بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه. أهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة على هذا الموقع المتميز "بص طل" نجيب فيه عن بعض أسئلتكم التي ترِد إلينا. السؤال الأول يقول: في صلاة الجماعة أحياناً أركع مع الإمام ولم أُكمل قراءة الفاتحة؛ سواء في بداية الصلاة أو في أي ركعة أخرى؛ فهل هذه الركعة التي لم أُكمل فيها الفاتحة باطلة؟ وعليّ القيام بغيرها بعد انتهاء الجماعة؟ في ما مضى من الصلوات لا شيء عليك؛ لأنك لم تتبنّ مذهباً معيناً، وعلى ذلك فصلاتك صحيحة؛ حيث إن السادة الحنفية ترى أن الإمام يتحمل عن المأمومين نقص صلاتهم؛ خاصة في قراءة الفاتحة. إذن كل الصلوات كانت صحيحة قبل أن تستمع الآن إلى شيء أحسن وأكمل.. كل صلواتك كانت صحيحة السابقة فلا إعادة، وكلها إن شاء الله تكون مقبولة، وإذا أردت أن تسير على المذهب الحنفي فهو مذهب معتمد ولا شيء فيه، ويتحمل الإمام عن المأموم بقية الفاتحة أو قراءة الفاتحة بالجملة. الأكمل أن تُسرع في إنهاء الفاتحة حتى ولو سبقك الإمام، ولا تتعجل في متابعة الإمام؛ فتكون بذلك تكون قد وفّيت على جميع المذاهب، وعند جميع المجتهدين تقرأ سريعاً بقية الفاتحة التي عليك سواء في البداية أو في أي ركعة كانت كما ذكرت. الفرض أنك تخاف -وإمامك يؤدي الصلاة في سرعة- أن يقوم قبل إتمامك الفاتحة؛ يعني أنت بطيء جداً وهو سريع جداً فماذا نفعل؟ أيضاً نُكمل الفاتحة؛ حتى لو رفع الإمام رأسه، وقال: "سمع الله لمن حمده"، نكمل الفاتحة سريعاً أيضاً. ثم بعد ذلك هو يسجد، أنا أركع، هو ساجد الآن وأنا راكع، تسبيحة واحدة "سبحان ربي العظيم" وآجي "سمع الله لمن حمده" وألحق به في السجود.. فنفرض أنه قام من السجود، أسجد أنا، أؤدي اللي عليّ كأنني منفرد لكن أنا مؤتمّ بهذا؛ المهم ألا يكون بيني وبين الإمام ركنان طويلان. ما معنى الركن الطويل والركن القصير؟ الركن الطويل: الفاتحة، الركوع، السجود.. والركن القصير: القيام والاعتدال من الركوع، أو القيام بين السجدتين من السجود دي اسمها الأركان القصيرة؛ فينبغي ألا أتأخر عن الإمام أكثر من ركنين طويلين. نريد أن نصوّر هذه الحالة، أنا واقف في الصلاة، وهو الإمام ركع، أنا لم أركع هذا ركن، هو قام هذا اعتدال ليس محسوباً، هو سجد وأنا واقف أقرأ الفاتحة هذا ركن ثانٍ، هو قام من هذا السجود هذا ركن قصير لا يعتبر، هو سجد مرة أخرى، وأنا واقف كل ده أقرأ الفاتحة!! بطيء جداً.. إذا سجد مرة أخرى بطلت صلاتي؛ لأنني تأخرت عن متابعة الإمام. ولذلك إذا رأيت أن هذا الإمام سريع جداً وأنا بطيء جداً، نفعل شيئاً اسمه "نيه المفارقة"؛ أنوي في قلبي أني سوف أُفارق هذا الإمام، وأصلي وحدي؛ لأنه سريع جداً وأنا بطيء جداً؛ فلا يمكن إتمام الصلاة بهذه الحالة.. إذن لا بد ألا أتأخر عن الإمام ركنين طويلين بهذه الصفة، والعبارة التي وصفتها "أو أتابعه أسرع أنا شوية" ولكن إذا تعذّر ذلك نوينا المفارقة وصليت وحدي، أركع بهدوء، وأقوم بهدوء.. إلخ. ولكن طبعاً هذا سيشوّش منظر الجماعة، ولا ننصح به، لكن الفقه يجيز لك هذا. إلى لقاء آخر أستودعكم الله،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته إضغط لمشاهدة الفيديو: