يعاني الوسط الثقافي والصحفي والسياسي من عدم وجود طبعات جديدة من كتاب "إيران فوق البركان"، الذي يعد أولى مؤلفات الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل وصدر عام 1951؛ ولكن هذه المعاناة سوف تنتهي قريباً على دار الشروق التي تستعد لطرح طبعة جديدة من الكتاب للمرة الأولى منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود. يأتي ذلك في إطار سعي الشروق لنشر كتب هيكل التي لم يطبع منها طبعات جديدة خلال الفترة الماضية، وتتضمن كتاب "خريف الغضب" والذي يصدر للمرة الأولى عن دار الشروق بعد أن ظل يطبع طيلة العقدين الماضيين عبر مركز الأهرام للترجمة والنشر التابع لمؤسسة الأهرام الصحفية. كما تتضمن دفعة الكتب الجديدة كتاب "صاحب الجلالة" الذي صدرت طبعته الأولى عام 1963؛ إضافة إلى كتاب "ما الذي يجري في سوريا؟"، والكتاب الأخير صدر في مصر عقب بضعة أشهر من انهيار الوحدة بين مصر وسوريا، وأصبح عنوان الكتاب مدرسة في اختيار عناوين الكتب لسهولته، وصدرت الطبعة الأولى من الكتاب عام 1962. يذكر أن دار الشروق أصدرت طبعة خاصة لمجموعة كتب لهيكل الشهر الماضي وتباع مجموعة واحدة ب 2500 جنيه مصري، وتضمنت المجموعة التي لا يمكن أن تباع إلا كاملة، طبعة جديدة من كتاب الزلزال السوفيتي الذي يرصد انهيار الاتحاد السوفيتي ما بين عامي 1990 و1991. ويعد هيكل واحداً من أشهر وأهم الصحفيين المصريين على المستوى الدولي، ونشرت أعماله في أكبر دور النشر في أوروبا، كما نشرت مقالاته في أكبر الصحف في أوروبا وآسيا، ترأس تحرير مجلة آخر ساعة في الأربعينات؛ حيث كان يملكها الأستاذ محمد التابعي أمير الصحافة المصرية، وفي الخمسينات بحثت السيدة رينيه تقلا أرملة الصحفي جبرائيل بشارة تقلا مالك جريدة الأهرام عن صحفي متمرس لترأس مجلس إدارة وتحرير الجريدة؛ فوقع اختيارها على هيكل ليبدأ الرجل في رحلة صعود نادرة في تاريخ الصحافة المصرية؛ حيث ارتبطت سيرته بسيرة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر (1918-1970)، وحينما أممت الصحافة عام 1960 أصبح هيكل المسئول الأول عن مؤسسة الأهرام، كما أسندت إليه في فترات متقطعة رئاسة مؤسسة أخبار اليوم وروزاليوسف. وفي عام 1970 تولى وزارة الإرشاد القومي (وزارة الإعلام فيما بعد)، كما شغل منصب وزير الخارجية بالإنابة لفترة بسيطة، وعلى إثر الخلاف مع الزعيم الراحل محمد أنور السادات (1918-1981) قام السادات بإزاحته من عرشه الصحفي بالأهرام، واختاره لمنصب مستشار الأمن القومي، ورفض هيكل المنصب وخرج من الأهرام؛ ليبدأ رحلة الكتابة في كافة أنحاء العالم؛ حيث ترجمت كتبه إلى أكثر من 23 لغة.