قررت محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار صبحي عبد المجيد وعضوية المستشارين جاد المتولي ومحمد عبد الكريم وحضور محمود الحفناوي -رئيس النيابة- والمنعقدة بأكاديمية الشرطة، تأجيل قضية مذبحة بورسعيد لجلسة الغد (الثلاثاء) لسماع شهود النفي. وكانت المحكمة استكملت سماع شهود الإثبات وسط أجواء بدأت هادئة وغياب لعدد كبير من محامي الدفاع والشهود، حيث لم يحضر سوى شاهد واحد من أصل 8 شهود حيث حضر الشاهد أحمد يحيى -19 سنة وطالب- والذي أكد انه ذهب إلى استاد بورسعيد عن طريق القطار، ولكنهم فوجئوا قبل الوصول بمسافة قليلة بتوقف القطار والتعدي عليهم من قبل أهالي بورسعيد بالضرب وإلقاء الحجارة، واستقلوا أتوبيسات لتوصيلهم إلى الإستاد، لكن هناك وجدوا زجاجًا مكسورًا على الأرض أمام بوابة الإستاد. وأضاف أنهم دخلوا إلى الإستاد دون تفتيش من قبل الأمن ودون تذاكر، وأشار الشاهد إلى أنهم تبادلوا السب والشتائم أثناء تواجدهم بالمدرجات قبل بدء المباراة وقام جمهور النادي المصري بإشعال النيران في علم النادي الأهلي في محاوله منهم لاستفزاز جمهور الأهلي، وأكد أنهم قاموا بالإشارة لهم بحركات وإشارات مهينة وخارجة وكان ذلك خلال انتهاء الشوط الأول. وتابع أنه قبل انتهاء المباراة بدقيقتين تقريبا قام جمهور النادي المصري بإشعال الشماريخ وقاموا بالنزول إلى أرض الملعب وحاول جمهور النادي الأهلي إنقاذ نفسه وصعدوا إلى الأعلى وبعضهم حاول الهرب إلى الممر وانطفئت الأضواء واستمر اعتداء جماهير النادي المصري على جماهير النادي الأهلي بالشوم والكراسي الحديدية والأسلحة البيضاء. وأكد الشاهد للمحكمة أنه تعرض للضرب من قبل أحد الأشخاص الذي كان يحمل شومة وقام بضربه على رأسه حيث تمكن من الهرب منه وأثناء ذلك شاهده يعتدي على طفل صغير وهو يبكى ويقول له "أنا آسف ومش هنعمل كده تاني" وظل يضربه ويحاول أن يجعله يخلع التى شيرت ثم ضربه بحديدة على رأسه مما جعله لا يستطيع الحركة مرة أخرى وأكد الشاهد أنه تعرف على المتهم فى النيابة من خلال الصور التى تم عرضها عليه. وتقدم دفاع المتهمين واصفًا نفسه من أبناء ثورة 25 يناير بتوجيه الشكر إلى قضاء مصر الشامخ الذي أشرف على الانتخابات الرئاسية والتي نقلت مصر إلى عصر الديمقراطية وعقب ذلك توجه الدفاع بتوجيه الأسئلة إلى الشاهد وتكرار الأسئلة مما جعل القاضي يستشهد بقضية قتل الشهداء ببورسعيد وسرعة إنجاز القضية وقطع شوط كبير فيها عكس ما يحدث فى قضية مذبحة بورسعيد. كما تقدم دفاع المتهمين بطلب نقل الأطفال الأحداث الثمانية المحبوسين إلى المؤسسة العقابية ببورسعيد وذلك لأداء امتحانات الدور الثاني كما تقدم دفاع اثنين من الضباط المحبوسين ودفاع مدير أمن بورسعيد بطلب لإخلاء سبيلهم نظرًا لطبيعة عملهم، وأن الحبس سوف يعرضهم للضرر البالغ نظرًا لحركة تنقلات الشرطة، والتي تتم في هذه الأيام مما قد يؤثر على مستقبلهم. وعقب ذلك شهدت المحكمة حالة من السخونة والاشتعال من قبل محامي المدعين بالحق المدني وأهالي الشهداء الذين ثاروا بسبب هذه الطلبات المستفزة وقالوا "ولادنا ماتوا وانتوا بتدور على حركة التنقلات"، في حين قال خالد قراعة والد أحد الشهداء ومدعٍ بالحق المدني "خليهم يروحوا يصيفوا وخلي دم ولادنا يروح هدر". كما شهدت القاعة حالات صراخ وإغماء من جانب والدة أحد الشهداء بسبب شدة الصراخ وهى تقول "أنا عاوزة إبنى يا كفرة" وردد أهالى الشهداء "القصاص القصاص ..مرسى جه للقصاص ..وشفيق اللى كان هينقذكوا راح". وعندما طالب دفاع آخر بإخلاء سبيل جميع المتهمين لأن معظمهم موظفين ويعولون أسر مما أثار غضب أهالي الشهداء وتصاعد صراخهم وهتافهم وحدثت حالة من الهرج داخل القاعة معترضين على هذه الطلبات. وفشلت المحكمة في السيطرة على الموقف، وطلبت من الدفاع أن يكونوا علي مستوى الحدث كي يأخذ كل طرف حقه ثم رفعت الجلسة ودخلت إلى غرفة المداولة، وبعدها قال والد أحد الشهداء "والله لو اعرف واحد منهم اقسم بالله آخد حق ابني منه حتى لو هدخل السجن ولو هموت مش هسيب حقه"، وتعالت الهتافات داخل القاعة من قبل أهالي الشهداء، مرددة: "القصاص القصاص" بينما أعربت إحدى الأمهات عن حزنها الشديد قائلة "القضية هتطبخ وهيطلعوا".