الثورة لا تُنسى والثوار لا ينامون..لم ننسَ خالد سعيد الذي كتب استشهاده العد التنازلي لسقوط مبارك ونظامه..واليوم 6 يونيو 2012 تحل علينا الذكرى الثانية لاستشهاده وقد انضم إليه من الشهداء مئات عدة لم نقتص بعد لا له ولا لهم. كان من الطبيعي إذن أن يكون يوم ذكرى استشهاده اجتماعًا حاشدًا للثوار الذين ازدحم بهم طريق البحر بمنطقة كليوباترا -حيث عاش واستشهد- بل وامتلأت بهم الشوارع الجانبية خاصة تحت بيته في انتظار نزول "ماما ليلى" والدته الباسلة التي تعد بحق من أيقونات الثورة المصرية، كذلك كنا في انتظار وصول مسيرة حاشدة انطلقت من أمام مسجد القائد إبراهيم باتجاهنا وعلى رأسها حمدين صبّاحي. أثناء الانتظار كان الثوار بين متجمعين في حلقات يهتفون للثورة ولخالد سعيد وللمطالبة بالقصاص والتنديد بحكم العسكر وبين بعض شباب حركة الاشتراكيين الثوريين الذين انهمكوا في رسم بعض الجرافيتي على أحد حوائط سور البحر، والباقون وقفوا في سلسلة بشرية حاملين صور خالد سعيد ولافتات المطالب الثورية، وهي تلك السلاسل التي صارت تقليدًا ثوريًا عتيدًا منذ ما قبل يوم الخامس والعشرين من يناير 2011 عندما كان ثوار الإسكندرية يخرجون كل جمعة في سلاسل صامتة ترتدي السواد احتجاجًا على مقتل خالد سعيد وكل شهداء مؤسسة مبارك الأمنية القمعية. قبل وصول المسيرة جاءت أم الشهيد بصحبة شقيقته ومعهما الناشط والصحفي علاء عبد الفتاح حاملاً ابنه خالد الذي نعلم أنه سماه كذلك تيمنًا بخالد سعيد، والتف الجميع حولها وتسابقوا لتقبيل رأسها والتقاط الصور معها ومع علاء عبد الفتاح، في انتظار المسيرة التي وصلت قبل الغروب بقليل واختلطت الهتافات لخالد سعيد والشهداء بالهتافات المؤيدة لحمدين صباحي، ثم بعد ذلك تحرك الجميع إلى ميدان محطة مصر لحضور المؤتمر الجماهيري الذي عُقِدَ لصباحي بحضور كلا من خالد علي والدكتور أحمد حرارة. مختلف الحركات الثورية والتيارات كانت مشاركة بالفعاليات وكذلك حملات المرشحين الثوريين، ولم يعكر صفو الحدث سوى ما تردد بين الثوار بضيق عن مشاهداتهم لبعض أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وهم يحاولون استغلال التجمع للترويج لمرشحهم د.محمد مرسي..وكان رد الفعل حادًا من الثوار بأن استقبلوا سيارة الإخوان التي جاءت للمشاركة في الفعاليات بالهتاف المندد بمواقف الجماعة وحزبها والهتافات المنتقدة للمرشد وقيادات الجماعة في انعكاس لحالة الغضب الثوري من جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة. فيما عدا ذلك لم يتكدر صفو الحدث الذي اعتبره الكثيرون جزءً من التحرك الثوري السكندري النشط لاستكمال ثورة 25 يناير، خاصة وأننا معشر السكندريون نفخر أن شرارة تلك الثورة-وأعني استشهاد خالد سعيد-انطلقت من عندنا منذ خرجت مجموعة صغير من النشطاء في اليوم التالي لاستشهاده للتظاهر أمام قسم شرطة سيدي جابر التابع له المتهمون في قضية خالد سعيد..وشهد اليوم حضور كثير من الوجوه الثورية المعروفة بالإسكندرية مثل ماهينور وميرال المصري وحكيم عبدالنعيم ووائل بركات وصفوان محمد وغيرهم..لترسل الإسكندرية لكل من يهمه الأمر رسالة واضحة ومباشرة وقوية أن الثورة مستمرة لحين إقامة الدولة المدنية التي قضى الشهداء نحبهم في سبيل قيامها.