« لن أغمض عيني حتى ترضى » فلنجعلها شعارًا لنا في حياتنا حتى نشعر بأننا نولد كل يوم من جديد دون أن نحمل في نفوسنا حقدًا ولا غلاً لأحد. فما أجمل أن يرسخ كل زوجين في بداية حياتهما بعض المبادئ والخطوط العريضة، التي تجعل من طريقهما ممهدًا للسير حتى يعبرا معًا بأمان، فالحب وحده لا يكفي لإستمرار الحياة السعيدة، فكم من زوجين بدأوا حياتهم بالحب والمشاعر الرقيقة الجميلة، دون أن يضعا معًا الأساس الجيد الذي يضمن أستمرار الحياه بينهما، وصنعا من مشكلاتهما جدارًا عازلاً يصعب أن يتغلب الحب عليه، فاستحالت الحياة بينهما . فالحب كالشجرة، والشجرة ليست مجرد بذرة توضع في الأرض فتنمو من تلقاك نفسها، فعلى كل زوجين أن يهتما معًا بتلك الشجرة التي أختارا بذرتها بعناية، وذلك باختيار الزوج لزوجته، وأختيار الزوجة لزوجها، وبعد ذلك يزرعوها في أرض خصبة بالزواج، ويروها بالحب، ويقوما بتنقية الحشائش الضارة من حولها؛ وذلك بتنقية قلبهما من كل الشوائب التي تعكر صفو الحياه. وها قد حان وقت جني الثمار, فعلى أية حالة تتوقعا أن تكون تلك الثمار, هل ستكون ثمارًا نضرة, حلوة المذاق أم غير ذلك, وهل ستمد هذه الشجرة جذورها في الأرض؛ حتى يصعب على الرياح أن تكسرها, أم ستنهار أمام أول عاصفة. أظن أن الإجابة أصبحت واضحة الآن . وبعد أن وضحت الإجابة تعالوا نضع لأنفسنا بعض الخطوات العملية التي تساعدنا في بناء علاقة زوجية راقية سعيدة، وحديثي أولا: للمرأة، لا تنتظري حتى يأتي هو لمصالحتك وبادري بالأمر فالمرأة بذكائها ورقتها تكون أكثر قدرة على فعل هذا الأمر من الرجل فبمجرد كلمة طيبة ورقيقة منك تذوب كل الحواجز وينتهي الأمر، ولا تقفِ في وجه الريح، بمعنى أنك تستطيعين أن تمتصي غضبه ولو بالصمت أحيانًا ، فكثيرًا من الأحيان يكون الصمت خير علاج يطفأ نار الغضب، ولكي بعد أن يهدأ أن تعاتبيه برقة وأحترام، فإذا أردتي أن يحترمك ، فيجب أن تحترمي نفسك أولاً، حتى يحترمك من حولك . ولا تظني أن مبادرتك هذه تقلل من شأنك, أو أنه سيزيد في الأمر وتصبح قاعدة أنكي دائمًا من تبادرين بالأمر, فوالله ستجدينه يحمد لك هذا الأمر. وهنا يجب أن تضعي نصب أعينك شخصية زوجك، فهناك من الرجال من يعبر عن أسفه دون أن يعتذر بالكلمات، ويفضل أن يعبر عن أسفة من خلال أفعال ترضيك وتجعلك تغفري له، فقدري هذا ولا تقفي عند الكلمات ، فأحيانًا الكلمات وحدها لا تكفي لتغيير الواقع. وتذكري دائمًا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة" . رواه الترمذي وتأتي كلمتي للزوج فهناك بعض الأزواج من يظنون أن الإعتذار يضعف من شخصيته وأن الرجل لا يجب أن يعتذر للمرأة فهو الرجل, فأقول له أن الرجل الحق هو من يجبر أمرأته على احترامه، ليس بالخوف، ولا بالصوت العالي، ولكن بالحب، والتقدير المتبادل, فعندما تخطئ في حقها فأنت أخطأت في حق نفسك لأن كرامتها من كرامتك فإذا حافظت دائمًا على مكانتها وكرامتها, حفظتك دائمًا في قلبها ووضعتك دائمًا تاجًا على رأسها. وتذكر دائمًا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " استوصوا بالنساء خيرا" وقال أيضًا " رفقًا بالقوارير" فالقوارير إذا تحطمت لا تصلح للاستخدام ، فما أجمل حرصك على المرأة يا رسول الله . فليتعاهد كل زوجين على ألا تغمضا عيونهما وفي قلب أحدهما شيء للآخر, فوالله لو حرص كل زوجين على هذا الأمر؛ لما كانت هناك مشاكل يصعب حلها وتسببت في فشل الحياة الزوجية, وحاولا أن تحلا أي مشكلة بالحوار الهادئ، الذي يبني ولا يهدم، وأفترضا دائمًا حسن النية أولاً، ولا تتذكرا لبعضكما الذكريات السيئة، ولتكن وقتية وعابرة فكثير من المشاكل تكون في بدايتها صغيرة تافهة ولكن عندما نتركها تتراكم وتكبُر في نفوسنا، تصنع حاجزًا بين الزوجين يصعب إزالته بعد ذلك. فلنعلنها سويًا « لن أغمض عيني حتى ترضى ».