السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أخواتي وإخواني في الله.. أنا شاب في ال30 من العمر متزوج من سنة وبضعة أشهر ولكن متغرب في إحدى الدول العربية منذ 3 سنوات، تركنا أبونا منذ 12 عاما ومنذ هذا الوقت أصبحت أنا الذي وهبه الله نعمة المسئولية لأسرة مكونة من أم و3 بنات وكنّ جميعهن في مراحل التعليم.
بتوفيق الله وحده استطعت أن أتم زواج 2 والثالثة مخطوبة والحمد لله، وكم عانيت الأمرّين بعد انفصال والدايّ وأحسست أنني مسئول أمام الله على تكملة الرسالة واضطرتني الظروف القاسية إلى السفر لقضاء احتياجات أسرتي..
وارتبطت بزوجتي للبعد عن المعاصي، وقد أكرمني الله بها والحمد لله، ولكن المشكلة أنني تعبت من الغربة جدا وهناك تضارب من أجل الاستمرار في طموحي بين رجوعي إلى مصر التي أصبحت أعشق ترابها أكثر من روحي، وهجر زوجتي وما يسببه من مشكلات، خاصة أن الله لم يرد لنا الإنجاب.. أفيدوني أفادكم الله.
alhamd_llah
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. ولك منا التعظيم والإجلال لأنك ابن بار سيكافئك الله على رعايتك لأمك وأخواتك البنات بالرزق الوفير والذرية الطيبة الصالحة في أقرب وقت إن شاء الله.
وأرى صديقي إنه لا مشكلة لديك إلا ما يسمى بألم الغربة والحنين إلى أرض الوطن، وعلاج هذا الأمر صديقي يتوقف على الوضع الذي وصلت إليه من ناحية تأمين حياتك المالية، بمعنى أن حل المشكلة يتوقف على كم المال الذي حصلت عليه.. كيف؟ أقول لك.. إذا كنت صديقي أصبح لديك المال الذي يزوج أختك المخطوبة ولك في مصر بيت جميل لك ولزوجتك ولديك عمل ورصيد يوفران حياة مستقرة آمنة في بلدك ووطنك فلا تتردد وعُد في أقرب وقت ممكن.
وإن كنت لم تجمع ما يؤمن لك ما تريد من استقرار نهائي في مصر فاعمل على أخذ زوجتك معك حيث تنقطع الغربة بوجودها وتكون الفرص كثيرة لحدوث الحمل، فسنة وبضعة أشهر قضيت منهم كم شهرا وأنت بعيد، يعني ما كان بينكما من وقت لم يكن كافيا لحصول الحمل الذي يحدث مرة في الشهر بعد التبويض.
وإذا كان هناك استحالة لأخذ زوجتك ولا زلت في حاجة إلى العمل في الخارج لتأمين مستقبلك ومستقبل عائلتك فخذ إجازة سريعة واحضر إلى مصر؛ لتنهل من نيلها ومن حب أمك وحب أخواتك البنات وحب زوجتك، وارجع إلى عملك وكرر ذلك كلما سنحت لك الفرصة.. ولا تنس صديقي قول الله تبارك وتعالى: {إِنَّا لَا نُضِيعَ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً}.
ولقد أحسنت العمل برضا ربك ورضا أمك وأخواتك عليك، وسيجعلك من السعداء في الدنيا والآخرة وسيرزقك المال والأولاد البنين والبنات ورضا القلب والستر وكل ما يتمناه قلبك؛ فأنت ابن مبارك بارك الله لك وعليك وأكثر من أمثالك.. ادع الله وأنت واثق من الإجابة بقوله تبارك وتعالى: {رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ}.