استكملت محكمة جنايات بورسعيد محاكمة المتهمين ال73 في القضية المعروفة إعلاميا بمذبحة بورسعيد والتي راح ضحيتها 74 أثناء مباراة الناديين المصري والأهلي مطلع فبراير الماضي. واستمعت المحكمة إلى الشاهد العميد محمد هشام محمد سيد -الوكيل الجغرافي لمنطقة القناة للإدارة العامة للأمن المركزي- والذي أكد أنه يوم 30 يناير الماضي تم عمل اجتماع بمديرية أمن بورسعيد بحضور مدير الإدارة العامة للأمن المركزي واللواء عصام سمك -مدير أمن بورسعيد- وطلبوا عدم زيادة الجمهور عن العدد المحدد، وأكدوا أن عدد التذاكر التي تم بيعها قرابة 12 ألف و400 تذكرة، كما طلبوا التفتيش الدقيق للجماهير، إلا أنه تم الاتفاق على أن يكون التفتيش ظاهريا. وأضاف الشاهد أنه يوم المباراة تم إرسال 17 تشكيلا و5 سيارات مدرعة من منطقة شرق الدلتا إلى استاد بورسعيد؛ وذلك للخدمات داخل المضمار، حيث بدأ الجمهور يتوافد منذ الساعة الحادية عشرة صباحا تقريبا، وبمجرد وصول جمهور الأهلي سُمعت أصوات الشماريخ والصواريخ، وبمجرد نزول فريق الأهلي للإحماء بأرض الملعب بدأت جماهير المصري بإلقاء الصواريخ والشماريخ والحجارة عليهم، وأشار الشاهد إلى أن الشوط الأول مرّ بسلام دون أي مشاكل، وأن بين الشوطين كان هنالك 7 أشخاص حاولوا نزول الملعب، واشتبكوا مع قوات الأمن وضربوا صواريخ وشماريخ على القوات وتم إلقاء القبض عليهم، ولكن فوجئنا بتعليمات مدير الأمن بتركهم وإعادتهم إلى أماكنهم في مدرجات النادي المصري. وأشار الشاهد إلى أن جماهير الأهلي قامت بالاعتداء على قوات الأمن مرتين، في حين نفى اعتداء الأمن على جماهير الأهلي، منوها على التعليمات التي صدرت لهم عقب الشوط الثاني بعدم استخدام وسائل فض الاشتباكات ومنع استخدام العصي. وقبل انتهاء الشوط الثاني تم استدعاء 3 تشكيلات لتعزيز تأمين خروج جماهير النادي الأهلي، وأصبح عدد التشكيلات الموجودة داخل الملعب 9 تشكيلات، وتم عمل ممر لتأمين خروج اللاعبين والحكام، وهذا ما شدد عليه اللواء عبد العزيز فهمي. واستطرد أنه عقب انتهاء المباراة وجدنا تجمعات من جماهير النادي المصري تُقدّر من 6 إلى 7 آلاف شخص تقوم بالنزول إلى أرض الملعب، وتعتدي على الضباط والجنود الذين حاولوا منعها، ولكن كانت صدرت لهم تعليمات صارمة عقب الشوطين بعدم استخدام العصي نهائيا أو أي نوع من أنواع العنف، ولذلك لم يتمكّن الجنود من صدّ هذا الهجوم المباغت والذي يعتبر قوة قاهرة. وقام نيازي إبراهيم مصطفى -دفاع المتهمين في قضيه مذبحة بورسعيد- باتهام قوات الأمن المركزي بالتقصير في أداء عملها وحماية المشجعين بالمباراة.
فردّ الشاهد بأنه لو لجأ الأمن المركزي للاشتباك، وطرق فضّ الشغب باستخدام العصي لكان عدد القتلى قد بلغ 740 بدلا من 74 فقط، فلم يكن هنالك أي نسبة وتناسب في القوة، ولو أنهم استخدموا أسلوب الصدّ وبأيديهم فقط في فضّ الاشتباك، وأشار إلى أنه كانت هنالك تشكيلات ارتدت الزي الرياضي، وتصادف لونه أن يكون الأحمر مما دفعنا إلى إخراجهم خارج الاستاد. ثم قامت المحكمة برفع الجلسة للاستراحة؛ من أجل إحضار الإسعاف لأحد المتهمين داخل القفص والذي فقد وعيه.