"أتمنى أن أكون آخر وزير للإعلام"، كان هذا ما أكّد عليه صلاح عبد المقصود -وزير الإعلام الحالي- مع وجود إعلام يتبنى الآراء المختلفة بعيدا عن سيطرة زمن إعلام الرأي الواحد، ورغيته في تحويل اتحاد الإذاعة والتليفزيون لجهاز خدمة عامة على غرار الBBC، وتحويل وزارة الإعلام إلى مجلس يقوم بخدمة الشعب، نافيا أن يكون التليفزيون المصري قد تعمد عدم تغطية تظاهرات ال24 من أغسطس التي تعترض على الإخوان المسلمين، وذلك في لقاء خاص لبرنامج "90 دقيقة" والذي عُرض على قناة المحور أمس (السبت). وعن استخدام مصطلح "أخونة الإعلام" وتسليم بعض الأشخاص من الإخوان المسلمين مراكز ومناصب بمبنى ماسبيرو، فجاء ردّ وزير الإعلام: "هذا المصطلح غير مقبول، ولا أعرف أو أقابل أي قيادات إخوانية داخل ماسبيرو؛ لأنني كنت مِن الممنوعين من دخول التليفزيون المصري شخصيا، ولم أدخله قبل تولي الرئيس مرسي الحكم، وكذلك إن أردت تغيير بعض الأشخاص سأختار غيرهم من داخل المبنى وليس خارجه؛ لأن المبنى مليء بالكفاءات، وإن كنت بحاجة لمن هم بالخارج سأختار من أبناء ماسبيرو الذين طردوا منه في عهد النظام السابق". وردا على تساؤل عمر الليثي عن استضافة التليفزيون المصري للشيخ يوسف القرضاوي والدكتور محمد البرادعي، يقول عبد المقصود: "لو رغب القرضاوي في الظهور على التليفزيون المصري، فأهلا ومرحبا به والباب مفتوح، وكذلك الدكتور البرادعي يشرفني حتى إن انتقد الرئيس مرسي؛ ولكن على النقد أن يكون بناء وحاسما، فأهلا بالرأي المعارض ما دام أن هناك جهة أخرى سترد". كما أثار البرنامج تساؤلا آخر يتعلق بقرار غلق قناة الفراعين، فأكّد زير الإعلام أنه من حقه أن يقوم بهذا الأمر؛ لكنه لم يقم بهذا، وأنه يمكن للقناة أن تمارس عملها حال سداها الديون، قائلا: "القناة مدينة بمبلغ 3 ملايين جنيه لشركة النايل سات، ومن حق الشركة أن تقطع البث على القناة؛ لأنها تخلفت عن الدفع، ولم يحدث ذلك من قبل؛ لأنه كان هناك توصية على القناة والجميع يعرف ممن كانت التوصية، على الرغم من تجاوز مدير القناة الشروط والقوانين.. والعارف لا يُعرّف". وأضاف: "إذا التزمت القناة بالقانون يمكن أن تعود مرة أخرى، ومن أغلقها هي هيئة الاستثمار والمنطقة الإعلامية الحرة بعد تقديم عدّة إنذارات للقناة، وبالمناسبة من تقدم بالشكوى ضد القناة هم مجموعة من المحامين والمواطنين، وشخصيا أنا لم يعجبني ما قامت به القناة؛ لأنه أمرا غير مقبول". وفي سياق آخر، أعلن عبد المقصود عن عدّة قرارات من شأنها أن تساعد على النهوض بالتليفزيون المصري وتوظيف الكفاءات؛ ومنها: ظهور أول قارئة نشرة إخبارية اليوم في تمام الساعة ال12 ظهرا على قناة "النيل للأخبار" وتدعى "نرمين خليل"، قائلا: "لا يمكن أن تحرم سيدة من العمل بسبب حجابها، وهي ليست ببعيدة عن التليفزيون المصري؛ لأنها ابنة ماسبيرو، ونحن لسنا قلة أو أقل من الجزيرة التي لديها العديد من المذيعات المحجبات"، نافيا أن يكون له يد في تقييد حرية الإعلاميين؛ ومنهم الإعلامية هالة فهمي التي قامت بتحرير محضرا تتهم فيه وزير الإعلام ورئيس القناة بوقف برنامجها، قائلا: "لا أعرف الزميلة ولم التقِ بها من قبل، وفوجئت بتحررها محضرا ضدي، وعرفت أنها ترغب أن تسير في برنامجها على الوتيرة الخاصة بها وكأنه برنامج ملاكي، وحقيقة الأمر أنها تأخرت عن حضور البرنامج؛ فقام مدير القناة بتأجيل عرض البرنامج، ولا يد لي في ذلك". وفي نهاية الحوار أبدى وزير الإعلام اعتراضه ورفضه التام أن يُعرض الجزء الثاني من مسلسل "الجماعة" للمؤلف وحيد حامد على التليفزيون المصري؛ قائلا: "أرفض عرض المسلسل؛ لأنه لا يعدّ إبداعا، بل اعتبره عملا قام بتشويه صورة الإخوان المسلمين وحسن البنا، ولن أوافق على إذاعته؛ لأن هناك فرقا بين النقد والتشويه، وأنا لن أقبل بالاتجاه الواحد".