أولا: أحب أشكر إدارة "بص وطل" بجد ما شاء الله عليكم، أنا هاحاول ماطولش عليكم في مشكلتي. أنا بنت عندي 16 سنة.. مشكلتي تكمن في ماما! أولا نبذة سريعة.. أنا ماما وبابا اتطلقوا مرة من قيمة 8 أشهر كده ورجعوا لبعض تاني، وكان السبب إن بابا شكّ فيها إنها كانت مع واحد! وقعدنا فترة كده أنا واخواتي البنات الاتنين قاعدين مع بابا, وماما وأخويا قاعدين عند خالتي، وكانت حياتنا صعبة جداااااااااا. وبعدها وبعد عناااااء ومحاولات القرايب بابا رجّعها تاني، واشترط إنه مايبقاش معاها موبايل وماتنزلش من البيت بتاتا البتة لوحدها. وفعلا حصل, وماكملش شهرين ولقيتها خدتني معاها ونزلت جابت موبايل جديد! وأنا مارضيتش أقول حاجة لبابا. مع العلم ماما منتقبة وبابا ملتحي، بس الواضح مع الأسف إن هما الاتنين منظر بس. ماما بتتعامل مع البياعين بضحك وهزار وبتخليني أتكسف وأنا واقفة جنبها.. لو الباب خبّط تجري تفتح بشعرها ووشها باين عادي.. واللي زوّد الموضوع أوي إنها من شهرين طلبت مني أعمل لها أكاونت على الفيس بوك بحجة إنها تتابع أخبار الثورة اللي أصبحت فجأة مهتمة بيها! عملت لها واحد بسن أصغر من سنها وباسم غير اسمها. وبعد فترة حبيت أدخل أشوف الأخبار من حسابها الشخصي لقيت رسايل مبعوتة لشباب وكلام أتحرج أقوله وإنها مدّية أرقامها لناس. واللي غاظني إنها ماتكسفتش من ده لكن عادي بتقول لي إنها عندها صحاب من الثوار، وبيكلموها يقولوا لها آخر الأخبار! لم أتمالك نفسي وقفلت لها الأكاونت. بعدها ماما ماستريحتش وطلبت مني أعمل لها واحد تاني وأنا نفسي أقول لها على اللي جوايا وخايفة أوجعها. وعملت لها واحد تاني بعدها بشوية فوجئت إنها رافعة صورة بشعرها، ولابسة لبس بتاع إخواتي البنات وباعتة رسايل لأصحابها عشان يخشّوا يشوفوا الصورة!! لغيته وكالعادة طلبت مني تاني ودلوقتي عاملة لها واحد تالت، بس متأكدة إنها بتكلم شباب، وكمان مش كلام في الأخبار لأني مرة فتحت وشفت الlog chat لقيتها بتتكلم مع واحد عن بابا وعن علاقتهم الخاصة، ولقيت رقم الولد على موبايلها، بابا لو عرف هيطلّقها بالتلاتة وإحنا 3 بنات. أنا خايفة على نفسي وعلى إخواتي لدرجة إني بقيت بادعي ربنا وأنا باعيط إن ربنا يهديها وإني مابقاش زيها لما أكبر.. وحاجة تانية جديرة بالذكر إن بابا بيعاملها كويس بيدلعها قدامنا وبيجيب لها ورد وهدايا، وفي نفس الوقت مش هاقدر أوصف لكم إهمالها بينا وبالبيت إزاي.. بحد أنا صعقت النهارده في عيد ميلاد أخويا ولقيتها مش عارفة هو بقى عنده كام سنة! ساعدوني أنا مش عايزة أحرجها؛ لأن هي برضه مهما كانت أمي، بس مش قادرة أطيق الوضع ده! Kone yakon قرأت رسالتك عدة مرات وخفت عليك كثيرا، فأنت تمرّين بتجربة مؤلمة أوجعتني كثيرا، ودعوت لك من كل قلبي أن يكون الألم مصدرا لنور جميل ينير حياتك دينيا ودنيويا، وألا تسمحي للألم أن يؤذيك نفسيا أو يحرّضك على التورط بأخطاء دينية قد تلقي ظلالا سيئة على حياتك، لا قدّر الله بالطبع. فلا شك أن كل بنت تحب أن ترى والدتها قدوة حسنة لها، وتحتمي بها وتأخذ نصائحها حتى لا تخطئ دينيا ولا دنيويا. وهو ما تفتقدين إليه بل وتقومين بدور الحماية لوالدتك لمنعها من الإساءة لنفسها بما ترتكبه من أخطاء لا يمكن تبريرها بأي حال من الأحوال. فالخيانة الزوجية مرفوضة من الجنسين وهي تبدأ بفكرة بأن الشريك لا يلبّي الطموحات العاطفية أو الجسدية، ويبدأ بالبحث عن الإشباع خارج الزواج. وتوقفت طويلا عند قولك إن والدتك منتقبة وإن والدك ملتحٍ وأن تديّنهما شكلي. وأتمنى ألا نحكم على تديّن أي إنسان، وأن نترك هذا الحكم للخالق عز وجل مع كراهيتي لخيانة والدتك بالطبع، ولنمتنع عن الظن بأننا أفضل دينيا من أي مخطئ، فربما تاب وتقبل الخالق توبته وأصبح أفضل منا وخسرنا نحن؛ لأننا زرعنا بقلوبنا الكبر. وقد لاحظت أنك لم تذكري أمورا سيئة عن والدك، وأنه يحسن معاملة والدتك. وأتفهم حيدا معاناتك من طلاق والديك وخوفك من حدوث طلاق آخر -لا قدر الله- بالطبع ولكن هذا لا يعني الموافقة على خيانة والدتك أو التغاضي عنها؛ لأن الأمور ستتطور بسرعة، وستحدث الفضائح وبعدها الطلاق. لذا لا بد من الاقتناع بضرورة إغلاق كل الأبواب التي تسهّل الخيانة لوالدتك، ولنبدأ بإغلاق حسابها في فيس بوك ورفض فتح أي حساب آخر، وألا تخبريها بأنك علمت ما تفعله حتى لا تسيء معاملتك وربما تخبرك بأنها ستواصل ذلك، مع ضرورة إخفاء هاتفها المحمول وتعمّد عدم مصاحبتها في أي مشوار خارج المنزل حتى لا تشتري محمولا آخر، وإقناع أخيك بأن يصاحبها عندما تغادر المنزل، وفي ذلك عدة فوائد، فعندئذ لن تمزح مع الباعة أمامه، ولن تشتري محمولا، وإذا طلبت متابعة أخبار الثورة فأخبريها بهدوء بأن الأفضل متابعتها على القنوات الإخبارية فهي أكثر مصداقية، وأقل نقلا للشائعات. وأقنعي أخاك بأن يخبرها بأنه يشعر بالقلق؛ لأن والدك ليس مطمئنا لإخلاصها، وأن عليها ألا تغادر المنزل إلا بصحبته هو أو بصحبة والدك، وأن يؤكد لها أن الأقارب لن يستطيعوا مساعدتها إذا فعلت شيئا جديدا، وأنها ستعيش في عزلة تامة، وستتأثر ماديا واجتماعيا، وأنه لا يرضى لها بهذه النهاية السيئة. ولا تخبريها أنت وشقيقاتك عن أي شيء، وتعاملي معها بصورة جيدة حتى لا ترتكبي خطيئة عقوق الوالدين، فمن حق والدتك عليكِ معاملتها باحترام، فكما قيل إن الخالق عز وجل لم يترك سببا يمكن تبرير العقوق به، فحتى الكفر ليس مبررا للعقوق، ووالدتك ليست كافرة، وأدعو لها بالتوبة الصادقة قبل فوات الأوان، وأتمنى أن تكثري أنت وشقيقاتك من صلاة ركعتي الحاجة والدعاء لوالدتك بالتوبة وبحسن الخاتمة، ولأنفسكن بحياة طاهرة أدعو لكنّ بها. وأطمئنك بأنك تستطيعين بفضل الرحمن ألا تقتربي من أي خيانة زوجية في المستقبل، وأن تتعلمي من أخطاء والدتك ولا تكرريها. فبالتأكيد إذا شاهدت إنسانا يلقي بنفسه أمام القطار ويدهسه، فستكونين حذرة في المستقبل ولن تسمحي بالاقتراب الزائد من أي قطار وليس بالوقوف أمامه. فما تفعله والدتك هو نوع من الانتحار الديني والدنيوي، والأول معروف بالطبع، والثاني لأنها تحرم نفسها من الاستمتاع بتدليل والدك لها وتهمل أولادها وبيتها، وتكون مثل من لديه ثروة هائلة فيقوم بإلقائها بالشارع ثم يسرق طعاما مسموما سيقضي عليه إن لم يسارع بالتوقف عن تناوله وتطهير جسده منه. وهو ما أتمنى أن تذكريه أنت وشقيقاتك. وأن تعلمي أنت وشقيقاتك ضرورة شغل أوقات فراغكن فيما يفيد، فالفراغ هو العدو الحقيقي لوالدتك، وحاولن جذبها لشغل أوقاتها فيما يفيد، ولا تشجعْنها على الخيانة سواء بعمل حساب لها على فيس بوك أو بالتستر على شرائها لمحمول جديد.. وإذا حصلت عليه بأي طريقة فلا بد من إخفائه، وإذا تمادت وأقامت علاقة مع رجل فسارعن بإخبار أحد من أهلها قبل أن يعرف والدكن، مع الحرص على التعامل معها باحترام وعدم التلميح بأي كلام يجرحها، وإخبارها بأن والدكن يحبها ويدللها، وأن بإمكانها أن تكون أكثر سعادة عندما تتجاوب معه، وأن هناك تخوفا إذا لم تفعل ذلك أن يتزوج بأخرى تمنحه ما ترفض منحه إياه. وأكثري وشقيقاتك من الدعاء لها ولنا جميعا بالهداية، وتابعينا بإخبارك لنطمئن عليك –إذا أردت بالطبع- وتعلمي من التجربة أنك تستطيعين بعد الاستعانة بالرحمن من التعامل بإيجابية مع أي مشكلة وأن تزرعي الصلابة النفسية بداخلك؛ لتكتسبي الخبرات الدنيوية بالتفكير الهادئ وألا تخبري أحدا غير شقيقاتك بما تفعله والدتك، لتفوزي بثواب الستر أولا، وحتى لا تكونوا مادة للقيل والقال. وستخرجين من هذه التجربة بمشيئة الرحمن بثواب ديني؛ لأنك تسعين لتكوني مؤمنة قوية، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف كما جاء بالحديث الشريف، ولأنك ترفضين الصمت على الخيانة، وتمتنعين عن المساعدة في حدوثها، وتحرصين على ثواب البر بوالدتك مرتين، الأولى بمنعها من الخيانة، والثانية بالحرص على تجنب العقوق.. حماك ربي ووفقك وأسعدك.