السلام عليكم ورحمة الله بركاته.. أشكركم جدا من كل قلبي، وأتمنى ألاقي عندكم حل لمشكلتي، أنا كنت بعت لكم من فترة قبل كده على مشكلة عندي والحمد لله جاوبتوني وقتها. دلوقت عندي مشكلة كبيرة بيني وبين جوزي؛ وده بسبب موقف غلط بيني وبين أمه وأخته.
أنا جوزي مسافر، ولما حصل الموقف ده اعتذرت لهم كتير جدا جدا، وطلبت منهم مايقولوش لجوزي وأترجيتهم، وسكتوا حوالي 15 يوم، وبعدين قالوا له، وكبروا غلطي أوي، وطلعوني بصورة وحشة قدامه.
إحنا طبعا بنتكلم على النت.. فكلمته بعدها مادانيش حتى فرصة أدافع عن نفسي، وقال لي: "ورقتك هتوصل لك"، وأنا عندي بنوتة عمرها لسه 9 شهور، وقال لي: "إنتي حرة بلاش أقول لك إنتي طالق.. وحقوقك هتوصل لك"، وكلام كتير جارح، وسمع لأهله أوي.
مع إني معترفة بغلطي؛ لكن هو وأمه وأخته من النوع اللي بيشيل جواه ومابيصفوش إلا بعد شهور ويمكن سنين.
أنا دلوقتي مش عارفة هل فعلا هو عايز يطلقني، ولا حماتي قالت له أقرص ودنها قرصة موت؛ بدليل إنه مش قالها لي صريحة، وقال لي: "إنتي حرة.. وورقتك هتوصل لك"، ولا فعلا خلاص كده، وكان بيقصد فعلا الطلاق.
أنا مش عارفة أفكر، وهو حتى مش مدي فرصة لأي حد من أهلي إنه يدخل، وقافل تليفوناته، وأنا تعبانة جدا من التفكير مش علشاني؛ لكن علشان بنتي اللي لسه ماتعرفش ربها.. مع إني والله ما كنت أقصد الغلط اللي عملته؛ لكن حماتي فضلت تزود في الموضوع وتكبره، أعمل إيه ومافيش قدامي غير إني أستنى.
هل فعلا هيبعت لي ورقتي؟! ولا أستنى شوية وأحاول أكلمه؟؟! ولا أعمل إيه أفيدوني بالله عليكم في أقرب وقت.. ومتشكرة ليكم جدا.
Teta rody
صديقتي العزيزة.. رب العزة الذي خلق الكون، وجعل منا عبادا له يغفر ويسامح في حقه؛ حين يأتي إليه العبد ذليلا نادما على ما فعل.
ويقابل هذا برحمة وغفران؛ ولكن في المقابل ماذا يفعل العباد مع بعضهم البعض، يتكبرون ويفترون ولا يعرفون الرحمة ولا المغفرة.. مطبقين بيت الشعر القائل:
نسيّ الطين أنه طين حقير فصار تيها وعربد!
وهكذا نسيّ زوجك.. سكنك وسندك ووالد طفلتك ذات التسعة أشهر فصار تيها وعربد.
عزيزتي.. لا تخنعي ولا تتذللي، فقد فعلت ذلك بالفعل، وأقررتي بخطأك، وندمت عليه؛ فكفاكي ما فعلت، ولتدعي الله الآن ليفعل.. لا أريدك فقط أن تنتظري؛ بل أريدك أن تصيري أقوى وأكثر قدرة على المواجهة.. فإذا كان زوجك وعائلته نسوا الله في تعاملهم معك؛ فلن ينساكي الله أنت وطفلتك.. وتأكدي أنه لن يريد بكما إلا الخير.
صديقتي.. لا تحاولي الاتصال بزوجك أو بأحد من عائلته، واتركيه يفعل ما يشاء.. انتظري حتى يقوم هو بالخطوة الأولى؛ والتي ستكون إما إرسال ورقة طلاق، وإما ستكون اتصالا منه، وفي الحالة الأولى -لا قدر الله- اعلمي أن هذه ليست نهاية العالم، وإذا لم يبقي عليك لسبب تافه كهذا؛ فمن الأفضل لك ولطفلتك الحياة دون أب لا يعرف العفو عند المقدرة.
وأما إذا اتصل بك لأي سبب فلا تبدي أي ترجٍ أو تذلل، ولا تسأليه عن نيته؛ بل كوني قوية، قولي له إنك أخطأت واعتذرت وكفى، وإنك لن تتحدثي في هذا الموضوع مرة أخرى وله أن يفعل ما يريد.. وحولي موقفك أمامه من الضعف إلى القوة، واتركيه يفعل ما يراه صحيحا، وأنا أكاد أجزم أنه سيحاول إعادة الأمور لمجاريها.. فهكذا بعض البشر حين يشعرون بضعف من أمامهم يزيدون في الجبروت؛ ولكن إذا رأوا القوة احترموها وحسبوا لها ألف حساب.. ومع الأسف يبدو أن زوجك وعائلته من هذا النوع.
عزيزتي.. احتسبي ما أنت فيه عند الله.. وكوني على ثقة أن الله لن يضيع حقك أنت وطفلتك؛ فهو القائل وقوله الحق: {وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ}.