السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا بنت عندي 12 سنة، في سنة أولى إعدادي، ومشكلتي المعاناة من الحزن والاكتئاب طول الوقت. دايما باحس إن اللي حواليّ بيكرهوني حتى أقرب الناس ليّ؛ لأنهم على أي تصرف باعمله يزعقوا لي خاصة ماما، وأنا أصلا حسّاسة أوي، وده بيخليني أقفل باب الأوضة وأقعد أبكي. رغم إن أنا أكتر واحدة باساعد ماما، وأي أم تتمنّى إن بنتها تساعدها في شغل البيت، وتكون شاطرة في المدرسة ماتعملش مشكلات في المدرسة، وأنا باعمل كده بالضبط. لكن أنا فيّ عيب؛ وهو إني بابص لغيري دايما، وأنا بصراحة نفسي أبطّل العادة دي، ونفسي أرضى باللي معايا، بس مش عارفة.. فمثلا أنا عندي لبس كتير؛ بس كل ما ألاقي إخواتي بيشتروا باقول أنا عايزة زيهم.
وكمان أنا دايما باحس نفسي وحيدة، ماباعرفش أحكي همومي لمين، بالإضافة لأني مابانزلش خالص غير إني أروح النادي، بس باكون متضايقة هناك؛ علشان أختي الصغيرة بتبقى معايا، ولازم أهتم بيها، فمش باقدر ألعب. وكمان ماما بتحب تختار لي كل حاجة بنفسها، وأنا نفسي يكون عندي رأي وشخصية، وباتمنّى إن ماما تكون هادية وطيبة، وماتتعصبش عليّ كتير.. أتمنى تردوا عليّ في أسرع وقت؛ لأني بجد متضايقة.. وشكرا. ت. ن صديقتي العزيزة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ما تتحدّثين عنه أمر طبيعي، فأنت الآن تبدئين مرحلة جديدة من حياتك ألا وهي المراهقة بما فيها من تغيّرات جسدية وفسيولوجية، وهذه التغيرات تؤثّر فيك كما تؤثر في الوالدين أيضا، فأنت الآن تشعرين بالاكتئاب والحزن.. لماذا؟ لأنك تشعرين أنك كبرت، وأنه لا يصح أن تتعامل معك والدتك بنفس الأسلوب السابق، فما كنت تقبلينه وأنت طفلة من الصوت العالي أصبحت ترفضينه الآن، وتنظرين له على أنه كراهية؛ لكنك ما زلت طفلة ببراءتها ورغبتها في أن تحظى بالقبول من الأم، فتفعل كل ما تريد الأم؛ بحيث تسمع الكلام، وتبقى شاطرة في المدرسة، ويكون تساؤلك: طيب ليه ماما بتزعق برضه؟ ألم تفكّري مرة إنها احتمال بتزعق لأنها عصبية، وأن دايما أسلوبها هكذا حتى مع الآخرين؛ لكن أنت من تأخذ الأمور بحساسية؟ إن حزنك نتج عن أنك تترجمين أسلوب والدتك معك على أنك وحشة، وإذا صدقت هذا الأمر سينمو مع شخصيتك فيما بعد، وتفقدين ثقتك بنفسك، ولا يكون سعيك في أداء أي عمل في حياتك؛ خاصة في الدراسة إلا من أجل إرضاء ماما (التي لا يرضيها شيء)، ومن الممكن أن يستمر الأمر هكذا فيكون هدفك في الحياة هو إرضاء الآخرين وهو هدف مزيف؛ لأنك ستصابين بالإحباط والاكتئاب كلما شعرت بعدم رضاء الآخرين عنك. عزيزتي.. تأمّلي والدتك مع الآخرين، أعتقد أنك ستجدينها هكذا دائما، وأنك لست أنت المقصودة. لا تسلّمي نفسك للوحدة؛ بل اندمجي مع الآخرين، ولا تحرمي نفسك من حقك في اللعب في النادي، وعبّري لوالدتك عن هذا الأمر بكل أدب فهذا حقك، وحقك أيضا أن يكون لك رأي في ملابسك، وأن تحاوري والدتك في ذلك؛ لكن دون غضب حتى لا تصر هي على رأيها. ما أودّ أن أقوله لك إن والدتك حتى وإن كانت لا تُحسن التواصل مع الأبناء؛ فكثير من الأسر بها نفس المشكلة؛ خاصة إذا كان الطفل من النوع الحساس الذي يسعى لإرضاء الآخرين ولا يجد من يفهمه؛ لكن هذا لا يعني كراهية الأهل لأبنائهم، بل هو عدم وعي بفنون التربية، أي لو فهمتك والدتك ستجدين مشكلتك تزول من تلقاء نفسها. أما ما ذَكَرته عن الغيرة فالغيرة أمر محمود؛ ما دام أننا نتمنى أن نقتني أشياء مثل الآخرين؛ لكن لا نكيد لهم ولا نتمنى زوال ما عندهم. قد يكون لديك العديد من الملابس؛ لكن من حقك ارتداء الجديد مثل إخوتك، ولا عيب في ذلك؛ لكن في بعض الأحيان مثلا إذا كان إخوتك في الجامعة فهم يحتاجون إلى شراء الملابس أكثر منك؛ لأنك ترتدي زيّا مدرسيا، فهنا يجب أن تقنعي بما لديك وتقتنعي بأن شراءهم للملابس أكثر منك لا يعتبر تمييزا لهم من الوالدين وظلم لك؛ بل لأن احتياجهم للملابس أكثر منك، إذن فكري دائما قبل الحكم على الأمور والانفعال. ابنتي ما زلت صغيرة، وما أقوله لك قد يصعب عليك تنفيذه؛ لكن مع الوقت ومع النضج ستجدين تفكيرك قد تغيّر وتحسّنت الأمور؛ لكن عليك الآن أن تشغلي وقتك دائما بهواية مفضّلة، أو أن تطلبي من والدتك الاشتراك في أي نشاط رياضي في النادي؛ لأن الرياضة والهوايات خاصة مع الأصدقاء ممن هم في مثل سنك خير معالج لمشكلات المراهقة.. وفّقك الله.