وسط أجواء الاحتفالات التي تسود قطر إثر فوزها بحق استضافة بطولة كأس العالم 2022، وفي إطار الاستعدادات لاستضافة فعاليات بطولة كأس آسيا 2011 الشهر المقبل، يلتقي المنتخب القطري لكرة القدم نظيره المصري غدا (الخميس) وديا في تجربة جادة وقوية قبل بدء مسيرته في بطولة كأس آسيا. كان مقررا أن يلتقي المنتخب المصري نظيره الأردني في هذا التوقيت، ولكن الخلافات المادية مع الشركة الراعية للمباراة ألغتها لتكون فرصة طيبة للمنتخبين المصري والقطري لإقامة مواجهة الغد في العاصمة القطرية (الدوحة). تكتسب مباراة الغد بأهمية بالغة؛ نظرا لأنها تمثّل محطة مهمة للغاية بالنسبة للمنتخب القطري قبل ثلاثة أسابيع فقط من خوض فعاليات بطولة كأس آسيا التي تستضيفها بلاده من السابع إلى 29 يناير المقبل. كما يسعى المنتخب القطري إلى تحقيق أهداف أخرى من هذه المباراة، يأتي في مقدّمتها استعادة بعض توازنه بعد الخروج المبكر من بطولة كأس الخليج (خليجي 20) التي أقيمت مؤخرا في اليمن، والتي حقّق فيها الفريق فوزا وحيدا على اليمن، وخسر من الكويت وتعادل مع السعودية. ويُحاول المنتخب القطري أيضا تقديم عرض جيّد في مواجهة نظيره المصري الذي استعاد المركز التاسع في التصنيف العالمي. كما يسعى المنتخب القطري (العنابي) إلى استغلال المباراة كاحتفالية مع جماهيره والجاليات العربية التي ستحضر اللقاء، وذلك في أول مباراة للفريق بعد نيل بلاده شرف استضافة كأس العالم 2022. ولذلك، وجّه الجانب القطري الدعوة للعديد من الشخصيات العربية والعالمية لحضور هذه المباراة التي ينتظر أن تتحوّل إلى مهرجان كبير. تبدو المباراة فرصة طيبة أمام المدرب الفرنسي برونو ميتسو -المدير الفني للمنتخب القطري- لإعداد لاعبيه نفسيا وبدنيا قبل فعاليات كأس آسيا. يمتلك ميتسو خبرة كبيرة في المواجهات مع المنتخب المصري؛ حيث سبق له أن واجه أحفاد الفراعنة في أكثر من مباراة، كان أبرزها عندما قاد المنتخب السنغالي للتأهل على حساب الفريق إلى نهائيات كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان. وفي المقابل، تبدو المباراة فرصة جيدة للمنتخب المصري من أجل التأكيد على استعادة التوازن بعد الفوز الكبير 3/ صفر الذي حقّقه أحفاد الفراعنة على أستراليا في آخر مباراة ودية خاضها. يأمل أحفاد الفراعنة بقيادة مديرهم الفني الوطني حسن شحاتة في إنهاء عام 2010 بنفس النغمة التي بدأ بها الفريق هذا العام، وهي نغمة الانتصارات؛ حيث استهلّ المنتخب المصري عام 2010 بإحراز لقب بطولة كأس الأمم الإفريقية 2010 بأنجولا ليكون اللقب الثالث له على التوالي، والسابع في تاريخ مشاركاته بالبطولة الإفريقية. كما تُمثّل المباراة فرصة جديدة لتدعيم العلاقات "الشقيقة والطيبة" بين البلدين، والتي شهدت في الفترة الأخيرة تأكيدا على الوئام بينهما من خلال مساندة مصر للملف القطري في طلب استضافة المونديال الذي يعتبره الجميع انتصارا للأمة العربية بأكملها. يخوض المنتخب القطري مباراة الغد بصفوف شبه مكتملة؛ حيث يغيب عن الفريق اللاعب حسين ياسر المحمدي لاعب الزمالك المصري، والذي أصيب خلال مشاركته مع الفريق في خليجي 20. بينما يفتقد المنتخب المصري العديد من عناصره الأساسية، وفي مقدّمتها: أحمد حسن (الصقر) قائد الفريق، وحسني عبد ربه، وعمرو زكي، وسيد معوض، للإصابات، وأحمد المحمدي نجم سندرلاند الإنجليزي، ومحمد زيدان مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني لعدم استدعائهما لانشغالهما مع ناديهما، وعصام الحضري حارس مرمى الفريق للإيقاف من قبل الفيفا. ورغم ذلك، يضم الفريق عددا من اللاعبين المتميزين؛ مثل: محمد أبو تريكة، وأحمد فتحي، ووائل جمعة وآخرين. سبق للمنتخبين المصري والقطري أن التقيا عدة مرات، وكانت آخر مواجهة بينهما قبل خمس سنوات، عندما فاز المنتخب المصري 5/ صفر، ولكن من المنتظر أن تكون المباراة هذه المرة متكافئة في ظل ارتفاع مستوى المنتخب القطري في السنوات الأخيرة، علما بأنه لم يحقق أي فوز في جميع مبارياته السابقة مع أحفاد الفراعنة. عن وكالة الأنباء الألمانية