أ ش أ بدأ بالقاهرة مؤتمر المعارضة السورية اليوم (الإثنين) تحت رعاية جامعة الدول العربية، وبحضور عدد من وزراء خارجية عدد من الدول العربية والأجنبية، ومشاركة الدكتور نبيل العربي -الأمين العام للجامعة العربية- ووزير الخارجية التركي. وحضر الاجتماع كل من: محمد عمرو وزير خارجية مصر، وصباح الخالد الصباح وزير خارجية بالكويت والرئيس الحالي لمجلس الجامعة العربية، وهوشيار زيباري وزير خارجية العراق والرئيس الحالي للقمة العربية، وخالد بن محمد العطية وزير الدولة للشئون الخارجية القطري ورئيس اللجنة المعنية بسوريا، وأحمد داوود أوغلو وزير خارجية تركيا ورئيس مؤتمر أصدقاء سوريا، كما حضر ناصر القدوة نائب المبعوث العربي الدولي المشترك كوفي أنان. ويهدف الاجتماع إلى الخروج بوثيقتين؛ الأولى: وثيقة العهد الوطني وهي بمثابة مشروع دستور للدول السورية الديمقراطية، والوثيقة الثانية: تتضمن سبل التعامل مع الأزمة التي تشهدها سوريا، وتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية. يُشارك في الاجتماع نحو 250 شخصية من أطياف المعارضة السورية من الداخل والخارج؛ حيث يناقش المؤتمر تشكيل مظلة جامعة للمعارضة السورية، أو توسيع المجلس الوطني المعارض ليصبح هو المظلة الجامعة. وأكّد العربي ضرورة عدم إضاعة الفرصة الحالية لتوحيد صفوف المعارضة السورية، وقال: "لا يجب إضاعة هذه الفرصة بأي حال من الأحوال، فتضحيات الشعب السوري أكبر منا جميعا وأغلى من أي خلافات أو مصالح فئوية، ولا يجوز بعد اليوم إعطاء فرصة للمشككين بقدرة المعارضة السورية على تحمل مسئوليتها". وشدّد على ضرورة الارتقاء بأساليب العمل؛ حتى يمكن تجاوز هذه المرحلة الانتقالية الصعبة، وقال: "قرارات الجامعة العربية واكبت الأزمة السورية منذ البداية بمختلف تطوراتها، وطرحت العديد من المبادرات، واتخذت العديد من التدابير غير المسبوقة لتخلي الحكومة السورية عن الخيارات الأمنية؛ ولكن لم يكتب لكل هذه المحاولات النجاح". وأكّد الأمين العام للجامعة العربية أن الحكومة السورية لا تزال تماطل في تنفيذ التعهدات التي التزمت بها على الورق، وما زالت تتبع الخيار العسكري بديلا عن الحل السياسي؛ وهو ما دفع أطراف المعارضة للدفاع المشروع عن الشعب السوري. وفي كلمة له، قال وزير خارجية تركيا إن بلاده أكّدت منذ بداية الأزمة السورية أن حلها يجب أن يكون من خلال الصبغة الإقليمية ومن قلب جامعة الدول العربية، وأضاف: "أنقرة تؤيد جهود الجامعة العربية وتنسق معها لبلورة رؤية مشتركة". واعتبر أوغلو أن ما تمر به سوريا عمل من أعمال الإرهاب، وقال: "عملية التغيير ليست عملية سهلة، ولا بد من المثابرة والكفاح"، مؤكّدا أن الكفاح خلال عام يصل إلى المعجزة. وطالب المعارضة بتوحيد مواقفها، وأن تتحدث بصوت واحد، وأضاف أن نتائج الاجتماع ستعرض على مؤتمر باريس في اجتماع يوم الجمعة المقبل. واختتم أوغلو كلمته بالقول "إن شاء الله نلتقي في دمشق"، فصفق الحضور بشدّة.