلاقات الاجتماعية أو الضيق من فكرة الارتباط بالآخرين؛ فالعلاقة بالآخرين تحمل معنى سلبيا في عقلك الباطن يرتبط بانتقادك وانتقاد أفكارك والتوبيخ الذي ربما تراه رفضا موجها لذاتك.. ولذلك فإن الفشل السريع في الصداقة قد تجلبه أنت لنفسك دون أن تشعر وكأنك تسبق بهدم العلاقة قبل أن يرفضك الآخرون أو ينتقدوك، أو قد تفقد علاقاتك بسرعة لأن أحد أهم مقومات جذب الآخرين الثقة بالنفس، فلا أحد يحب أن يتواصل مع شخص مثلاً غير واثق من نفسه والذي يعوق التواصل من خلال الحساسية المفرطة والوقوف على كل كلمة وكل نقد، وتفسير وتأويل الحوارات البسيطة التي يتأثر بها الشخص المكتئب؛ لأنه دائما ما يرصد كل كلمة على أنها تعني شيئا ينقص من شأنه، وهو ما نسميه التمركز حول الذات وهو آفة تهدم أي علاقة اجتماعية. 3- دخلت في حلقة مفرغة من انعدام الثقة بالنفس والاكتئاب فتولدت لديك مزيد من الأعراض مثل كثرة التفكير الذي قد يصل إلى حد القلق أو الوسواس القهري والذي يبدو في تسلط فكرة مثل كيف تتعامل مع الناس أو كيف تتصرف في العالم بدون والديك، بالإضافة إلى النشاط الزائد الذي ينتابك أحيانا والذي قد يعبّر عن اشتداد حالة الاكتئاب، فيلجأ العقل إلى حيلة دفاعية متمثلة في فرط حركة لصرف الذهن عن مشاعر الحزن.. لكن لا أخفيك سرا فإن تكرار كثرة الحركة في شكل نوبات متكررة قد يقلقني؛ إذ إنه قد يشير إلى بوادر نوبات اضطراب المزاج وهي حالة تحتاج لعلاجات دوائية.. والآن دعنا نرى ماذا تحتاج الآن؟ 1- زيارة الطبيب النفسي لتقييم الحالة بشكل جيد ووصف العلاج الدوائي إذا لزم الأمر. 2- أنت بحاجة للعلاج المعرفي السلوكي لتعديل أفكارك من أجل التخلص من الأفكار السلبية الراسخة في ذهنك. 3- كفاك ما تقرأ في المرض النفسي والاكتئاب، والأفضل بعد أن تبدأ العلاج فعلا مع الطبيب النفسي أن تكثر من قراءة كتب التنمية البشرية التي تتكلم في التفكير الإيجابي وبناء الثقة بالنفس. وحتى تفعل ذلك سأعطي لك بعضا من مفاتيح التفكير الإيجابي وبناء الثقة بالنفس.. هيا استرخِ الآن وأغمض عينيك.. وتخيل نفسك كما يلي: 1- أنا ذكي وإنسان لامع وناجح في حياتي.. أحب نفسي على هذه الصورة.. إذن تعلم كيف تكن ناجحا.. هيا ابدأ بالقراءة في عوامل النجاح وقصص الناجحين. 2- أنا أرى نفسي الآن مع مجموعة من الأصدقاء يلتفون حولي ويسألونني الرأي في أمورهم الكثيرة.. أنا أحب نفسي على هذه الصورة.. إذن تعلم مهارات التواصل الاجتماعي وكيف تكون شخصا جذابا.. هيا ابدأ بالقراءة. 3- أنا الآن مسافر وحدي.. لقد تعرضت لبعض المشكلات.. لا يوجد أحد معي من أهلي.. لكنني أستطيع أن أواجه الأزمة وأحلّ مشكلتي بمفردي.. أنا قوي وأعرف كيف أواجه الأزمات.. أنا أحب أن أرى نفسي على هذه الصورة.. هيا اقرأ في بناء الثقة بالنفس.. أساليب حل المشكلات وكيف تواجه الأزمات. ابدأ في ذلك ولا تنسَ أنك قد تحتاج للطبيب النفسي لو تعذّر عليك البدء في التنفيذ.. وفقك الله.
