أنا مشكلتي إن أخويا بيكرهني أنا وأمي جدا، وعايز يعرّف الناس وأهلي والجيران إن أنا مش كويسة، وبيضربني وبيهينّي، وبيشتم أمي وبيبهدلها، ولا عايزني أشتغل، ولا عايزني أقعد على الكمبيوتر؛ مع العلم إني والله مش باعمل حاجة غلط.. أنا مش باخرج خالص، وفي حالي جدا.. بيروح يقول لأعمامي -مع العلم إني أبي متوفى منذ 9 سنوات- إني باعمل شات لغاية الفجر؛ مع إن ده والله مابيحصلش. أعمل إيه؟ أنا خايفة أموّته، وخايفة أموّت نفسي.. أنا تعبانة ونفسي ألاقي حل، أنا مش باتكلم معاه خالص لا بالخير ولا بالشر؛ لأني لو اتكلمت معاه هيضربني، وماحدش عارف يوقفه عند حده. dodo.sunbirds أولًا.. رحمة الله على والدك، وأدعو الله عز وجل أن يتغمده بالرحمة والمغفرة ويجعل مثواه الجنة.. هل تعرفين أن الظروف الصعبة -أو لنقل شديدة الصعوبة- التي نمرّ بها مرة أو مرتين في حياتنا مثل وفاة الأب أو الأم، يمكن أن تُخرج أفضل إنسان بداخلنا، ويمكن لها في الوقت ذاته أن تُخرج أسوأ إنسان بداخلنا، وهكذا حال أغلب الصدمات العصبية الشديدة؛ فإما أن يكون لها أثر إيجابي أو أثر سلبي. مع الأسف الشديد هذا هو اختصار ما حدث مع أخيك؛ فوفاة والدك سبّبت له صدمة أخرجت أسوأ ما فيه، أخرجت منه الضرب والسب والإهانة، أخرجت منه الكذب والتشنيع عليك وعلى أمك، أخرجت فيه إحساسًا كاذبًا بالرجولة، وتحوّلت المسئولية لمنظرة، وتحوّلت الحنّية المنتظرة لإهانة وشتيمة.. ولا عجب؛ فهكذا تفعل الصدمات بالبشر. وعلى الرغم من أنني لا أعرف بالتحديد البيئة والطريقة التي نشأ فيها وبها أخوكِ؛ فإنني على ما أعتقد أنه كان يشوبها كثير من الحب المفرط الذي زاد عن حده فانقلب ضده وتحوّل لتدليل خالٍ من التربية؛ ليتحول ذلك فيما بعد إلى ما هو عليه في الوقت الحالي، إنسان مسطّح هامشي، نما جسمه ولم ينمُ عقله؛ فأصبح يرى أن من واجبه أن يخاف على أخته من كلام الناس -أو هكذا يعتقد هو- ولكن ما هي الطريقة؟ من وجهة نظره فالطرق المثلى تكون من خلال الضرب والإهانة وغرس جذور الرعب في قلبيكما؛ لأن هذا بالأساس نابع من إحساسه بالضعف والتدني؛ فالقوي لا يحتاج لأن يضرب كي يثبت قوته. ولكن المحيّر بحق في هذه القصة هو موقف والدتك؛ فليس صحيحًا ما يقوله البعض عن ضعف الأمة واستكانتها وعدم قدرتها على مواجهة أي ضغوط أو مواجهات أسرية؛ فالأم يمكنها أن تقود أسرة كاملة بحب وحنان، وفي الوقت ذاته بنظرة غضب تُلحقها بنظرة عطف؛ ولكن في حالتك هذه فمن الواضح أن موقف الأم لا يختلف كثيرًا عن موقفك، وربما كان مردّ ذلك أيضًا إلى التدليل الزائد الذي تعرّض له أخوكِ أثناء صباه. على أية حال فعلامات التعجب لن تفيد في شيء، وعلينا أن نبدأ في التعامل مع هذه المشكلة؛ وذلك من خلال: أولًا: بالنسبة لك يجب أن يتّسم تعاملك معه بشيء من الخبث حتى تأمني غضبه وتصرفاته الحمقاء، وأعني هنا أن تبحثي عن نقاط الالتقاء بينكما وتوسعيها وتبعدي عن نقاط الخلاف وتضيّقيها؛ فعلى سبيل المثال: حاولي أن تشاركيه اهتماماته، وألا تثيري غضبه بأي شيء مهما كان تافهًا، ولتبتعدي عن الأشياء التي تتسبب في نشوب النزاع بينكما؛ فلتتجنبي الجلوس على الكمبيوتر أثناء وجوده بالمنزل، وبالتأكيد فإنه يبقى كثيرًا خارج المنزل كحال أي شاب. ثانيًا: بالنسبة لأمك يجب على أمك أن تبدأ في إظهار شيء من القوة تجاهه وشيء من الغلظة، يجب أن يعرف أنه ليس مطلق اليد داخل هذا المنزل؛ فيفعل ما يشاء ويحلو له دون أن يجد من يردّه، يجب أن تعتاد على أن تكون جافة معه، ولا تبل ريقه بحلو الكلام الذي يزيد من غروره وتماديه فيما يفعل؛ فلتعنّفه إذا أخطأ، ولتغضب عليه إذا تمادى، ولتطرده علنًا من رحمتها إذا سبّها؛ فلتُظهر له شخصية الأم بكل جبروتها عندما يعقها الابن. ثالثًا: يجب عليك وأمك أن تقصدا أيًّا من أعمامك وتطالباه بأن يتدخل لحل هذه المشكلة، وتشرحا له الموقف كما هو بعيدًا عن أية مبالغة؛ حتى لا يضطر أن يستمع لكلامه هو، وقد اتضح لي من كلامك أنه يهاب أعمامه نوعًا ما، ويسعى لكسبهم في صفه من أجل تأليبهم عليكِ، وبالتالي فهو يعمل لهم ألف حساب، وقد يكون لتدخلهم دور. وأخيرًا وليس آخرًا، أدعو لأخيكِ بالهداية؛ فالهداية يُنزلها الله على عبده في ساعة رضا وصفاء؛ فاستوفي شروط قبول الدعاء، وادعي له أن يهديه ويردّه عما هو فيه ويفيق. وفقك الله إلى ما يحبه ويرضاه. لو عايز تفضفض لنا دوس هنا