السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ابتليت بمشاهدة المواقع الإباحية والصور العارية بكثرة تكاد تكون مرضيّة، والذي قادني فيما بعد إلى شيء غريب، وهو أن زوجتي لها بعض الشامات (الحسنات) في وجهها، وكلما رأيت نجمات الأفلام الإباحية أو صورهن أظل أدقق ليس بالساعات بل بالأيام في الصور، وأظل أقارن بين صورهن وصور زوجتي وأدقق أين توجد الحسنات في الوجه والجسم، ظنا مني بالسوء في زوجتي، وهل هي التي في الصور بالرغم من أن نجمات هذه الأفلام نجمات مشهورات في مجالهن القذر ولهن مواقع خاصة على الإنترنت، وبالرغم من اختلاف شكل الوجه تماما بل العرق أيضا، ووالله لم أرَ أطيب وأفضل من زوجتي وحسن تعاملها معي. وما أعاني منه يجعل صدري ضيقا ويشتت انتباهي جدا (أنا أعاني من الوسواس القهري من سنة 2005 في الطهارة والصلاة والطلاق) وأخذت أدوية كثيرة جدا ولكني لم أستطع طرح هذه المشكلة على الطبيب النفسي، فهل أعاني أيضا من فصام في الشخصية؟ وما العلاج حتى أستريح من معاناتي؟
m.g
أهلا وسهلا بك يا أخي الكريم.. الفصام يتعلق بفكرة متوهمة من جهة الشخص، ولكنها مرتكزة على يقين وإيمان من صاحبها على أنها صحيحة، أما الوسواس القهري يتعلق بفكرة تسيطر على رأس المريض ولكنه يعلم تماما ويرى أن تلك الفكرة خاطئة أو سخيفة أو تافهة ولا يستحق أن يعطي لها اعتبار، إذن أطمئنك بداية أن ما تعانيه من مشاهداتك لتلك الصور لا علاقة له بفرضية أنك تعاني من فصام ما، ولكن تلك المعاناة هي شكل آخر لتجليات الوسواس القهري، فلعل طبيبك أخبرك أن الوسواس القهري حين لا نتعامل معه بالأسلوب العلاجي المتكامل المعرفي منه والدوائي وعدم الانتظام في جرعات الدواء الخاص به يجعل الشخص يتصور أنه قد شفي منه، وإنما عدم الاستمرار كما أرشد الطبيب يجعل المرض موجودا لكنه قد يظهر في صورة جديدة عن سابقها. فكما أشرت إلى أنك تعاني من وسواس في الصلاة والطهارة والطلاق والآن في تلك الصور، لذا أتمنى أن تتعامل مع اقتراحات طبيبك بشكل جاد وأرجو أن يكون علاجه يكفل لك تقديم العون المعرفي والسلوكي حتى لا يقتصر على الأدوية فقط. وبالنسبة إلى المواقع الإباحية فهي مشكلة أخرى تنفصل عن الوسواس، فيما عدا سيطرة فكرة أن تلك الصور قد تخص زوجتك، فأنت أوقعت نفسك في فخ إدمان تلك المواقع، وهذا الإدمان سيصيبك بالإثارة السلبية التي لا تتصورها، فلقد أثبتت الدراسات أن الإدمان الخاص بتلك المواقع يجعل الإنسان في حالة عدم رضا عن العلاقة الخاصة بينه وبين زوجته، بل وتجعله يتوق دوما إلى المتعة المزيفة التي تقدمها تلك الأفلام، وكلها أفلام غير واقعية، ويتم استخدام أدوات إبهار تجعلها مؤثرة سواء الصوت أو الألوان أو الزوايا أو غيره، وكذلك تسبب الفتور بين الزوجين على عكس ما يتصوره المدمن عليها بأنها تزيد من رغبته. بالإضافة إلى ما تسببه من توتر العلاقة بين الزوجين، خصوصا لو علمت الزوجة أن زوجها يشاهد تلك الأفلام وأنها لا تكفيه فتطعن في أنوثتها طعنة نافذة، ناهيك بالأثر السيئ في العلاقة بينك وبين الله عز وجل الذي يراك ويصبر عليك ويمهلك المهلة تلو المهلة. فانقذ نفسك يا أخي الكريم واعتزم واستعن بالله كي يقويك ويمنحك القوة للابتعاد عن تلك المحرّمات، ويمكنك أن تساعد نفسك بأن تقطع التواصل عن طريق الإنترنت وتضع برامج لمنع تلك الأفلام، وأن تضع جهاز الكمبيوتر في مكان يتوسط المكان بحيث يراه من يتحرك حولك، واشغل نفسك بأمور تهواها وتحبها بصدق حتى لا تترك وقتا لا تفعل فيه شيئا، وهذا الانشغال سيساعدك كثيرا في علاج الوسواس القهري، أسأل الله العظيم أن يقوي عزيمتك ويعينك على القيام بأسباب الشفاء.