بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون، أيتها الأخوات المشاهدات في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من هذا اللقاء على موقع "بص وطل". السؤال الذي وَرَد إلينا يقول: أنا أعمل موظفة بشركة خاصة، عدد العاملين بها قليل، وأحياناً يكون هناك موظفة بمفردها مع العامل أو أحد الموظفين لغياب الباقين؛ علماً بأن باب الشركة يكون مفتوحاً، وكل منهما في غرفة منفصلة ومغلقة.. هل هذا جائز، أم حرام؟ وشكراً جزيلاً. شكراً لكِ.. حتى نفهم هذه القضية وحتى نطبّقها على كثير من الصور، هيا بنا نتصور ما يُسمى بالحياة العامة، وما يُسمى بالحياة الخاصة؛ ما الفرق بينهما؟ وجوب الاستئذان للنظر. الحياة العامة ليس فيها استئذان، الحياة الخاصة لا بد فيها من من الاستئذان؛ إذن أنا في شقتي، لا يجوز لأحد من الناس أن يفتح عليّ الباب، وينظر إلى ما في داخل الشقة؛ إذن فالشقة حياة خاصة، ولا يجوز لي أن أخلو بامرأة في الحياة الخاصة؛ ولكن في التاكسي الرجل السائق مع امرأة في التاكسي؛ كل من في الشارع ينظر إليهما، لا يحتاج ذلك إلى استئذان، لا يقول مَن في التاكسي من الداخل: لماذا تنظر أيها الشخص إلينا هكذا؟ لأننا في حياة عامة.. ركبت الأوتوبيس فوجدت السائق وامرأة وحدهما؛ لكن دي حياة عامة.. دخلت المسجد فإذا بالإمام وامرأة وحدهما في المسجد.. في الطريق في إحدى القرى رجل وامرأة يسيران في طريق واحد، وقِس على هذا... في الصيدلية، في المحل، في كذا.. إلخ.. حياة عامة، لا تحتاج إلى استئذان للنظر. ولذلك كل هذه الأمور ليست بخلوة.. ومن الصور الدقيقة الأسانسير؛ ركبت المصعد ومعي امرأة؛ هذه لست خلوة، لماذا؟ لأن كل أحد يستطيع أن يوقف الأسانسير في دوره العلوي أو السفلي ويركب، كل أحد يستطيع أن ينظر إذا كان الأسانسير زجاجاً أو شفافاً؛ إذن فهيا بنا نبحث الشركة؛ هل من الحياة العامة أو من الحياة الخاصة؟ الشركه مُفَتّحة الأبواب، الشركة يَرِد إليها الناس لقضاء حوائجهم، أو مصلحة حكومية؛ إذن هذا من الحياة العامة.. وما دامت كذلك؛ فالموظفة أو المديرة، معها الساعي أو معها موظف زميلها وحدهما؛ هذه ليست خلوة؛ لأنها في الحياة العامة.. وما الذي عرّفنا أن هذه الشركة حياة عامة؟ أنها لا يُستأذن في الدخول إليها بالنظر. نفرض أنها شركة مغلقة، غُلّقت الأبواب، ويحتاج من يدخلها إلى الاستئذان؛ يضرب الجرس أو يتّصل بالتليفون؛ دي حياة خاصة، تحوّلت -وهي شركة هي هي- من الحياة العامة إلى الحياة الخاصة، لماذا؟ لأنها احتاجت إلى الاستئذان في النظر. إذن القاعدة معنا والتطبيقات معنا؛ التاكسي، والمصعد، والأوتوبيس، والطريق، والمحل، والصيدلية، والسوبر ماركت، والشركة المفتوحة؛ كل هذه حياة عامة لا خلوة فيها؛ حتى لو اتفق أنهما منفرديْن. لكن الثانية بقى (الحياة الخاصة): الشقة، الشركة المُغلقة.. وعلى ذلك فما دام هنا في السؤال يقول "مفتّحة الأبواب" يبقى إذن حلال، وليست حراماً، والضابط عرفناه. إلى لقاء آخر، نستودعكم الله،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته إضغط لمشاهدة الفيديو: