السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا بطبعي شكّاك جداً، وعندي أخ كان بيحب واحدة، ارتبط بيها 6 سنين، من ثانوية عامة لغاية ما خلصوا الجامعة.. المهم جالها عريس في آخر سنة رابعة كلية، وأخي راح اتقدم لها؛ بس العريس التاني كان أحسن؛ فوافقت عليه وتركت أخويا. أنا دلوقتي ارتبطت؛ بس كل اللي أنا مقتنع وحاسس بيه من اللي شفته من حب أخويا للبنت دي وحبها ليه، إني أقلّ منهم، أو زيهم؛ فالنتيجة الثابتة -في اعتقادي- إن أكيد البنت اللي معايا هتسيبني.. والموضوع ده هيجنني. عايز منها ضمان يضمن لي إنها هتفضل معايا، وإني مش هاضيّع عمري على الفاضي وفي الآخر تسيبني.. في رأيكم إيه ممكن يكون الضمان ده؟ أو أعمل إيه؟ وبعدين أنا صريح جداً، باحكي لها على كل حاجة، ومنها حاجات ماينفعش أحكيها غير مع نفسي؛ مثل العادة السرية، وبرضه مش عارف أبطّلها إزاي؛ علشان مازعّلهاش، والحاجات دي بتضايقها، ومش قادر ماعملهاش، ولا قادر ماقولهاش.. وشكراً. timo صديقي العزيز، في البداية أودّ أن اُذكّرك بالمثل الشعبي الذي يقول "صوابعك مش زي بعضها"؛ فليس معنى انتهاء قصة حب بالفراق أن تنتهي كل قصص الحب الأخرى بالفراق؛ فإن تشابهت الظروف والأحداث، لن تتطابق الشخصيات والطِباع؛ حتى إن تشابهت الشخصيات؛ فإن أفعال وتصرفات المحبين هي ما يحدد نهاية قصة حبهما، بالإضافة إلى ما يسميه البعض بالنصيب أو القدر، وما أسميه أنا "مشيئة الله".. وتذكر قوله تعالى {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}. أنت تقارن بين ما تفعله أنت، وما كان أخوك يفعله.. بين ما تفعله حبيبتك، وما كانت حبيبة أخيك تفعله.. وهذه هي مشكلتك الحقيقية التي يجب أن تواجهها، لا تقارن بين حبك وحب أخيك؛ لأن ما ينطبق على أخيك لا ينطبق بالضرورة عليك، وإن ما حدث مع أخيك لن يحدث بالتبعية معك؛ فأنت لست هو، وفتاتك ليست فتاته.. لا تتوقع الأسوأ حتى لا تجد الأسوأ؛ فأنت لا تعلم الغيب ولا تضمنه، لا تعلم ماذا تكسب غداً ولا بأي أرضٍ تموت، لا تعلم إن كانت حبيبتك ستتخلى عنك، أم أنك أنت الذي قد يتخلى عنها، أم أن قصتكما ستُكَلّل بالزواج إن شاء الله. لكنك تملك شيئاً في شدة الأهمية، وهو حرية الاختيار والإرادة.. لك أن تختار إما أن تظلّ سجيناً لتجربة أخيك المؤلمة حتى يقضي عليك الشك والريبة والخوف، أو أن تُلقي بها خلفك وتخوض تجربتك الخاصة بك، مُخلصاً النية متوكلاً على الله. وإرادتك هي التي ستُمكّنك من الخوض في كل تجارب حياتك -ليس العاطفية فقط بل والعملية أيضاً- بجرأة وشجاعة وثبات. أما بالنسبة لموضوع الضمانات.. فأية ضمانات تلك التي تريدها من حبيبتك للبقاء معك؟ اللهم إلا إذا كنت تبغي فعل شيء محرم؛ فهل تقبلها عليها؟ والأهم هو: هل ترضاها لنفسك؟ هل تقبل بقاءها معك لأي سبب آخر سوى حبها لك ورغبتها في الاستمرار معك؟ ألا تعلم أن الحب ليس سلعة تُباع وتُشترى ليكون معها ورقة ضمان؟ إن الحب كالنبتة الصغيرة التي تكبر وتجمل كلما راعيتها واهتممت بها، وتذبل وتموت إذا أهملتها أو اعتبرتها أمراً مُسلّماً به. ثِق في نفسك، وثق في حبك لينمو في جو طبيعي، يُعينه على مواجهة كل التحدّيات والصعاب؛ حينها ستَكُفّ عن افتعال الخلافات الصغيرة والكبيرة، كما ستكُفّ عن كل ما يُغضِب حبيبتك ويضرّك مثل العادة السرية. اتقِ الله في نفسك، اتقِ الله في حبيبتك، اتقِ الله في أفعالك، وتذكّر أنك إن تفاءلت خيراً ستجد خيراً إن شاء الله؛ فقد قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}.