جابر نصار: من حق الرئيس إلغاء الإعلان المكمل بعد حلفه اليمين ابتهال فؤاد التقى برنامج "آخر النهار" -الذي يقدّمه الإعلامي الكبير محمود سعد على قناة النهار- كلا من: الدكتور الدكتور جابر نصار أستاذ القانون الدستوري، والكاتب الصحفي وائل قنديل مدير تحرير جريدة الشروق؛ للتحدث حول الإعلان الدستوري المكمّل وحلف الدكتور محمد مرسي -رئيس الجمهورية- اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا. أكّد الدكتور جابر نصار -في بداية حديثه- أن الإعلان الدستوري المكمّل هو مَن اخترع حلف اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا، قائلا: "لم يكن هذا القرار بديلا ملائما من الناحية الدستورية، وبدت المسألة مجافية للأصول التي تتعلق بالقسم". وأضاف: "المحكمة الدستورية العليا ليس لها صبغة شعبية؛ لأنها سُلطة غير منتخبة مِن قِبل الشعب المصري، وعدم موافقتها للخروج أمام الشعب أمر غير مقبول؛ ولكن في ذات الوقت حدث نوع من التوافق بخطاب الدكتور مرسي اليوم وحلفه اليمين بالميدان، دون أن يكون القسم حائلا دون الرئاسة وأصبح الأمر شكليا فقط". وأتبع: "بمجرد إعلان المجلس العسكري للدستور المكمّل فقد سُلطته للتعديل أو التغيير، والذي يملك هذا الأمر الآن هو رئيس الجمهورية؛ بمجرد حلفه اليمين يمكنه إلغاء الإعلان المكمّل على الفور". فبادره وائل قنديل بالتعليق، قائلا: "مارست المحكمة الدستورية العليا أشدّ درجات التعنت في هذا القرار؛ لأن النص الدستوري يقول إن حلف اليمين لا بد أن يكون أمامها ولم ينص على أن يكون داخل المحكمة نفسها، وفي حقيقة الأمر بدا الإعلان الدستوري وكأنهم يعطوننا رئيسا بالتقسيط". وأضاف: "تلك الصلاحيات التي انتزعت من الرئيس رسالة من العسكري بأنه هو مصدر السُلطات، ولكن ردّ عليه مرسي اليوم بأن الشعب هو مصدر السُلطات، فأخرجنا بهذا الخطاب من عثرات كثيرة، واليوم بدأت العلاقة الرسمية بين الشعب والرئيس الذي دشن الشعب رئيسا رسميا". وطرح الإعلامي المخضرم محمود سعد سؤالا: "هل يملك الرئيس صلاحيات حقيقية؟".. فجاء ردّ قنديل: "هذه الصلاحيات يمكن الحصول عليها بمجرد حلف اليمين؛ ونتحدث هنا عن سياسة الأمر الواقع التي لن يعجب بها الجيش، وإنما هم مَن بدأوا تضييق الخناق في مسألة الصلاحيات". وردّ عليه جابر نصار، قائلا: "صلاحيات الرئيس لا يمكن الحديث عنها دون الواقع السياسي الذي نعيش فيه؛ لأننا سنشهد صراعا على السُلطة، وهذه اللحظة التي نعيشها تشبه فترة صراع السادات مع القوى السياسية عام 1971، مع اختلاف أن مرسي معه القوة الأكبر وهي قوة الشعب والميدان". وأضاف: "عوامل نجاح مرسي تقف على تشكيل حكومة قوية مستقلة، وفكرة ممارسة الصلاحيات تحتاج لشخصية قوية ومجموعة عمل وحكومة قوية، وخير دليل على ذلك عصام شرف حينما انتزعت منه صلاحياته". وتعليقا على خطاب أمس (الجمعة) الذي ألقاه الدكتور مرسي، أوضح وائل قنديل أن مرسي رئيسا لكل المصريين؛ ولكن الخطر يكمن في أن تكون المسافة بينه وبين مكتب الإرشاد قليلة، وبينه وبين العسكري أكثر من اللازم. وأضاف: "ما يميز خطاب اليوم -الذي أبدع فيه وأبهرني أنا شخصيا- هو أنه تحدث عن شرعية الميدان، هتف ثوار أحرار هنكمل المشوار.. وهو هتاف أحداث محمد محمود وليس هتاف ثورة 25 يناير، وذكره لجميع الفئات بما فيهم الأقباط والمعاقين والسياحة والفنانين، وتأكيده على الولاء لشعبه، واعتذاره لكل من أوذي في الميدان ومن شوهوا وضُربوا وأسيء إليهم ردا لاعتبارهم". وأتبع: "الرئيس تحدث بطلاقة ولغة عربية سليمة لا تشوبها شائبة، إلى جانب أدائه الخطابي الجيد، وإصراره على انتزاع صلاحياته ما دام أنه قادر على اكتساب حب الميدان والشعب.. وأخيرا طلبه السُلطة من الشعب وليس من أي شخص آخر". واستطرد متحدثا عن سلبيات الخطاب، قائلا: "تقبيل يد مرسي من قِبل أحد الإخوان المسلمين على الرغم أن هذا الأمر ليس من شيم الجماعة، واستعراضه لنضال الشعب المصري وذكره فترة الستينيات؛ وهي فترة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أمر يحسب عليه". وأكّد الدكتور نصار أنه يجب على الرئيس أن يقف مع الشعب ومن أجل الشعب، ويتحمل الصعاب وصولا إلى دولة ديمقراطية حديثة، مشيرا إلى أنه بإمكان الرئيس أن يُلغي المحاكمات العسكرية والاستثنائية بمجرد حلفه اليمين، والتمسك بقوة الشعب التي لا يستهان بها. وأوضح الدكتور جابر نصار -خاتما اللقاء- أن قوة الرئيس تكمن في حكومة تكنوقراط يترأسها شخصية وطنية لها حضور دولي، قائلا: "حينما تتحد تلك القوى معا مع الرئيس ستصنع المعجزات لصالح هذا الشعب.. حكومة غير طائفية أو مقسمة".