تعتبر الدورة الشهرية الأولى هي بدء نزول الطمث (الحيض) عند الفتاة لأول مرة في حياتها، والتي تدلّ على دخولها مرحلة النضج الجنسي والجسدي، وتعتبر من الناحية الطبية والاجتماعية حدثا محوريا في بلوغ الفتاة؛ لأنه يشير إلى قدرتها على الإخصاب، ويمكن وصف نزول الدورة الشهرية عند الفتاة أيضا بأنه أحد المحاور الرئيسية في عملية البلوغ. ما هي الدورة الشهرية؟ الدورة الشهرية هي تغيرات تحدث في بطانة الرحم عند المرأة أثناء السنوات التي يمكن الانجاب فيها، وتؤدي إلى نزول الطمث (الحيض) أو تسمح بإتمام عملية تلقيح البويضة بالحيوان المنوي، ويحدث ذلك كل 28 يوما في الدورات المنتظمة. والدورة الشهرية تعتمد في حدوثها على مجموعة من الهرمونات؛ وهي: - هرمون البروجسترون. - الهرمون المنشط لحويصلات المبيضين (FSH). - الهرمون المسؤل عن خروج البويضات من الحويصلات المبيضية (LH). وهذه الهرمونات تحدث ُتغيرات في كل من المبيض والرحم، وهذه التغيرات تتمثل في نمو البويضة وخروجها من المبيض، وإحداث تغيرات في جدار الرحم الداخلي لاستقبال البويضة. ما هو الطمث (الحيض)؟ الحيض أو نزول الدورة الشهرية يبدأ ما بين سن التاسعة والسادسة عشر من العمر، ويتحكم في حدوثه بعض العوامل مثل الغذاء ووزن المرأة. وقد تظهر بعض التغيرات مثل نمو الثديين، وظهور شعر العانة وتحت الإبطين، وذلك قبل حدوث الطمث. كيف تحدث الدورة الشهرية: تبدأ غالبية الفتيات بالبلوغ بين (11 - 14) ولا تبدأ الدورة الشهرية عند الفتيات جميعهن في العمر ذاته، فهي قد تبدأ عند البعض في التاسعة، وتتأخر حتى السادسة عشرة عند البعض الآخر. وإذا ما بدأت الدورة الشهرية لدى فتاة قبل أو بعد أي فتاة أخرى، فإن ذلك لا يعني أنها طبيعية وهنّ غير طبيعيات أو العكس، بل إنه من الطبيعي جدا أن تكون كل فتاة مختلفة قليلا عن غيرها. وتتكون الدورة الشهرية من أربع مراحل وهي: المرحلة الاولى: تبدأ في اليوم الأول من نزول الدم إلى نهاية نزول دم الحيض، وفي أثنائها يتم افراز الهرمون المسئول عن إنتاج الحويصلات المحتوية على البويضات. المرحلة الثانية: تبدأ من نهاية نزول الدم إلى بداية الحيض إلى بداية مرحلة التبويض الجديدة، وفي هذه المرحلة يتمّ إفراز هرمون "إستروجين" الذي يساعد على تقوية جدار الرحم لاستقبال البويضات الجديدة الملقّحة، ثم يقلّ إفراز "إستروجين" ليبدأ إفراز الهرمون الذي يساعد على إخراج البويضة من الحويصلات الخاصة بها. المرحلة الثالثة: عملية التبويض غالبا ما تتم في اليوم الرابع عشر من بداية نزول دم الحيض، وتبدأ البويضة في الخروج إلى قناة فالوب، ثم إلى الرحم، وغالبا ما تبقى البويضة حية لمدة 24 - 48 ساعة. المرحلة الرابعة: في هذه المرحلة يتم إفراز هرمون "إستروجين" وكمية كبيرة من هرمون "بروجسترون"، اللذين يساعدان على زيادة كثافة الجدار الداخلي المبطن للرحم؛ لاستقبال البويضة الملقّحة. وتكرر الدورة الشهرية نفسها طوال فترة الإخصاب ما دام للمرأة قابلية للحمل، وتستمر هذه الدورة حتى تصل المرأة إلى نهاية الأربعينيات أو بداية الخمسينيات من عمرها، وهو ما يُعرف بسنّ انقطاع الدورة، وهي المرحلة التي تبدأ الدورة الشهرية في الانقطاع لمدة 12 شهرا متصلة.
