في الأول نفسي أشكر كل اللي بيحاولوا في حل مشاكل الغير، لأن إنتم ماتعرفوش ده بيفرق معاهم قد إيه، أنا بعت لكم كتير ودايما ردودكم كانت تيجي لي على طول وده خلاني أتشجع تاني وآخد برأيكم اللي والله كل ما بعمله دايما بيطلع الرأي السليم. في الأول أنا عندي 23 سنة وأنا كنت بعت لكم وقلت لكم على الإنسان اللي كنت مرتبطة بيه وحصل وسيبنا بعض وهو اللي سابني لأن نزواته كانت كتير خالص، وبعد فترة رجع تاني وطلب مني الارتباط الرسمي، وأنا كنت محتارة بس خلّيته يتقدم لي في البيت، لكن علشان والدي مسافر برة البلد فالخطوة دي اتأجلت شوية لحد ما والدي يرجع، لكن كان المطلوب وقتها حسن النية، وأنا كنت طايرة بالموضوع خالص وفضلت أعد الأيام على رجوع بابا، وكنت كمان حاسة بتغيّره خالص للأحسن وكان على طول فيه اهتمام، بس مش عارفة ليه كان دايما جوايا شيء مخلّيني خايفة على طول. لحد ما حصل شيء غريب، قبل رجوع والدي بشهر اتقدم لي عريس أقل حاجة أقولها عليه إنه ممتاز ولا غبار عليه ولا على أهله، وهنا ابتدت مشاعري تتغير، طبعا العريس لما اتقدم طلب إنه يقعد معايا علشان يتكلم شوية، وفعلا قعدنا ولما قعدت معاه حسيت براحة غريبة أوي، حسيت إنه إنسان مهذب ومتدين وعلى خلق عالي وفعلا اطمنت له. دلوقتي إحنا مكناش قايلين لحد خالص على وجود العريس الأولاني، لأن كل حاجة متأجلة على رجوع والدي، وأنا دلوقتي محتارة بين الإنسان اللي عرف بنات كتير وأخلاقه زمان كانت سيئة للغاية، والإنسان اللي عارف ربنا وإن شاء الله هيتقي ربنا فيّ. المشكلة إن كمان والدي ماكانش عايز الموضوع الأولاني وقال لي أنا مش مرتاح له خالص، ولما عرف الموضوع التاني قال لي إن ده الإنسان المناسب ليكي واللي باتمناه لك، أنا صليت استخارة وارتحت جدا للموضوع التاني وحسيت إني بقيت مش عايزة الموضوع الأولاني، والدي قال لي ماتتدخليش في الموضوع خالص وأنا هارفضه لما يتقدم وأقول مافيش نصيب. أنا خايفة أشيل ذنبه وأكون كده ظلمته، وعلى فكرة أنا حتى لو الموضوع التاني ماكملش مش عارفة هاقدر أكمل معاه ولا لأ، لإن اللي حصل خلاني أتأكد إني مش عايزاه زوج ليّ، وأنا والله باتمنى بس الزوج الصالح، يا رب تفيدوني في أقرب وقت.
needs
عزيزتي.. إن صاحب الكلمة الأخيرة هنا والقول الفصل، هو شعورك الذي تصفينه لي، خصوصا أنه ليس مجرد شعور غير مفسّر، بل إنه شعور مبني على معطيات قوية -مادية ومعنوية- من ماضي فتاكِ الأول، وعدم ارتياحك للحياة معه، وارتياحك للشاب الآخر المتقدم لكِ، وصلاة الاستخارة ودعائكِ الله تعالى، ورأي والدك، كل تلك الأمور تحسم الأمر بقوة لصالح اعتذارك لفتاكِ الأول وقبولكِ الشاب الطيب المتقدم لكِ. الأمر إذن محسوم قبل أن يقال أي شيء، ففي كل الأحوال كنتِ تنفرين من فكرة الارتباط بفتاكِ مدى الحياة وهذا ينهي قصته، وفي كل الأحوال ترتاحين لأخلاق وطباع الشاب الآخر، وهذا يبدؤها، وكلاهما قصتان منفصلتان وإن بدتا لكِ متصلتان، فحتى لو لم يتقدم لكِ الشاب الآخر كنتِ ستنهين ارتباطك بالأول، فعلامَ تلومين نفسكِ؟ إنكِ لم ترفضي فتاكِ الأول لأجل ثراء الآخر أو وسامته أو سطوته، بل لأنه توفرت فيه معطيات الرفض والآخر توفرت فيه معطيات القبول. صحيح أن فتاكِ تاب -كما تقولين- عن ما كان يفعل، ولكن تبقى مسألة الارتياح النفسي ناقصة، وهذا أمر ليس لكِ يد فيه، وأنا -بالمناسبة- لا أقصد الحط من شأنه أو التشكيك في توبته ولكني أتحدث هنا في إطار مفاضلة بين هذا الشاب وذاك، وبالتأكيد فإن الشاب الذي حفظ نفسه من الوقوع في الخطأ أفضل من ذلك الذي أخطأ وعاد عن خطئه، أتحدث -كما قلتُ- في إطار المفاضلة بينهما للارتباط. إذن فالأمر محسوم هنا؛ توكلي على الله وبادري إلى إنهاء ارتباطكِ بفتاكِ الأول بشكل رقيق مهذب، واعلني الآخر بقبولكِ طلبه، ولكن ليكن إعلان الخطبة بعد بعض الوقت لكيلا تجرحي فتاكِ السابق أكثر من ما سيجرحه انفصالكِ عنه، ولا تُحمّلي نفسك مسئولية ذلك الجرح، ولا أي شيء يترتب عليه مهما بلغ مبلغه، فكل منا مسئول عن قراراته وحر فيها، ولو نفذ بالفعل تهديده -وأشك في ذلك- وقضى على نفسه حزنا على فراقك فهذا لن يكون خطؤكِ، بل قراره هو، فآلاف الشباب يعيشون قصص الفراق كل يوم وليس المألوف منهم أن ينتحروا بعدها ولا بالمقبول. توكلي على الله يا عزيزتي، فكل ما حولك يمثّل رسالة إلهية تعدكِ بالسعادة بإذن الله.. تحياتي..