أ ش أ نفى المرشح الرئاسي المهندس خيرت الشاطر اليوم (الثلاثاء) أن تكون جماعة الإخوان المسلمين هدّدت اللواء عمر سليمان بالقتل كما زعم في الإعلام، موضّحا أن الإخوان تعرّضوا للظلم في عهد الرؤساء السابقين بالاعتقالات والقتل في السجون ومباحث أمن الدولة، وتمّ مصادرة أموال كثيرة منهم، ولم يخرج أحد منهم لينتقم أو يسعى للانتقام. جاء ذلك في أوّل مؤتمر جماهيري بعد ترشّحه لانتخابات الرئاسة بالمدرج المركزي لكلية التجارة بجامعة الأزهر؛ بحضور عدد من أساتذة وعمداء الكليات بالجامعة. وجدّد خيرت الشاطر موقفه بشأن ترشيح اللواء عمر سليمان، معتبرا أنه يعدّ إهانة للثورة وليس من المنطقي أو الطبيعي أن يُعيد بقايا النظام البائد إنتاج النظام من جديد في ظلّ ثورة قامت لهدم الفساد والاستبداد. وقال الشاطر إن المصريين سئموا من نظام الاستبداد والظلم والفساد والنهب المنظّم للثروات، متسائلا: "كيف للشعب الذي ثار لبناء مصر الحديثة أن يرضى بأحد رموز النظام السابق وأحد أركانه الذي هدّد الشعب بالقتل؟". وأكّد الشاطر أن قرار الإخوان الدفع بمرشّح للرئاسة جاء بعد متغيّرات وحيثيات كثيرة؛ حيث إنهم يملكون أغلبية نسبية في البرلمان تدفعهم إلى أن يكونوا طرفا فاعلا في السلطة التنفيذية في مصر بحكومة ائتلافية واسعة، تعبّر عن كل التيارات بديلا عن الحكومة الحالية التي تسعى لتفاقم أزمات البلاد وانهيار الاقتصاد، وهو ما تبيّن أنها محاولة لتوريط الحكومة المقبلة في أزمات كثيرة في الداخل والخارج. وأوضح الشاطر: "ترشيح الإخوان لي في الانتخابات كان قرارا من شورى جماعة الإخوان، والشورى لدى الإخوان مُلزمة لجميع أفراد الصف؛ فأطعت القرار برغم قناعتي بالاعتزال عن أي منصب إداري عند بلوغي سنّ الستين لمنح الفرصة للشباب"، مؤكّدا إيمانه بأن العمل لبناء النهضة يستلزم الشباب. وأشار إلى ضرورة ارتباط رئيس الجمهورية بالشعب فقط؛ لأنه هو الذي اختاره من خلال الدستور والقانون، وأن الإخوان المسلمين لا يهدفون إلا لخدمة مصر، ولن يقفوا في وجه النهضة المرجوّة لمصر، وسيقفون ضد كل محاولات عرقلتها وإحباط مسيرتها، وسوف يُسهمون في بناء النهضة بالتكاتف مع الجميع من كل القطاعات. وأكّد الشاطر أن مشروع النهضة يحتاج إلى أصحاب التخصصات العلمية والشرعية، وهو ما يتوافر لدى طلاب الأزهر؛ حيث إن الأزهر منارة للإسلام الوسطي وأمل المستقبل وصاحب الحكمة في الدفع والبناء، كما يعدّ الأزهر الوقود الأساسي والقوة العملية للنهضة. وقال المرشح الإخواني إن مشروع النهضة في برنامجه الرئاسي يتحدّث عن الإسلام كمرجعية مبنية على فكرة الوسطية التي يقوم عليها الأزهر، مؤكّدا أن الأزهر هو الميدان الأول للنهضة الحقيقية في مصر والأمة بأسرها. وشدّد الشاطر على أن مشروع النهضة بحاجة إلى سواعد الشباب؛ لأنهم الوقود العملي لمشروع النهضة؛ حيث يعدّ الأزهر بشبابه وشيوخه وأساتذته وقود مشروع النهضة، وهو ما دفعه لبدء حملته الانتخابية