أولا السلام عليكم.. وثانيا باشكركم على المجهود الرائع، وفعلا تستحقوا الريادة، وبصراحة كده أنا مشكلتي إن أنا لسه شايل من الشرطة.. إزاي أتعامل مع واحد أهانني وظلمني بإنسانية مع إنه ماعملهاش معايا؟ وأنا مش بافتري عليهم لا سمح الله، ولكن شفت منهم كتير، ومش قادر أنسى الإهانة، وإني عجزت إني أجيب حقي. ولما باشوف اللي أهانني وضربني -وأنا هاتكلّم بصراحة- بابقى عايز أضربه زي ما ضربني، مع إنه كان عارف إني محترم، وإني جامعي، وما باشربش حتى السيجارة، وبيبقى عارف مين البلطجي. بس -مع الأسف- بعد ما يضرب ويشتم ويعرف إنك بقيت في ورطة ولا هتشتكيه يقول لك أنا ماكنتش أعرف إنك قريب فلان؛ فهل سيتحوّل هؤلاء إلى ملائكة في يوم وليلة ولا لازم يبقى فيه تأهيل في معاملة البشر مش الحيوانات؟ وهل يجوز أن أفرّط في حقي ولا أعمل إيه علشان أحس إن حقي مارحش، وأنا باشوف اللي ضربني وأهانني كل يوم ولا شاغل باله بشيء مع إنه ظلم، وأنا واثق إنه هيظلم تاني أعمل إيه؟!! aada صديقنا العزيز.. لو بتتكلم عن شخص معين شايفه وعارفه وحصل فعلا اللي بتقول عليه ممكن جدا ترفع دلوقتي عليه قضية وتستعين بشهود شافوا اللي حصل، ولو ده مش ممكن دلوقتي سواء لإن مافيش حد شاف الواقعة أو مافيش عندك إمكانية لتوكيل محامي أو لأي سبب تاني؛ فممكن تبلّغ عنه في القسم اللي إنت تابع ليه، وتعمل محضر وتسجّل فيه كل اللي حصل. فيه كمان رقم للطوارئ دلوقتي هو (911) لأي حد عنده أي شكوى من أي حاجة جرّبه وقول لنا النتيجة، وانقل خبرتك لكل الناس؛ سواء كانت إيجابية ولقيت فعلا اللي ينصفك أو -لا قدّر الله- كانت سلبية ساعتها هنتكلّم ونقول لسه الثورة ماجابتش نتيجتها. مافيش حد قال إنك تسيب حقك، لكن لا الضرب هيفيدك ولا إهانته هتنصرك عليه، لكن القانون والأساليب المحترمة هي اللي لازم كلنا نتعوّد عليها، ونحرص تماما على تطبيقها لمصلحتنا كلنا. جايز تقول لي إن الحلول دي مش واقعية وهافترض معاك إنك هتلاقي كل اللي في القسم زيه، وماحدش هيسمع لك، هاقول لك كفاية إنك تبعت لأي جريدة معارضة بحكايتك، ويا ريت لو فيه شهود أو لو كمان صور تبقى كده خلصت، وكل اللي متورط في اللي حصل لك مش هايشوف الشمس تاني. لكن ده سيناريو بعيد والأفضل إنك تجرّب تعمل ضده محضر في القسم؛ سواء بالواقعة اللي ذكرتها أو -لا قدّر الله- لو اتعرض لحد تاني بالشكل اللي أنت وصفته، واللي أنا حاسة إنه مش ممكن يتكرر تاني، ولكن ولأن الدنيا لسه برضه مش متظبطة أوي؛ فممكن اللي كان بيحصل زمان يحصل تاني، لكن تأكد إن العقاب هيكون فوري والحقوق مش هتضيع زي الأول. أنا حبيت أطرح عليك أكتر من اقتراح غير الانتقام بإيدك وبنفسك؛ لأن لو كل واحد فينا عمل كده هنعيش فعلا في غابة عانينا منها سنين، وكان الكبير فيها بياكل الصغير، والقوي بيستغل الضعيف وبيستقوى عليه، لكن ربي وربك الأكبر من كل كبير والأقوى