أنا متزوجة وعندي بنت، المشكلة إن زوجي شغله في بلد وإحنا عايشين في بلد تاني، أوقات باسافر معاه وأوقات لا، بس دايما باحس بعدم استقرار وملل وزهق من الحياة، تعبت نفسي أعيش حياة طبيعية، يعني لما باكون مع زوجي هو أغلب اليوم بيكون في الشغل، وطبعا بيرجع تعبان، وأنا يعتبر طول اليوم لوحدي بابقى نفسي أقابل ناس وأتكلم وأتعامل مع ناس. وهو بيخرّجني كتير لما بيكون قادر يخرج، بس أنا مشكلتي مش بتبقى الخروج. ولو مش سافرت معاه بافضل لوحدي في البيت أو أروح أقعد عند أهلي، وطبعا مشاكل الدنيا إني أروح أقعد عند أهلي ومش أقعد في البيت، واللي بيعمل المشاكل دي أهله علشان أنا عايشة في بيت عيلة، بس أنا مش متعودة إني أفضل معاهم طول اليوم، باحس إني مقيّدة، فباضطر شوية أقعد عندهم وشوية لوحدي بس برضه باتضايق وبازهق وبابقى نفسي الوقت يجري، وحتى لما باكون عند أهلي باحس من جوايا إني تقيلة عليهم، بالرغم من إنهم مش بيحسسوني بحاجة زي كده. وعلى طول أنا نفسيتي تعبانة مش عارفة أعمل إيه نفسي أعيش حياتي، نفسي أبقى مبسوطة يا ريت تردوا عليّ قولوا لي أعمل إيه؟ شكرا Crazy.rere الصديقة العزيزة.. أشعر من لهجتك بأن شعورك بالفراغ هو ما يقتلك، يا سيدتي لأنه حتى ولو كان زوجك هنا معك في بلدة واحد لشعرتِ بنفس الشعور، واعلمي شيئا قبل أن أكمل حديثي معك أن شعورك بالاستقرار ليس في إن يكون زوجك معك في بلد واحد، ولكن الاستقرار والأمان في حبه واحترامه وتقديره لتضحياتك من أجل حياة أفضل لكِ ولأسرتك؛ فهو لا يعمل ببلد آخر وتركك دون منزل أو ترك من ينفق عليكِ غيره، أو تركك تحت تصرّف أهله حين عودته، فمن الواضح من كلامك أنه يترك لك حرية التحرك، فلمَ لا تستفيدين من هذا؟؟! وكذلك ذكرتِ أنه حينما يكون لديه الوقت فإنه يجعلك تخرجين معه وتتنزهين، أي أنه لا يفكّر في نفسه طول الوقت، بل ظروف عمله هي ما يفرض عليه تلك العيشة، وكذلك أنتِ تعلمين أن الزواج شركة بين طرفين عليهما أن يتحملا حياتهما معا على الحلوة والمرة، وأكاد أجزم بأن تلك المرارة والضيق تظهر في نبرة صوتك حينما تتحدثين معه، فتزيدين من همومه بدلا من أن تزيحيها عنه، ولكن أريد أن أسألك سؤالا: هل لو كانت الظروف سمحت أن يكون معك في نفس المنزل لما فعل ذلك؟ تعلمين جيدا أنه ليس بالسهل على الزوج أن يبتعد عن زوجته، سواء من الناحية النفسية أو الجنسية، ورغبته في أن يكون مستقرا هو أيضا، ولكن يبقى هنا دور الزوجة الذكية التي تجعل حياته نعيما سواء كان قريبا منها أو بعيدا عنها، وكذلك يا صديقتي فأنت لديكِ نعمة الله عليكِ، وهي ابنتك التي تملأ حياتك بسمة وسعادة، استثمري وقتك معها ودعيها تنشأ نشأة طيبة. وكذلك سيدتي عن موضوع أن تكوني ببيتك أو ببيت أهلك والمشاكل التي تنتج عن ذلك، فعليكِ هنا أن تقفي وقفة حازمة وتتحدثي فيها مع زوجك، وتقولي له إنكِ مسئولة منه هو فقط، وليس لأحد حكم عليكِ أو مسئول يملي عليكِ ما تفعلينه، وأنك حينما ترغبين الخروج فهذا سيكون إما بدافع زيارة أهلك أو تغيير نمط اليوم، بدلا من البقاء في المنزل طول الوقت. هذا إلى جانب أنكِ أيضا بحاجة لاستثمار وقت فراغك هذا في شيء تحبينه؛ كتخصيص وقت للقراءة أو قراءة القرآن والاستفادة من التفاسير الموجودة على شبكة الإنترنت، أو تعليم ابنتك شيئا ما أو تعلمك لغة ما.. فكل هذا إن لم يكن متاحا بشكل فعلي في أحد المراكز المتخصصة فهو متاح بصورة أو بأخرى على الإنترنت. عزيزتي.. انفضي وهم الفراغ عن عقلك، واسعي لملئه بشيء جيد يعود عليكِ بالنفع.. انزلي المسجد وتعرفي على بعض الفتيات الصالحات، وحاولي أن يعمل زوجك على أن تكوني معه بصورة دائمة في ذلك البلد الآخر؛ حتى لو ستكونان في بيت من غرفة واحدة.. تحياتي وبالتوفيق. لو عايز تفضفض لنا دوس هنا