أولاً أنا باشكركم على مجهودكم الرائع معانا. ثانياً أنا مشكلتي إني متزوجة من شهرين، وزوجي لا يصلي؛ على الرغم من إنه في فترة الخطوبة كان يصلي -إلى حد ما- معظم الفروض. هو مش بيصلي، وأنا باصلي، وباحسّ إني متضايقة أوي منه عشان عدم صلاته، وأحياناً باحسّ إني مش طايقة أقعد جنبه. وبالرغم من عدم صلاته؛ لكنه بار جداً بأهله، وأنا حاولت كتير أقنعه بموضوع الصلاة، وأقول له: يا حبيبي صلي عشان ربنا يقف جنبنا ويرضى عننا. بيردّ ويقول لي: أنا هاصلّي لوحدي، مش كل شوية تقولي لي صلي؛ عشان ماحسش إني باصلّي عشان أرضيكِ.. وأنا بادعي له ربنا يهديه. وأوقات كنت أتوضأ وأقول له: يلا اتوضأ عشان نصلي جماعة مع بعض؛ فكان ساعات يوافق ويقوم يتوضأ ويصلي بيّ، وساعات يرفض ويقول لي صلي إنتِ، وأنا هاصلّي كمان شوية، وبعد كده مايصليش. أنا آخر مرة قلت له: أنا آخر مرة هاتكلم معاك في موضوع الصلاة، وبعدها هاسيبك براحتك؛ لحد ما تصلي لوحدك؛ لكن هييجي عليّ وقت، ومش هاقدر أستحمل عدم صلاتك.. وبالفعل أنا بقالي فترة مش باتكلّم معاه في موضوع الصلاة؛ بس أنا مش هاقدر أعيش مع راجل مش بيصلي، وهاروح أقعد في بيت أهلي. بالله عليكم أفيدوني أعمل إيه، وهل اللي أنا ناوية أعمله ده صح وممكن يخلّيه يفكّر في علاقته بربنا عشان مايهدّش البيت اللي إحنا تعبنا وشقينا على ما عملناه بفضل ربنا علينا؟ bossy صديقتنا.. قبل أن نُلقي بالتهم على الغير، دعينا نعترف بأن الخطأ من البداية كان خطأ اختيار؛ فزوجك لم يتبدّل فجأة من تقي وَرِع إلى كاره للصلاة عدوّ للمسجد؛ بل كان بالفعل كذلك قبل الزواج؛ فكان لا يحافظ على الفروض كلها؛ وإن كان يصلي معظمها، وتلك إشارة إلى التهاون في الصلاة قد تزيد حدّتها أو تقلّ.. وقبولك لهذه الحالة منذ البداية على أمل أن تُصلحيها هو قبول ضمني بوجودها وإمكانية التعايش معها؛ ومن ثم فلا حاجة في الوقت الحالي للوم النفس وهدم البيت لشيء كان معلوماً بالضرورة بالنسبة لك. صديقتي.. بداية لن نخوض كثيراً في رأي الدين في ذلك؛ لكن جمهور الفقهاء أجمع على أنه يجوز للزوجة الاستمرار مع الزوج الذي لا يصلّي إذا كان امتناعه بسبب كسل أو فتور لا عن جحود، وهي حالة زوجك الذي يعلم فرضية الصلاة ويؤمن بها؛ لكنه في الوقت نفسه يتكاسل عن أدائها.. وبالتالي فلا خوف عليك من الناحية الدينية من البقاء معه. نأتي الآن صديقتي إلى المشكلة الواقعة بالفعل، وهي عدم مواظبته على الصلاة ورغبتك في هدايته لذلك.. وإليك النصائح التالية: 1- عليك ألا تُلحّي عليه بوجوب الصلاة وألا تعيّريه بتركه لها؛ فإن هذا يترك أثراً سلبياً؛ بل ربما ولّد عناداً من قِبَله بتركها تماماً؛ فتكونين سبباً في ضياعه من حيث أردت إصلاحه. 2- في البداية عليك أن تحسّني علاقتك به كأفضل ما ينبغي، وأن تترنمي بحبه، وأن تعيشي معه أحلى اللحظات وأسعدها؛ بشرط أن يتخلل هذه اللحظات أداؤك لصلاتك، ثم تعودي إليه، ومع الوقت يترك هذا الأمر لديه الاستعداد لتقبّل الأمر. 3- قولي له بين فترة وأخرى إنك تحبينه بشدة وتريدين له الخير، كما تريدين أن تكوني زوجته وحبيبته دائماً في الدنيا وفي الآخرة؛ لكنك تخافين أن يفرّق الله بينكما في الآخرة؛ لأنه لا يحافظ على صلاته.. وداعبيه بعبارات رقيقة ودموع تصدق كلامك. 4- لا مانع أن يدخل ويجدك تستمعين لبرنامج ديني؛ فتُمْسِكي بيده ليجلس بجانبك، فتضعي رأسك على كتفه بحنان لتُكملي سماع البرنامج فتجذبيه بذلك لسماعه معك. 5- لا مانع من بعض النفور البسيط من وقت لآخر لأنك "زعلانة منه" لأنه لا يصلي؛ على أن تقطعي ذلك إذا ما وعدك بأنه سيفعل؛ فاطلبي منه أن يصلي الفرض الحاضر الآن كي تصالحيه.. وهكذا فالرجل أحياناً يكون طفلاً يحتاج لهذا الأسلوب. 6- فكّرا معاً في مستقبل أبنائكما ومدارسهم وأسمائهم، وخلال ذلك تقولين له بأنك تتمنين أن يكون أولادك من أهل الدين الذين يحافظون على الصلاة؛ لكن ذلك لن يكون متيسراً ما لم يكن قدوة حسنة. 7- وأخيراً.. يجب أن تُصَلّي أمامه معظم الأوقات؛ لعل في ذلك استثارة له.. مع ملاحظة أنه عندما يُبدي استجابة؛ عليك ألا تُعلّقي عليها بالسلب أو الإيجاب؛ بل دعيه وكأنك لا تعرفين أو تدركين ما يفعل؛ فذلك أحرى للاستمرار. وأبعدي عن ذهنك تماماً فكرة الانفصال؛ فهي فكرة غير عملية، ثم إنه كان اختيارك من البداية فتحمّلي وحاولي الإصلاح ما استطعت. وفّقك الله وإياه لما يحب ويرضى.