قال الشاعر السوري الأصل علي أحمد سعيد الشهير بأدونيس إنه فقد الأمل في قدرة الشعر على تغيير المجتمعات العربية. ورغم أن أدونيس عبّر عن فرحته بالربيع العربي؛ فإنه رأى أن "الثورة اختطفت"، داعيا المعارضة للتسامح مع النقد؛ "لأنها إن لم تتحلّ بالتسامح فستعيد في نهاية المطاف إنتاج ذات الصيغة الديكتاتورية التي تقاتلها، وتكون النتيجة الدخول في حلقة مفرغة".
وأكد الشاعر الشهير على ضرورة التخلص من الأفكار والأيديولوجيات الأحادية، وذكر أدونيس أن "الديمقراطية ترتكز على فهم الآخر المختلف، كما تعني أنه ليس بمقدور أحد أن يمتلك الحقيقة وحده"؛ وهو ما جاء خلال حوار له مع صحيفة الجارديان البريطانية؛ في سياق الاستعدادات لاحتفالية ستشهدها لندن احتفاء بإبداعاته الشعرية وتجربته.
وسعى أدونيس للدفاع عن نفسه في مواجهة آراء وتصريحات سبق أن أطلقها؛ فضلا عن اتهامات بأنه لم يتخذ مواقف قاطعة وواضحة ضد النظام السوري بقوله للجارديان إنه كتب العديد من المقالات في هذا الصدد واتهم نقاده بعدم القراءة.
وكشف أدونيس عن أن كتابا له حول هذا الموضوع سيصدر قريبا، مضيفا في الوقت ذاته: "الشاعر لا يقع في أسر السياسة، ولا يجوز أن تقيده شروطها".
وأحجم أدونيس عن انتقاد الشعراء العرب الذين ينخرطون في السياسة، مضيفا: "لست ضدهم غير أنني لست مثلهم".
وأوضح أن: "المبدع لا بد أن يكون مع أي ثورة، لكن من الواجب ألا يكون مثل بقية الثوريين، فهو ليس بمقدوره أن يتحدث بلغتهم، ويعمل في ذات المناخ السياسي".
وأضاف أن العرب انتهوا كقوة إبداعية، موضحًا أنه ينظر للحضارة كشحنة إبداع، فيما نفى عن نفسه تهمة الطائفية، مؤكدا أنها لا تدخل ضمن مكونات فكره.
ومع أنه ما زال يرى أن الشعر بمقدوره تغيير العلاقة بين الكلمات والأشياء؛ لتولد صورة جديدة للعالم، فقد شدد أدونيس على أن مسألة التغيير في المجتمعات العربية تتطلب تغيير بناء العائلة والتعليم والسياسة.
ونوّه أدونيس بأنه مهتم أيضا بفنّ الكولاج الذي يدخل فيه الحرف العربي والشعر، سواء كان شعره أو الشعر الكلاسيكي. وينظر أدونيس لفن الكولاج كمهرب عندما يغيب عند الإبداع الشعري فضلا عن أن هذا الفن الذي يستخدم فيه بعض الخرق البالية طريقة جديدة للتعبير عن علاقته مع الأشياء؛ مشيرا إلى أن التنظير للشعر هو مثل التحدث عن الحب "فهناك أشياء من الصعوبة بمكان شرحها".
وأضاف صاحب "الثابت والمتحوّل الذي يقيم في فرنسا منذ عام 1985" إن "كان الغرب حريصا على الدفاع عن قضايانا وحقوق الإنسان فليدافع عن حقوق الفلسطينيين"، فيما رأى أن التدخل الأجنبي دمّر دولا عربية مثل العراق وليبيا.
كما ذهب أدونيس إلى أن مبررات التدخل العسكري الأجنبي لأسباب إنسانية تتعلق بحماية المدنيين "مبررات ليست صحيحة، وهي مجرد غطاء للمطامع الاستعمارية".
وأردف الشاعر المثير للجدل قائلا للجارديان: "إن الدعوات للتدخل الأجنبي تجانب الصواب والمنطق، فكيف نبني أساس دولة بالاستعانة بأولئك الذين استعمرونا من قبل؟".