أنا ساعات كتير بحس إني مش عارفة أتكلم مع أي حتى أصحابي، ولما باتحط في موقف مش باعرف أتكلم يعني بيكون جوايا كلام كتير أوي.. بس في نفس الوقت مش باعرف أعبّر وأخرّج اللي جوايا وده بيخليني أحس إني مش قادرة وبافضل أعيط جامد أوي وباحس إني خلاص هانفجر من الخنقة، أنا ساعات باحس إن كل الناس وحشة مش بتحب حد بحس إن كل الناس بتتعامل مع بعضها لنفسها يعني علشان مصلحتها هي بس، يعني مثلا أصحابي فيه منهم لما يكلموني يفضلوا يتكلموا على كل حاجة مضايقاهم وأنا لما أجي أتكلم بيقولوا اسمعي لما أخلص لك، هما فعلاً بيسمعوني بس أنا نفسي أحس إن كل الناس بتحب بعضها وبتحب تساعد غيرها.. ساعات باقول أنا ليه عايشة في الدنيا دي لازمتها إيه الدنيا والحياة؟ وإحنا ليه جينا أصلاً على طول لما باكلم حد باحس إني مش عارفة أستريح معاه، قليل أوي لما أستريح مع حد وأثق فيه.. أنا مش باثق في حد علشان باحس إن كل الناس وحشة، أنا بحب واحد أوي حاسة إني أنا وهو مخلوقين لبعض لما باكون زعلانة بيكلمني وبيخرجني من اللي أنا فيه، مثلا لو زعلانة من حد أو من حاجة وأنا كمان لما بيكون هو زعلان باكلمه باخرّجه من اللي هو فيه، عمره ما زعلني، على طول بيحسسني إنه غير كل الناس هو الإنسان الوحيد اللي باثق فيه واللي بارتاح معاه في الدنيا كلها.. أنا كمان ليّ صاحبتي أنا بحبها أوي بس هي ساعات بتزعلني وبتعمل نفس اللي الناس بيعملوا معايا وهي بتبقى عارفة إني بازعل من كده يعني مثلا بتزعق لي ساعات وأنا مش بحب حد يزعق لي وبافضل أعيط لما حد يزعق لي، هي برضه باحكي لها على كل حاجة، أنا بحبها أوي، هي بتفهمني، وأنا بحبها، بس برضه بتزعلني وساعات مش بتفهمني أنا وهي بقالنا مع بعض سبع سنين ولسه مع بعض السنة اللي جاية واللي بعديها إن شاء الله، ولما بتزعلني بأفضل أعيط معاها وبعدين باقفل.. لما بنكون مع بعض مثلا في المدرسة وبازعل بتحضني وتطبطب عليّ وبتصالحني، أنا ساعات باحس إنها أكتر من أختي، بس أنا بازعل منها لما بتزعلني.. اللي بحبه ده أنا بحبه أوي، إحنا كنا مع بعض السنة اللي فاتت واللى قبليها في المدارس بس كنا بنشوف بعض كل يوم بعد كل حصة وفي الفسحة بنقف مع بعض ساعات وساعات باقف مع أصحابي، وكنا بنكلم بعض قبل ما ننزل الصبح كانت أيام حلوة أوي بس خلاص السنة اللي خلصت دي كانت آخر سنة مع بعض فيها تفتكروا هنفضل مع بعض وهو مش هيحب بنت غيري، هو بيقول لي عمري ما هاحب بنت غيرك أنا بحبه أوي أوى والهة حاسة إنه كل حياتي عمري ما هاسيبه لغاية آخر يوم في عمري بس برضه تفتكروا هنفضل مع بعض، ومافيش أي حاجة هتفرقنا ولا لا؟ طب كمان أعمل إيه في إني مش باعرف أتعامل مع الناس اللي حواليا ومش باعرف أرتاح ولا أتكلم مع حد قولوا لي أعمل إيه لما كمان باكون مع أي حد باحس إني باكون مرتبكة ومش عارفة أتكلم وباكون مكسوفة أوي وباكون عايزة أمشي بسرعة علشان مش عارفة أتكلم ممكن أكون أصحاب لكم، ولما أكون متضايقة أتكلم معاكم ولا لا؟ بس أنا فرحانة إني باتكلم معاكم وإنكم قبلتم كده وبتتناقشوا معايا.. sarah