من الأزهر الشريف لِمَا له من قيمة كبيرة. وأشار إلى أن الأزهر له مكانته الفكرية، والجميع ينتظر دور شباب الأزهر في النهضة، وعلينا أن نتحمّل جميعا مسئولية المشروع وتبعاته، مؤكّدا أن تحقيق النهضة مسئولية الجميع، ووضع الخطط والمشروعات يجب أن تشترك فيه كل مكونات المجتمع؛ "لأننا عشنا فترة خاطئة كان ينفرد فيها الرئيس والحكومة بفعل كل شيء، وهو ما دفعهم للإساءة والإفساد في إدارة البلاد، وهو ما نتج عنه ثقافة الفشل واللامبالاة والجهل والأمية والتقاعس، حتى أصبحت مصر ضعيفة، وانتشر فيها الفقر والبطالة والجهل". وأوضح المرشح الرئاسي أن ترشيح الإخوان للدكتور محمد مرسي -رئيس حزب الحرية والعدالة- كمرشح احتياطي جاء لما طرأ من ترشيح اللواء عمر سليمان -نائب الرئيس المخلوع- والهواجس التي تثار بأن موقفه غير قانوني، مشيرا: "أنا والدكتور محمد مرسي مرشّحان أساسيان واحتياطيان في نفس الوقت، ومن يستمرّ منّا فهو المرشح والثاني سيُدعّمه وبقوة"، مضيفا أن الدكتور مرسي له من التاريخ السياسي في الحياة أو الجماعة ما يُؤهله ليكون مرشحا للحزب. وأكّد الشاطر أن مصر لديها مشكلات كثيرة وتحتاج إلى تحدٍّ وإرادة حقيقية، والشباب فيها هم أساس هذه النهضة، موضّحا أنه من حق مصر وكل المصريين أن يعيشوا حياة كريمة يحصلون فيها على كامل حقوقهم، وأن يُدركوا أن لهم جميعا دورا كبيرا في تحقيق مشروع النهضة. ودعا طلاب الأزهر إلى توعية الشعب وإزالة المخاوف لديه من مشروع النهضة ذي المرجعية الإسلامية، وتوجيههم التوجيه الصحيح لخدمة مشروع النهضة وبناء الوطن، مؤكّدا واجب طلاب الأزهر في استشعار المسئولية، وتشمير السواعد وبذل أكبر جهد لنهضة الأمة. وطالب الشاطر، الطلاب بالبدء في مشروع تغيير المفاهيم والقيم الموروثة، ومقاومة مصطلحات "التواكل" و"الهدم" عن طريق التوعية والكلمة المنطقية التي توافق القلوب؛ لأن التغيير مرتبط بثقافة المجتمع، ومَن سيقوم بتغيير هذه الثقافة هم شباب الأزهر لِمَا لديهم من إمكانيات وتخصّصات في العلوم الشرعية والعلمية المختلفة. وأوضح أنه يحلم بنهضة مصر منذ صغره، وأنه يسعى إلى بناء مصر جديدة بعد الثورة لها تاريخ طويل ومستقبل مبشر بتكاتف الجميع، مضيفا أن مبدأ النهضة لمصلحة الأمة هو حلم حياته وقضيته الرئيسة منذ أن كان شابا صغيرا في الاتحاد الاشتراكي وحتى انضمامه لجماعة الإخوان المسلمين التي انبهر بمنهجها الذي يمثّل رؤية عظيمة لنهضة مصر. وشدّد على أنه يريد أن يبني بلده عن طريق المرجعية الإسلامية في كل المجالات والجوانب على محاور أساسية؛ أهمها استكمال بناء مؤسسات الدولة، ثم استكمال بناء المنظومة الأمنية، على أن يتبعها بناء نهضة اقتصادية تضاعف الدخل القومي خلال 5 سنوات، وتجعل مصر من الدول الاقتصادية خلال 15 عاما، ثم بناء نهضة تعليمية أساسية، والاهتمام بالمواطن المصري في كل المجالات المتعلّقة بالخدمات، ويتبعها تحقيق نوع من السلام الاجتماعي في المجتمع.