ذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية في الرابع والعشرين من نوفمبر الجاري أن وفداً إسرائيليا برئاسة مدير عام وزارة الخارجية (يوسي جال) ويضم مدير شئون الشرق الأوسط بالوزارة (يعقوب هاس) وعدداً من كبار موظفي وزارة الخارجية الإسرائيلية توجه يوم الأحد الماضي إلى العاصمة العُمانية مسقط في زيارة سرية تستغرق ثلاثة أيام، وذلك على الرغم من انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000م. وصرّح مصدر مسئول بوزارة الخارجية الإسرائيلية –رفض الإفصاح عن اسمه لحساسية الموضوع- أن هذا السبب الرسمي لهذه الزيارة هو المشاركة في المباحثات السنوية الخاصة بالمعهد الدولي لتحلية المياه المُقام في عُمان. والذي أنشئ عام 1996م في أعقاب مؤتمر مدريد واتفاق أوسلو، ويشارك به كل من إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية والولايات المتحدة واليابان والأردن وهولندا وكوريا الجنوبية وقطر، ويقوم بإجراء أبحاث ومشاريع مشتركة تتعلق بمجال تحلية المياه. ولكن يؤكد هذا المصدر أن الوفد قام بإجراء مباحثات سياسية مع عدد من المسئولين العُمانيين، ادّعى (جال) خلالها أن إسرائيل تبذل جهوداً لاستئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية وأن هناك نوايا إسرائيلية لتقديم تنازلات تتعلق بالاستيطان وتقديم تسهيلات للفلسطينيين المقيمين بالضفة الغربية. كما يُعتقد أن الوفد الإسرائيلي التقى أيضا بوزير الخارجية العماني (يوسف بن علوي). تجدر الإشارة إلى أنه في أعقاب التوقيع على اتفاق أوسلو وإقامة السلطة الفلسطينية في عام 1995م، أقامت إسرائيل علاقات علنية مع عُمان وقامت بافتتاح مكتب رعاية مصالح في السلطنة ومن ثم أنشأت سفارة إسرائيلية في مسقط، وقام العديد من المسئولين الإسرائيليين بزيارة السلطنة أبرزهم شيمون بيريز الذي استضافه السلطان قابوس في قصره بمدينة (صلالة). ولكن مع نشوب انتفاضة الأقصى في عام 2000م قامت عُمان بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل وتم إغلاق السفارة الإسرائيلية بمسقط. وهي الخطوة التي تزامنت مع خطوات مماثلة قامت بها كل من المغرب وتونس. بينما لم تقطع قطر وموريتانيا علاقاتها بإسرائيل إلا في نهاية عام 2008م نتيجة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. والآن نجد أن الدولتين العربيتين الوحيدتين اللتين تقيمان علاقات دبلوماسية مع إسرائيل هما مصر والأردن. وخلال فترة رئاسة أولمرت للحكومة الإسرائيلية التقت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيفي ليفني عدة مرات بنظيرها العُماني (يوسف بن علوي).
في المقابل تشير الصحيفة نفسها إلى أن الإدارة الأمريكية قامت -في إطار جهودها المبذولة بدفع المسيرة السياسية بين إسرائيل والدول العربية- بمطالبة مسقط بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، فردّ العُمانيون بموافقتهم على إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وفتح السفارة الإسرائيلية مرة أخرى ولكن بشرط أن تقوم إسرائيل بتجميد الاستيطان. وهو الأمر الذي لم توافق عليه إسرائيل.