حبيبتي سارة أتصور إنك فتاة صغيرة رغم أنك لم تقولي سنك، وأنا أحب الفتيات الصغيرات كثيراً، ووجدتك غاية في الرقة والحنان والإخلاص مع الناس خاصة مع من تحبينهم وترتاحين لهم، ولكن كلما كبرنا وتعلمنا في حياتنا من خلال تعاملنا مع الناس كلما نضجنا أكثر وفهمنا، وبدأنا نتعامل مع الحياة بنُضْج دون حزن أو بكاء على ما وصل له الناس من عدم إخلاص أو ذوق!، وتعالي نتحدث معاً حديث الكبار الذي بدأتِ السير فيه منذ فترة، وأحب أن أناقش معك الكلام في صورة نقاط لتتذكريها جيداً: • تقولين: كل الناس سيئون وكل الناس ليسوا في محل الثقة، وهذا خطأ يقع فيه الكثير من الناس، ففكرة التعميم أي أننا نقول كل الناس كذا هي فكرة خاطئة؛ لأن الناس ليسوا مثل بعضهم أبداً، ألست أنت من الناس؟ أليس محبوبك من الناس؟ أليس والدك من الناس؟ فأين ذهب التعميم؟ فهناك ناس تشبه ناسا في طريقة التعبير والتصرف، وهناك ناس تختلف فيه وهذا هو الفرق، فصديقتك تحبينها جداً ولكنها حين تغضب "تزعق" ولكنك لست كذلك، فهل معنى ذلك أنها سيئة؟ ولكن معناه أن لها طريقة في التعبير عن مشاعرها بشكل مختلف عنك رغم أنها تحبك جدا وهذه حقيقة. • لا يجمع بين الناس إلا المصلحة، لماذا تنظرين للمصلحة على أنها أمر سيئ ومشين؟ هل المصلحة معناها أن نأخذ فقط؟ أو أننا نأخذ دون رغبة ممن يعطينا؟ أو أنها عيب في الشخص الذي يحصل على المصلحة؟ هل أنت "مصلحجية"؟ فأنت تأخذين من صديقتك الاهتمام، والتفاهم والصداقة منذ سبع سنوات أليس كذلك؟ حتى علاقتنا بالله عز وجل بطريقة تفكيرك تكون مصلحة! ألسنا نصلي لندخل الجنة؟ ألسنا نصوم لنبعد عن النار؟ هل حين تتحدثين لمحبوبك وتأخذين منه جرعة الحنان والتفاهم وتغيير مزاجك أليس ذلك مصلحة؟ فالمصلحة ليست أمرا سيئا ولا مشينا ما دام يحدث بودّ وحبّ وتفاهم، وما دام الشخص يأخذ كما يعطي حتى لو ليس نفس الشيء، وما دام الشخص يتعامل مع الناس من مبدأ التعايش معهم قبل الأخذ منهم. • هذا الزميل الذي ترتبطين به منذ سنوات، هل فكرت أنه سيتزوجك؟ أم أن فكرة الزواج لا تحضر في ذهنك أصلاً؟ ولو كنت لم تفكري بالزواج منه؛ لأنه بعيد جداً الآن، فلماذا ترتبطين به وتحسبين عليك علاقة قد تضر بسمعتك؟ هل تضمنين فعلاً ألا تتغيري أو يتغير هو بعد دخول عالم الجامعة وعالم العمل؟ هل أنت كما كنت منذ سنتين فقط؟ فماذا عن باقي السنوات القادمة؟ لقد جلست مع فتيات كثيرات ووجدت أنهن يقعن في مثل تلك العلاقات؛ لأنهن في سن الميل للجنس الآخر فقط، أو لأنهن يفرّقن بين الحب والزواج والواقع، ووقعن في مشكلات كثيرة جدا بسببه، ماذا سيكون موقفك لو علم أبوك أو أخوك بهذه العلاقة؟ هل الله سبحانه وتعالى يرضى لصاحب القلب الرقيق الحنون مثلك أن يفعل هذا الأمر؟ ماذا لو أراد شاب جميل أن يتزوجك وأحب أن يسأل عنك ووجد أنك كنت على علاقة بآخر قبله؟ أرجو أن تراجعي هذا الموضوع مع نفسك بعقل، وتتأكدي من أن مشاعرك الآن هي مشاعر قلب صغير سيتغير بعد فترة، وأن هذا الميل هو ميل لوجود حالة حب وليس هذا هو الحب الحقيقي. • السبب الرئيسي في عدم قدرتك على الحديث وقت الاحتياج إليه هو أنك تحتاجين أن تزيدي الثقة بنفسك، وهذا الأمر مهم جداً الآن في حياتك؛ لأنه سيحدد شخصيتك ويؤثر فيها، فأنت تخافين الحديث؛ لأنك تتصورين أنك ستتحدثين حديثا تافها أو أنك لن تُقنعي من أمامك أو لأنك تخافين أن يكون عكس كلامه، وكل هذا يعني عدم الثقة بالنفس، والثقة بالنفس يمكننا تعلمها والتدريب عليها بتدرج في مواقف بسيطة مرة وراء مرة لنتمكن منها، ويمكنك القراءة في موضوع الثقة بالنفس فهناك كتب كثيرة تعلمنا إياها، ويمكنك الاختلاط بعدد من الواثقين من أنفسهم حتى لو سيضايقك هذا الأمر في البداية ولكنك ستكونين أفضل بالمثابرة. • قد يكون عدم ارتياحك للأشخاص راجع لأنك تضعين شروطاً صعبة بينك وبين نفسك للحكم على الناس، فحين تجدينهم على غير هذه الشروط تُسْقطين شخصيتهم بالكامل، وهذا خطأ فادح لمن يريد أن يتعلم فن الحياة وفن التعامل مع الناس؛ فالناس ليسوا ملائكة وليسوا شياطين، فيهم عيوب ومميزات مثل ما فيك من عيوب ومميزات، وهذا ما نسميه "القَبول" فحين نتعلم أن نقبل الناس على ما هم عليه فنأخذ منهم في التعامل الصفات الجميلة ونبعد عن الصفات السيئة نكون أكثر نضجاً وذكاءَ. • لا يوجد كائن ما كان سيدوم وجوده معنا طول العمر، فلابد وأننا سنفارق من نحب ولو بعد حين، فقد نفارقه باختلاف تخصص الدراسة أو السفر أو الموت أو غيره، وهو درس مهم علينا أن نتعلمه، وحتى نتعلمه لابد وأن نتعلم درسا آخر أهمّ يسبقه وهو ألا نضع كل مشاعرنا وكل أملنا وكل حياتنا في شخص أو مكان أو غيره، فالحب واسع، فلنوزعه على من حولنا وكلما زادت معارفنا كلما زاد معنى الحب في قلوبنا، وكلما كان الفراق-الذي سيحدث حتماً- وقعه أقل علينا، وكلما تعلمنا أن الصداقة مثل باقة الزهور متنوعة ومختلفة وليست زهرة واحدة لو ذبلت ذبلنا معها، وليس معنى كلامي ألا يكون لديك شخصية مقربة فهذا أمر مهم وطبيعي، ولكن لابد وأن يكون هناك أشخاص أخرى في حياتنا وأن نوزع حبنا على عدد من الناس حتى لا يكون شخص واحد هو كل الحياة؛ لأنها غلطة كبيرة وغلطة تبعد عن الصواب تماماً. أتمنى أن أكون قد نلت صداقتك، وأن أكون قد رددت على معظم تساؤلاتك، وبالطبع نحن هنا في "بص وطل" أهلك وأصدقاؤك ونسعد بسماعك دائماً، لك حبي وتحياتي.