أرجو المساعدة.. أنا مخطوبة، وخطيبي أول شخص في حياتي، وأول مرة أحس بالأمان وأدي الثقة لرجل -بس في حدود- وأحس إن أنا عايزة أشوفه وأكلّمه على طول، وأحياناً باحس ده كمان منه، وأحياناً لأ. دلوقتي بنجيب حاجات الشقة، ولما بننزل بيقول لي: اختاري اللي إنتِ عايزاه. وأنا مش باعرف أختار أي حاجة، وعلى طول باقول له: شوف اللي عاجبك إنت.
وهو أخد عني فكرة إن ماليش شخصية، وأنا مش عارفة أعمل إيه، ولا أتصرّف إزاي معاه؛ بس ده طبع فيّ؛ بحب أجيب كل حاجتي لوحدي، مش باعرف أجيب حاجة وفيه حد معايا.
ومش باعرف أتعامل معاه في حياتنا، وعلى طول لو هزّر معايا باخد الموضوع بزعل، ومش عارفة أتغير عامة في حياتي؛ حتى مع زمايلي في الشغل باحس إن هم بيعرفوني علشان المصلحة.
b.bossy
بداية استوقفني قولك: "وأحياناً باحس ده كمان منه، وأحياناً لا"، ولا أعرف لماذا هذا الشعور، وهل له أساس؟ أم أنه مجرد رغبة في أن يُظهر اهتمامه بك بشكل أكبر؛ خاصة وأنه أول شخص في حياتك؟
عزيزتي.. ليس عيباً بالمرة أن تختاري وتُحبّي ما يحبّه خطيبك؛ خاصة إذا كان يتّفق مع ذوقك؛ لكن المشكلة الكبرى في أن تفقدي -أنتِ نفسك- ثقتك في نفسك واختياراتك؛ وبالتالي يفقد الآخرون الثقة في رأيك.
لا تقولي إنك لا تستطيعين أن تختاري شيئاً في وجود الآخرين.. وحتى إن كان الأمر كذلك؛ فتستطيعين تغيير طبعك؛ فهو ليس خِلقة خُلقْتِ بها، وبالتالي لا يمكن تغييرها، إنها مجرد عادة أو تعوّد يمكنك تغييره تدريجياً.
قد يكون هذا بسبب أنك لم تعتادي شريكاً لكِ في الحياة يأخذ برأيك وتأخذين برأيه، وهذا أيضاً ليس عيباً أو خطأً؛ فبمجرد اقتناعك بدخولك في مرحلة جديدة في حياتك، واقتناعك بالإنسان الذي ارتبطتِ به؛ فسيتغيّر الحال.
أهم شيء أن تكوني واثقة من حبك له، وحبه لكِ، ويكون هو من النوع الذي يحترم المرأة ويُقدّر دورها في الحياة وفي منزلها، ثم تأتي خطوة التغيير في شخصيتك؛ بحيث تصلان لنقطة تلاقٍ تجعل حياتكما أكثر سعادة.
غيّري من نفسك تدريجياً، ولا تُشعريه بذلك، فقط خذي خطوة الاختيار لأول مرة، وستجدين الأمر أكثر سهولة فيما بعد.
ما رأيكِ أن تذهبي للمحل وحدكِ، أو برفقة والدتك، وتختاري ما يعجبك، ثم تذهبين مع خطيبك، وعندما يسألك تجيبنه بكل هدوء؟ أنا متأكدة أن الإحساس الرائع، وكسر الحاجز سيدفعك لا شعورياً فيما بعد لمحاولة الوصول لهذا الإحساس؛ بأن تختاري بنفسك الأشياء الخاصة بمنزلكما الصغير الهادئ بإذن الله تعالى.
تذكّري عزيزتي أن الناس يرون ويشعرون بالصورة التي نرسمها ونراها نحن عن أنفسنا؛ فإن كنتِ مقتنعة بأنك شخصية قوية ولك ذوقك الخاص؛ فسيقتنع خطيبك وكل من حولك بهذا.
وكذلك فإن الرجل يحب المرأة الذكية قوية الشخصية، التي تُقدّره، وتضحّي بما تريد في سبيل إسعاده؛ فهو لا ينظر لها نظرة استضعاف؛ بل يرى أنها تحبه أكثر من أي شيء، وتبتغي راحته، وبالتالي فهو يبادلها نفس الشعور، ويتعب ويشقى ليهيئ لها العيشة الكريمة.
أما زملاء العمل والدراسة يا عزيزتي، فلا يمكن قياس علاقتنا بهم بعلاقتنا بشريك الحياة؛ فإن كانت المصلحة تحكم علاقتهم بنا؛ فالودّ وابتغاء مرضاة الله والاحترام والتفاهم، يحكمون علاقتنا بشريك الحياة.
لا تُرهقي نفسك بالتفكير؛ حتى لا تكوني متكلّفة أثناء تعاملك مع خطيبك، وكل ما أنصحكِ به، هو أن تتعرفي على شخصيته، وما يحب وما يكره.. لا تخجلي أو تتهاوني في أن تخبريه بما تحبينه وما تكرهينه بطريقة هادئة.
فكّري في المستقبل حينما يرزقكما الله تعالى بالأطفال؛ وأنه لا بد أن يكون بينكما توافق وانسجام في التفكير؛ فإذا لم يبدأ منذ الآن؛ فمن الصعب إيجاده فيما بعد.
وأخيراً أدعو لكِ الله بالتوفيق والزواج السعيد والذرية الصالحة.