منذ أسبوع مضى كان يقول لأفراد أسرته مازحًا إنه سيمرح لبعض الوقت حتى موعد إعلان جائزة نوبل؛ لكن الموت -أو بالأحرى مرض السرطان اللعين- بخل عليه بأيام إضافية؛ ليعرف أنه أحد الثلاثة الذين أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية اليوم (الإثنين) فوزهم بجائزة نوبل في الطب لعام 2011. فقد تُوفي الطبيب رالف ستاينمان عن عمر يناهز 68 عامًا، يوم الجمعة الماضي بعد معركة استمرت أربع سنوات مع سرطان البنكرياس؛ كان يستخدم خلالها اكتشافاته الخاصة لعلاج نفسه من المرض اللعين؛ وذلك حسب ما أعلنت جامعة روكفلر بنيويورك التي يعمل بها في بيان رسمي صادر عنها. رالف العالم البيولوجي كندي المولد اكتشف خلايا النظام المناعي، وتوصل إلى طريقة لتسخير تلك الخلايا وغيرها من مكونات جهاز المناعة؛ لكبح إصابة جهاز العدوى ومقاومة الأمراض التي تخترق الجهاز المناعي. زملاء ستاينمان -الحائزة أبحاثه على جائزة نوبل- علقوا على خبر الفوز بأنه "سعيد وحزين" في آن واحد، ورثوا زميلهم الراحل قائلين إنه كرس حياته لاكتشاف علاج جديد؛ معتمدًا على أبحاثه؛ إلا أنه مات دون أن يعرف أن ثمرة عمل حياته قد توّجت بأرفع وسام علمي يتم منحه لعالم. وكانت الأكاديمية السويدية قد أعلنت أسماء الفائزين؛ وهم: الأمريكي بروس بويتلر، والفرنسي جولس هوفمان؛ فضلًا عن ستاينمان؛ وقد اقتسم بويتلر وهوفمان نصف الجائزة وقيمتها عشرة ملايين كرونة سويدية (1.46 مليون دولار)، في حين حصل ستاينمان على النصف الآخر. وبحسب شبكة CNN يبدو أن اللجنة لم تكن على علم بوفاته؛ إذ إن قانون اللجنة لعام 1974 يقضي بعدم منح الجائزة لأي شخص بعد وفاته إلا في حالة وقوع الوفاة بعد الإعلان.