أنا شاب مصري متزوّج من إنجليزية تكبرني ب20 عاماً، وحصلت على الجنسية الإنجليزية من عامين ونصف، والآن بعد أن تزوجت من مصرية، أريد أن أُطلّق الأولى لكنها ترفض، وزوجتي المصرية حامل الآن. أريد أن أعيش معها ومع طفلي، وأرعى أسرتي وأربّي صغيري، وأقوم بالتزاماتي نحو أسرتي كزوج وأب، بس مش عارف.. أعمل إيه؟ أنا محتار.. (استشارة وصلت ل"بص وطل") مشهد أمام سفارة دولة أوروبية أمام البوابة الحديدية السوداء وقف أحمد وسعيد في انتظار تأشيرة سفر للفرار من الجحيم.. جحيم الوطن، وهناك سمعا بعض الشباب يتحدّث وكل منهم في يده ورقة.. عرفا أنها طلبات توثيق لعقود زواج مصريين من أجنبيات، ميّل أحمد على واحد منهم وسأله: - كابتن كابتن إيه الورقة دي؟ ردّ عليه وقال: - ده عقد جواز باوثقه من السفارة!! - اشمعنى السفارة إنت متجوّز أجنبية؟ - زبونة اصطدتها من فوج بيزور الأقصر عندنا. لم يفهم أحمد زبونة.. فوج.. الأقصر.. عندنا... ولمّا لمح الشاب عدم فهم أحمد ما يعنيه، أدرك إنه ما عندوش خلفية، فقال له بكل فكاكة: - الواحدة من دول بتيجي مصر تتفسح وعايزة تتبسط.. ومعاها قد كده؛ فتّح مخك شويّة.. ليه ما تغيرش حياتك وتتجوّزها في الحلال، هي صحيح عجوزة حبتين.. بس هتعيشك سلطان زمانك! لم يكد ينهي عبارته حتى توقّفت سيارة نزلت منها عجوز تمسك بيد شاب في العشرين تسحبه وراءها كخروف، وبعدها بدقائق وصلت سيدة في الستين بصحبة شاب تبدو عليه إمارات البؤس والشقاء بشكل لافت، وتكرر وصول العجائز المهكعة ووراها الخرفان المبهدلة. زي ما أنت شايف بنتكلّم هنا عن ظاهرة زواج الشباب المصري من المسنات الأجنبيات والتي أصبحت بتتوغل وتنتشر بصورة مفزعة، وخاصة في المدن السياحية؛ زي الأقصر وأسوان وشرم الشيخ والغردقة.. لدرجة أن 40% من زيجات الشباب في الأقصر مثلا بتكون من أجنبيات عجائز، ولا يخلو شارع في المدينة من عجوز أجنبية بصحبة شاب... العلاقة اللي ابتدت في حضن الآثار هتنتهي في المحكمة! كمان خد عندك.. كشفت أحدث الدراسات عن وجود أكثر من 17 ألف حالة زواج من أجنبيات وخاصة الأوروبيات، فضلاً عن العلاقات العابرة مع السائحات، ووصفت هذه الظاهرة -التي تتمثّل في زواج عجائز تتراوح أعمارهن بين الخمسين والسبعين عاما، بشبان مصريين تتراوح أعمارهم بين 20 و25 عاماً- بأنها "نمط من أنماط الاتّجار بالبشر" أو ممكن نقول نوع من الدعارة المقنعة؛ يعني يقنع نفسه إنه بيعمل حاجة في الحلال وما فيش مانع من شوية فلوس أو فيزا أو مشروع يخليه يقب على وش الدنيا.. يشتري له مركب سياحي.. يفتح سنتر تجاري وكله بالحلال.. بيقنع نفسه إنه بيحافظ على نفسه من الحرام ويصرف على أهله اللي ظروفهم وحشة، وبالمرة يشجع السياحة.. وده مش عشانه ده عشان مصر! مش شايف إنه الظاهرة دي تشبه كتيييير ظاهرة بيع القاصرات لأثرياء العرب في بعض القرى؛ البنت أول ما توصل 15 سنة بيجري الأب والأم عشان يبيعوها مقنعين نفسهم إنهم بيجوزوها، وبالمرة ينوبهم من الحب جانب مقابل تربيتها.. نفس المثل بس في المرأة.. الشاب بيتعلم كام لغة مش عشان يشتغل في شركة متعددة الجنسيات ده عشان يصطاد زبونة متعددة الدولارات.. لكن قبل ما ندخل في أسباب الموضوع ونتائجه عرضناه على الشباب عشان نعرف رأيهم؛ تعالوا معانا نشوف كان رأيهم إيه: - طيب لما يتجوّزوا من بره مين هيتجوز بناتنا.. بناتننا هتروح فين؟!! - أنا متزوّج من غربية ونصيحة من أخ لأخوه لا تتزوّج من غربية: "حذاء بنت عربية أشرف من واحدة غربية". - ده نوع من الاتجار بالبشر إزاي أقبل على نفسي أبيع رجولتي لواحدة ولو بكنوز الدنيا ده أنا كده أبقى لا مؤاخذة... لما الشباب يتجوّز من بره.. بناتنا هتروح فين؟!! في المقابل كانت هناك آراء تؤيّد هذا النوع من الزيجات: - دي حرية شخصية! - الدنيا بقت صعبة وظروف الشباب عايزة حلول غير تقليدية.. الموضوع صعب بس لو فكرنا بواقعية هنلاقي المضطر يركب الصعب.. - طب وفيها إيه شوف الواحد مننا عشان يتجوز بنت بلده هيتكلّف قد إيه؟ شقة وشبكة ومهر وعفش و... زي ما شفنا فيه المؤيد وفيه المعارض وكل واحد عنده أدلته وأسبابه.. لكن الجميع اتفق إنها فعلا ظاهرة.. الغريب في الموضوع إن بعض الأسر بقت بتشجّع النوع ده من الزواج في الصعيد كمان عشان الظروف الاقتصادية للأسر ومطالبة الأولاد بالزواج اللي أصبح شبه مستحيل بنظام زمااااان.. فأصبحت مثل هذه الزيجات الغريبة مستقرة تماماً في المناطق السياحية بصعيد مصر، وتنال كل الرضا من الأسرة وتتركز في فئات معينة من الشباب، زي سائقي الحنطور، والمراكبية في الأقصر وأسوان، والعاملين برفقة السياح في الغردقة وشرم الشيخ. كلهم شباب صغير في السن بيجري ورا فرصة تنقذه من مجهول بيستناه؛ لكنه في الحقيقة كمن يستجير من الرمضاء بالنار. كان ده بالنسبة لهم حل سهل شبه مضمون للقفزة والعبور إلى المستقبل!!! إيه يا عم واخد بعضك ورايح تدور لك على واحدة من دول.. بالراحة بس شوية الدنيا مش وردي أوي كده.. الزواج ده له مشكلات كتيرة جدا بتترتب عليه.. اختلاف تربية ودين وتقاليد وعادات كل من الزوجين غالبا بيؤدي إلى الاصطدام والنزاع واللجوء لساحات المحاكم الواحدة من دول عارفة إنه بيتنصب عليها بس بمزاجها، لكن الأمّور لما يسوق فيها وطلباته تزيد عن الحد، ويصرف على نفسه وكمان أهله، ولو فكر يتجوّز بفلوسها.. طبعا مش هتسكت وتبهدله، والسفارة مش هترحمه وتورّيه الويل.. يعني العلاقة اللي ابتدت في حضن الآثار بتنتهي في المحكمة. صحيح عجوزة حبتين.. بس هتعيّشك سلطان زمانك! وكمان.. البنات ضحية أساسية للمشكلة؛ لأن النوع ده من الجواز هيكون أحد أسباب تأخّر سن الزواج وارتفاع نسبة العنوسة، نعمل إيه في كل البنات دي؟ الحكاية زي ما أنتم كلكم عارفين.. مش كفاية الشقة والشبكة والمهر والعفش والمقدّم والمؤخر وووو... تقبل تكون "...".. براحتك يا عم؟! ودي مشكلة هتواجه الشاب ده نفسه.. إنه هيبقى بيبيع نفسه للي بيدفع الثمن... زي ما فتيات الليل بيبيعوا نفسهم لطالبي المتعة، فيه صنف من الرجال يفعل ذلك أيضا، وهو رجل يُستأجر لقضاء لحظات من المتعة مع امرأة مقابل المال؛ وهو بالمناسبة شيء مباح في الغرب، مش شايف إن اللي بيحصل في المدن السياحية أشبه بكده ويبقى فعلا عملية دعارة مقنّعة؟ الخروج من المأزق قبل ما نغرق يرى الدكتور "محفوظ عزام" -أستاذ الشريعة- أن الحد من ظاهرة الزواج من أجنبيات أمر ضروري، وذلك من خلال عدم المغالات في المهور، وتكاليف الزواج، وعلينا أن نشجع إقامة حفلات الزواج الجماعية، وتكثيف جهود رجال الإعلام لتوجيه العامة إلى عدم المغالات في المهور، وتحقيق الولاء للوطن، وهذا يتحقق من خلال المقررات الدراسية والمؤسسات الاجتماعية. يا ترى نستحمل ظروفنا ولا نبيع.. قبل ما زهرة شبابنا تضيع؟!! ولمّا الشباب يتجوّز عواجيز بره.. بناتنا يروحوا فين؟!! يا فرعون يا إيجيبشان يا جامد.. هتقبل تعيش بفلوس عجوزة من الأجانب؟