من كل جبار يمهل كثيرا لكنه لا يهمل وسبحان المعز المذل. لكن يا صديقي إذا كنت تتحدّث عن رجال الشرطة بصفة عامة رافضا التعامل معهم، مؤكّدا على عدم الشعور بالأمان في وجودهم؛ فاسمح لي أن أخالفك في هذا التوجّه؛ فرجال الشرطة زيهم زينا ومصريين برضه، ومن الظلم البيّن اللي ربنا مش ممكن يرضى بيه إني أعمم الصفات السيئة على كل رجال الشرطة؛ زي ما هو مش ممكن أقول على كل الأطباء ماعندهمش ضمير لمجرد إن طبيب استغل مهنته ولا أقول على كل القضاة ماعندهمش نزاهة لمجرد إن قاضي باع ضميره. هتقول دي مش حالة واحدة ولا اتنين دول كتير هاقول لك أكيد في أكتر منهم عندهم ضمير وبيراعوا ربنا، وبيحاولوا ينفذوا القانون لكني بالوم هنا على إعلامنا الجميل وسينمانا الواقعية اللي لقت إن موضة شتيمة رجال الشرطة بتأكل عيش فهاصت في الهيصة. صديقي.. غالبا زي معظم أبناء جيلنا بتتابع مسلسلات وأفلام أجنبي وأخص منها سلسلة مسلسلات شهيرة بتوضّح للناس إيه اللي الشرطة بتعمله في مسرح الجريمة لاكتشاف المجرمين، والمسلسلات دي بيظهر فيها الضباط بصورة مشرفة ومطمئنة، ومش معنى كده إنهم بيقولوا إن كل الضباط ملايكة لكنهم بيطلعوا برضه ضباط ماعندهمش ضمير وخاينين لواجبهم الوطني؛ يعني بينقلوا الواقع فعلا مش بيركزوا على الحلو بس أو على الوحش وبس. وعندنا في مصر ظهرت في فترة الثمانينيات قصص وروايات مصرية للجيب كانت بتقوم بالدور ده وبتدعم صورة الظابط ورجل الأمن عموما في نظر الشباب، لكن دلوقتي مافيش التوجه ده نهائي، لكن النقد لمجرد النقد هو السائد واعتبروها حرية تعبير ومافهموش إنهم كده بيهدموا رموز المجتمع؛ فزي ما الإعلام اتسلّى شوية على الأطباء والمدرسين والمهندسين لقى تسليته دلوقتي في ضباط الشرطة وأساتذة الجامعة، وحاول يتحرش بالقضاة لكن مالحقش. يمكن تقول عليّ ببالغ ولا في ضابط قريبي، لكن صدّقني مش كده خالص لكني كنت من الجيل اللي فتح عينه في أوائل التسعينيات على موجة الإرهاب اللي عذّبتنا سنين، واللي راح فيها عشرات من رجال الشرطة لحد لما انتهت على خير والحمد لله، بالإضافة للي هتلاقيه دلوقتي ومن قبل كده في حروب المخدرات وغيرها كتير، وهتلاقي اللي ورا كل عملية ناجحة لازم ضابط شريف، لكن دايما بيعملوا في صمت ومافيش جريدة بتفكّر تكتب عن بطولة، ولو كتبت بيكون في خبر صغير أوي. طبعا في أشخاص سيئين وده طبع البشر كلهم وطبعا مش هيتغيروا بين يوم وليلة، وممكن مايتغيروش أساسا، لكني عندي أمل كبير في ربنا إنه زي ما خلصنا من رأس الفساد يخلّصنا من ذيوله وبقاياه، وعلى الأقل دلوقتي في ناس كتير أوي بتسمع، وبتتكلّم ممكن صوتنا كمصريين يوصل لهم ومافيش داعي أفكرك بفيس بوك وجروباته الشهيرة وجمعيات حقوق الإنسان، بس إحنا نتحرّك صح وبشكل حضاري يليق بينا مش نعيد تاني مسلسل الفوضى ومبدأ الغابة اللي لازم لكنا نصر على محوه من ذاكرتنا كلنا.