قد يحدث أيضا اضطراب في الجهاز الهضمي أثناء الدورة الشهرية الدورة الشهرية ومشكلاتها: 1- ألم الدورة الشهرية بصفة عامة: قد يصاحب الدورة الشهرية بعض المشكلات ومنها الآلام التي تحدث مع الدورة الشهرية، والتي تأتي في صورة تقلّصات أسفل البطن وأسفل الظهر، تكون مصحوبة أحيانا بالشعور بالغثيان والقيء، ويحدث هذا الألم لساعات قليلة قبل بداية الدورة، وينتهي غالبا بنزول الدم. وقد وجد الأطباء أن الألم يحدث بسبب أنه حينما لا يتمّ تخصيب البويضة في الغشاء المبطّن لجدار الرحم؛ يتفكك ويتمزق، ويتم إفراز هرمون يسمى "بروستاجلانتين"، يساعد على انقباض عضلات الرحم، وطرد بقايا الغشاء المفكّك إلى الخارج. 2- التغيرات النفسية التي تحدث قبل الدورة الشهرية: يعاني نحو 40% من الإناث البالغات أعراض التوتر قبل الطمث، وتظهر هذه الأعراض خلال الأيام العشرة الأخيرة من الدورة الشهرية الطمثية، أي قبل نزول دم الطمث بعشرة أيام، وتختلف هذه الأعراض من خفيفة إلى أعراض شديدة، تؤثر على كفاءة المرأة وعلى تعاملها مع أقاربها وأصدقائها. ومن أهم أعراض التوتر قبل الطمث الشعور بالتوتر العصبي والاكتئاب والتعب والصداع، وإذا كانت المرأة تعاني الصداع النصفي، فإنها تعاني ازدياد أعراضه في هذا الوقت، مع الشعور بزيادة في حجم الثديين مع الألم بهما، كما تحدث زيادة مؤقتة في الوزن، وتورّم في الساقين والوجه وجفون العينين، وقد يحدث أيضا اضطراب في الجهاز الهضمي ينتج عنه الشعور بالغثيان والإمساك، وقد يحدث قيء أو إسهال. ولا يوجد سبب واضح لهذه الأعراض، ولكن قد يكون للعامل النفسي أثر كبير، مع ملاحظة حدوث اضطراب في إفراز هرمون الأنوثة، مثل زيادة إفراز هرمون "إستروجين" مع نقص في هرمون "بروجيستيرون"، أو زيادة في إفراز هرمون "برولاكتين" الذي ينشّط الثدي، وقد تكون الأعراض نتيجة إلى زيادة حساسية الجسم للهرمونات الأنثوية أو إلى نقص فيتامين ب6. وتُنصح الفتيات في هذه الفترة بمحاولة الانشغال بالرياضة، وقد يحتجن إلى بعض المهدئات أو أخذ بعض الأدوية المخصوصة لهذه الحالة، في فترة الأيام العشرة قبل نزول الحيض من كل شهر، وفي بعض الحالات ينصح بأخذ فيتامين ب6، أو بعض الهرمونات التي تساعد على تعادل الخلل المفترض بعد استشارة الطبيب المختصّ. 3- عسر الطمث التقلصي : عسر الطمث التقلصي وهو شكوى شائعة بين الفتيات، ومؤشر على حدوث التبويض، وعادة لا تصاحبه أمراض في الحوض. وتبدأ الشكوى منه عادة بعد انتظام التبويض؛ أي بعد سنتين إلى ثلاثة من بداية نزول الدورة. وتعاني الفتيات تقلصات متكررة في أسفل الحوض، ويبدأ الألم مع بداية نزول الدورة، ويستمر من 12- 24 ساعة، وقد تشعر الفتاة بامتداد الألم إلى الجزء الأمامي من الفخذين، وقد يصاحب هذه الأعراض غثيان أو قيئ أو إسهال، ولكن تختفي هذه الأعراض بعد الولادة أو الإجهاض، وتتحسن الحالة لمدة 6 أشهر بعد عملية توسيع عنق الرحم.
ويرجع سبب هذه الحالة إلى ضيق في عنق الرحم أو إلى نقص كمية الدم المغذية الواصلة إلى عضلة الرحم، مما يؤدي إلى انقباضها أو إلى زيادة الحساسية والألم، وإلى زيادة إفراز مادة "بروستاجلاندين" التي تسبّب تقلص عضلات الرحم وتؤدي إلى القيء أيضا. ويجب أن تطمئني إلى أن هذه الظاهرة ليست مرضية، وأنها تعني وجود التبويض، وننصحك بالخروج مع الأصدقاء، وممارسة الرياضة. وتستجيب بعض الحالات إلى الأدوية المضادة للتقلصات، كما يمكنك استخدام الأدوية المضادة للالتهابات قبل بدء الدورة بيوم أو يومين، أو عند الإحساس بالألم، والأبحاث تشير إلى أن العلاج الشهري بالإبر الصينية والضغط على مواضع الألم في الجسم من الممكن أن يقلل الآلام المبرحة للدورة الشهرية.. كما بإمكانك أن تضعي ماء ساخنا على المنطقة السفلى للبطن لتقليل الألم، وإذا لم يفد ذلك يجب أن تتحدثي مع طبيبك، حيث من الممكن أن يلجأ في بعض الحالات إلى استخدام حبوب منع الحمل لفترة معينة لمنع التبويض.
وفي الحلقة القادمة نعدكم بمزيد من الحلول لمشكلات تشغل الكثير من الفتيات فيما يخص الدورة الشهرية. فانتظرونا....