أصدرت جبهة الإبداع بيانا احتجاجيا على ما حدث بمدينة السينما، من حرق لتمثال المخرج المصري محمد كريم بمدينة السينما، من قبل بعض السلفيين. وكان نص البيان كالآتي: استيقظنا على مأساة تعرّض لها التمثال ممن رأوا فيه صنماً، ويشهد الله أنهم هم صناع الأصنام من روح الدين.. أو ممن رأوا في فن السينما أنه بشكل ما محرم ولا يليق بنا أن نكرّم أحد رواد هذه الصناعة.. وعليهم أن يعوا أنه بفضل أشخاص مثل محمد كريم ومن تلوه.. عرف العالم أن للعرب عقولا وروحا وإبداعا، وأن هناك من المسلمين مبدعين يحترمهم ويجلّهم العالم، في حين أن كل ما فعله أمثالهم من دعاة الظلام هو خلق حالة العداء المعروفة عالمياً. نعتقد أن مثل هؤلاء يحملون في أيديهم دماء مروة الشربيني شهيدة الإسلاموفوبيا بقدر ما يحملها القاتل في يده.. أنتم تقتلون صورة الإسلام في وجدان العالم وتؤججون الكراهية له.. والإسلام بريء منكم. الخلاصة أن هؤلاء الأشخاص قاموا بالتسلل إلى مدينة السينما بشكل غير قانوني، وإحراق التمثال بنفسهم ربما يتخيلون أنها خطوة تقربهم إلى الجنة.. حيث أخذت تلك الجماعة على عاتقها تنفيذ قانونها الخاص، ضاربين عرض الحائط بأعراف وقوانين المجتمع، معيدين إلى ذهننا سنوات التسعينيات بما حملت من مذابح واغتيالات وتفجيرات إرهابية عانى منها المصريون جميعاً وليست غائبة عن ذهننا. وفي حين أن مرشحي التيار السياسي الإسلامي يتهافتون على محو ونفي ماضي الجماعات الإسلامية في مخالفة القانون وفرض قانونها الخاص في الشارع، يعود هؤلاء ليدمروا تلك الصورة ويدفعونا للتساؤل عن كيفية تصديقهم، ما دامت الجماعات التي تدعمهم تقوم بمثل تلك الأعمال، في حين يتجاهلون هم حتى عناء الردّ أو الهجوم على هؤلاء الذين يظنون أنفسهم فوق القانون. كيف نثق في المرشحين الإسلاميين ممن يعِدون بدولة مدنية تحترم الحريات ما لم يدافعوا عنها وبوضوح في تلك المواقف التي تضعنا موضع الشك، حتى ولو كلّفهم هذا أصوات هؤلاء الأصوليين الذين أعتقد أن أصواتهم لا تحمل فخراً لأحد. نعتقد أنها معركة ما بين اثنين: المواقف والأصوات الانتخابية، ولا تخدّرونا بكلام عن أنه حدث عارض والموضوع تمثال ما يستاهلش، ونركز على الأهداف الكبرى، ونتحد ضد الفلول ونضحي بالأشياء الصغيرة؛ لأن من يفرط في الصغير يفرط في الكبير، ولن ننتظر حتى نستيقظ وأحد مبدعينا في عنقه سكين! أعزائي من أحرقتم هذا التمثال ومن تتجاهلون أن موقفاً لا بد أن يتخذ ضدهم.. حفاظاً على وعودكم الانتخابية باحترام الآخر لسنا مرضى بالإسلاموفوبيا ولكن أفعالكم لا تمنحنا الوقاية من هذا المرض بقدر ما هي حاملة للفيروس ناقلة له. لن تحرق تماثيلنا وأفكارنا.. نحترم فننا ومبدعينا الأموات منهم والأحياء.. ولن نسمح بحبس أو إحراق إبداعنا الذي حمل حب الجمال والخير والقيم السامية لأجيال من المصريين أياً كان الطريق الذي سنطرقه في تلك المعركة. وكما قال مبدعنا يوسف شاهين: الأفكار لها أجنحة وماحدش يقدر يمنعها من الوصول للإنسان.. لن تنجحوا مهما فعلتم. جبهة الإبداع المصري