السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا كنت مخطوبة بقالي سنتين، خطيبي كان شافني مرة وأعجب بيّ واتقدم لي، وتمت الخطوبة، هو موظف وحاله مش قد كده، بابا اتفق معاه على 3 سنين وإداله السنة الرابعة كفرصة أكتر. أنا دلوقتي بقالي سنتين؛ السنة الأولى جاب الشقة، والتانية جاب حاجات بسيطة للشقة، وهو أهله مش بيساعدوه خالص، والدته متوفاة وعنده زوجة أب مقسيّة باباه عليه.. لحد دلوقتي سنتين مش عارف يخلّص توضيب الشقة، وحصلت مشكلة بيني وبينه؛ لأنه كل شوية يقول لي أبوكِ أبوكِ، وبابا والله ما بيكلمه؛ بس والله بيوجهه للأصلح. ولما بابا اتدخل في مشكلتنا أنا قلت لبابا إن هو كان بيغلط فيك في الكلام وأنا كنت بازعل، وإنه بيعاملني معاملة وحشة وأسلوبه بيضايقني، وانهرت بالعياط والصوت العالي لدرجة إني اتخنقت من ظروفه دي.. مش باخرج ولا حاسة إني بجد مخطوبة، حاسة إن كل حاجة الفلوس والشقة والظروف، أنا اتخنقت بجد؛ فبابا قال خلاص إنتي مش عاوزاه قلت له لا وأنا أصلا بقالي كتير قالعة دبلته؛ فبابا قال خلاص كام يوم ما تكلموش بعض خالص، وبعديها تقرروا عاوزين إيه. تاني يوم أنا ماقدرتش واتصلت بيه لقيت رده إنتي مش قلعتي دبلتي؟ أنا كمان قلعتها وسيبيني أسبوع ما تكلمنيش زي ما الكبار قالوا.. انهرت من العياط، وقلت له لا أنا عاوزة أكلمك، فزعّق لي وقال بعد اللي إنتي عملتيه أنا مش عاوزك؛ بس أنا والله كانت ساعة عصبية ماخدتش بالي من اللي باقوله؛ لأني كنت بجد هاتجنن من تصرفاته، ومش لاقية حد أحكي له، وبعديها ندمت على اللي أنا قلته. أنا مش عارفة أنا قلت كده إزاي أنا هاتجنن، أنا متأكدة إنه بيحبني وأنا كمان بحبه بس والله ساعة شيطان غصب عني، وكلنا بشر وبنخطئ، وكمان تمن اللي أنا عملته إن بابا كمان بقى مش طايقه من اللي بيعمله. أنا مش عارفة هل أسيبه عشان دي رغبته، ولا أعمل إيه؛ مع العلم إن أنا هازعل جدا؛ بس كده كده محكوم على علاقتنا بالفشل؛ لأن قدامه سنة، والسنة الرابعة اللي سماح مش هيلحق يوضّب الشقة، ويجيب العفش أنا بجد محتارة، ومش عاوزة أخسره؛ أنا بحبه. heba كثيرا ما تُفقدنا الضغوط أعصابنا فنفعل شيئا نندم عليه بعد ذلك؛ ولذلك يجب علينا أن نتصرف بحكمة، وألا نتسرع دوما، وأن نُحكّم عقلنا؛ حتى في أحلك المواقف. في البداية دعينا نرى سويا من بعيد ما حدث؛ خطيبك الذي يبدو من خلال حكايتك أنك تحبينه، وأنه أيضا يحبك، وهو غير ميسور الحال، ويعمل جاهدا كي يكوّن نفسه في خلال مدة زمنية معينة أعطاها له والدك، وفي نفس الوقت يشعر بالضيق لقِصَر ذات اليد ولبُعد أبيه عنه وعدم مساعدته له، وقد عمل بجهد حتى استطاع أن يوفر شقة ويعمل حاليا لتجهيزها، إذن فهو غير مقصّر، وعلى الرغم من هذا لا يعطيه الحق في أن يُخطئ في والدك؛ ولكن يمكنك التماس الأعذار له بسبب ضيق يده. لا تتصوري أيتها الصديقة العزيزة أن خطيبك سعيد بأنكما لا تعيشان خطوبة عادية، وأنه لا يخرج أو يفعل كل ما يفعله الآخرون؛ بل بالتأكيد يؤلمه ذلك وينغّص عليه حياته، وقد أخطأتِ أنتِ حينما حكيتِ لوالدكِ عن خطئه فيه، وكان بإمكانك حل الأمور بشكل ألطف لو تحدثتِ معه في لحظة صافية، وأعلمتِه أن هذا الأمر يضايقكِ وأن والدكِ لا يأمل إلا الخير، وأنه لو لم يكن يحترمه ويقدّره ما أعطاه ابنته، كلمات مثل هذه تُهدئ الأمور لا تشعلها. بالنسبة لمشكلة الانتهاء قبل المدة أعتقد أنه يمكنكما الانتهاء قبل المدة بكثير؛ فمن الواضح أنه لا يدّخر جهدا إلا ويفعله ليُكمل ما بدأه، وشخص مثل هذا الشخص هو شخص يمكنك الاعتماد عليه في حياتك، شخص تعلمين جيدا أنه لن يدّخر جهدا لتوفير حياة كريمة لكِ؛ حتى وإن كانت بسيطة، شخص اعتمد على نفسه في تكوين حياته، ويحتاج لشريكة حياة تقف بجواره ليستطيعا سويا بناء حياة كريمة؛ فحينما تكبران في السن تتذكران تلك الأيام بسعادة؛ فقد بنيتماها سويا.. خطيبك يحتاج في ظل الظروف الصعبة لشخص يدعمه ويقف بجواره، وألمس من خلال حكايتك هذه البذرة الطيبة بداخلك. اهدئي قليلا، ودعي الأمور تهدأ، واذهبي وتحدّثي معه باللين وبالهدوء، وأخبريه أن ما حدث كان ساعة شيطان، وأنك تدعمينه في حياته وأنك تتخيلين حياتكما بعد عشرين عاما من الآن كيف سيكون شكلها، أخبريه أنك تحبين والدك ولا تقبلين أن يخطئ أحد فيه أيضا، وأنه لا يجب أن يُفرغ غضبه من الحياة عليه. اجلسي مع والدك أيضا، وتحدثي معه عن خطيبك، وكيف أنه يعمل ويكدح من أجل أن يوفر كل ما طلبه، وأن ضغوط الحياة كثيرة وهي ما تتسبب في ما يحدث.. وحاولي أن تكوني الأكثر عقلا، وأن تُغلقي باب الشيطان الذي تم فتحه بينكما. بعد كل هذا حاولي أن تقترحي عليه أن يأخذ يوم إجازة من كل هذا الهم، وتخرجا سويا لا تفكران لا في الشقة ولا في العفش، ولا في كل هذه الأمور.. فكّرا في الحياة وما بها من أشياء جميلة، تلك اللحظات تجدد النشاط وتنسيكما الهم وتجعلكما تبدآن الحياة من جديد. وفقكما الله لما فيه الخير، وهداكما إلى الخير، وجمع بينكما، ولا تنسيْ أن تُطلعينا دوما عن ما استجد في حياتك.