أنا متجوزة من 10 سنين، وعندي ولد وبنت، عندي 28 سنة، وحصل طلاق مرتين لعدم الوفاق بيني وبينه؛ بس رجعت تاني؛ يعني دي المرة الأخيرة. هو إنسان كويس جداً معايا، مش بخيل ولا قليل الأدب، وكويس مع أولاده؛ بس برضه من عيوبه إنه مش فاهمني عشان أكبر مني ب13 سنة، ومش بحب أعاشره؛ لأني مش حاسة بيه، وطبعاً دي مش مشكلتي؛ لأنه ماكانش اختياري؛ كانت فيه ظروف غصب عني هي اللي أجبرتني على الزواج منه. المهم أنا دلوقتي في ورطة كبيرة، أنا قابلت الحب الحقيقي في حياتي، حبيت بجد وباموت فيه، ومش قادرة أبعد عنه وعلاقتي بيه تليفونات، وساعات باشوفه؛ بس اتعلقنا ببعض أوي، وعايز يرتبط بيّ، وماعندهوش مانع إنه يربي أولادي؛ لأنه بيحبهم جداً. هو بيتعذب أوي، وأنا باموت من غيره، مش عارفة أعمل إيه، أنا بجد مش هاقدر أعيش غير بيه.. حد يفيدني، أنا متدمرة وبموت ومش هينفع أسيبه. gogo بعد قراءتي لرسالتك أكثر من مرة وتفكيري المتواصل فيها سارعت بالردّ عليك برغم كثرة المؤجلات لديّ؛ فقد شعرت بأنك تقفين على حافة جبل بالغ الارتفاع، وتبقّى لك خطوة صغيرة جداً كي تقعي من أعلاه، وأنت تتجاهلين ذلك، وتغمضين عينيك بكامل إرادتك لكي تحلّقي في الأحلام. وأصارحك بتصديقي التامّ لشعورك بالدمار وبالموت، وبأنك لن تستطيعي الابتعاد عما أطلقت عليه الحب الحقيقي. فقد قمت بتغذية الشعور بالحرمان العاطفي بداخلك منذ عشر سنوات، وكنت بداخلك تبحثين عمن يُشبع لك هذا الحرمان، ولمَحَهُ هذا الرجل؛ فسارع باستغلالك. وأقسم لك بأن العابثين والعابثات -من الجنسين- يعرفون تعطّش الزوجة أو الزوج للاهتمام العاطفي؛ فيمنحونه للسيطرة عليهم. وأكاد أسمعك تصرخين: ولكن هذا لا يمكن أن ينطبق على من أحببت؛ فهو رائع وحنون وسيعوّضني عن كل ما فاتني في حياتي. وأردّ عليك بكل الودّ والاحترام: كيف ستردّين عليّ لو أخبرتُك أنني كنت أعاني من مشكلة ما، ثم رزقني الرحمن برحلة جميلة في أفضل فنادق شرم الشيخ، وحظيتُ بمعاملة كريمة ورفاهية؛ ولكنني ظللت طوال الوقت أردّد لنفسي "ولكني لم أختر هذا الفندق، إنني تعيسة للغاية".. وقمت بالبطر على شرم الشيخ، وذهبت لمنطقة في العشوائيات -مع كامل احترامي بالطبع لمن يضطرون للإقامة فيها وأدعو لهم بحياة أفضل- وأنا أتوهم أنني سأجد فيها المزيدمن الرفاهية والحياة الكريمة؛ فإذا بي أجد العذاب الحقيقي، وعندما حاولت الرجوع لشرم الشيخ، إذا بي أجد الأبواب قد أُغلقت في وجهي؟ فهل ستنظرين إليّ كضحيّة أم أنني قد جنيت على نفسي وظلمتها؟ لقد كانت لديك ظروف ما دفعتك للزواج من زوجك، وترفّق بك الرحمن ورزقك زوجاً كريماً مهذباً يحنو على أولاده، وهو ما تحسدك عليه ملايين الزوجات في كل الكون. وكان الأحرى بك أن تفرحي بهذه النعم، وبنعمة الإنجاب، وبنعمة إخلاص زوجك لك، وقبوله عودتك إليه بعد مرتين من الطلاق لعدم التوافق بينكما، كما أشرت. ولقد توقفت طويلاً عند قولك أن زوجك لا يفهمك لأنه أكبر منك ب13 عاماً.. وأقسم لك أن هذا الفارق ليس كبيراً بأي حال من الأحوال، وليس هو العائق الحقيقي لتفاهمكما؛ بل قررتِ أنت عدم منح زوجك حبك، وتعاملت معه على أنه مجرد منقذ لك من الظروف التي دفعتك للزواج منه، وعندما ارتحت من هذه الظروف بدأت في التفتيش عن عيوب زوجك، وتناسيت أننا جميعاً بشر ولسنا ملائكة، وكلنا لدينا عيوب.. ومن الذكاء الفرح بمزايا زوجك لتتمكني من التعامل بذكاء مع عيوبه التي لم تذكري منها سوى أنه لا يفهمك. واسمحي لي -بكل الاحترام- أن أسألك: وهل تفهمين زوجك؟ وهل تقدّرين إحساسه بالألم لعدم تجاوبك معه في اللقاء الزوجي؟ وهل تشعرين بإحباطه لتمرّدك الدائم عليه رغم كرمه وحسن معاملته لك ولطفليك؟ وهل احترمت إخلاصه وعدم تفكيره في خيانتك؛ سواء بالبحث عن غيرك لإقامه علاقة -كما فعلت أنت- أو بالزواج من أخرى تمنحه ما يستحقّ من الحب والتجاوب العاطفي والحسي؟ أم أنك تتعاملين معه من منطلق: يجب أن تعطيني كل ما أريده وليس لك أي حقوق لدي؟ والمؤكد نفسياً أننا عندما نقول إن الآخرين لا يفهموننا؛ فإن المشكلة تكمن لدينا وليست لديهم؛ فنحن الذين لا نستطيع توضيح أنفسنا للآخرين، أو ربما نتوقع منهم توقّعات غير واقيعة؛ فقد قمتُ بسجن نفسك في سجن بشع من الإحساس بالاضطرار للعيش مع زوجك بسبب ظروفك التي دفعتك للزواج منه، وقمت يومياً بالتفكير بأنك كنت ستكونين أسعد لو لم تكن هذه الظروف موجودة؛ حيث كنت ستختارين زوجاً أفضل يُغدق عليك الحب.. وتناسيت أن موافقتك على الخطبة لزوجك هي اختيار، وارتداؤك لثوب الخطبة وثوب الزفاف ثم انتقالك لبيت الزوجية وموافقتك على اللقاء الزوجي والإنجاب؛ بل والعودة إلى زوجك بعد الطلاق مرتين؛ كل ذلك يُعَدّ نوعاً من الاختيار؛ ولكنك تظلمين نفسك بالاستسلام لوساوس إبليس اللعين، الذي يحرّضك على خيانة نفسك قبل أن تخوني زوجك وطفليك بهذه العلاقة. وقد صدقت عندما ذكرت أنك تتعلقين بهذا ال(....)؛ فالتعلّق علاقة مريضة؛ بينما الحب ارتباط صحيح ولا يتمّ أبداً في الخفاء، وهذا ال(....) يتلاعب بك، ويقبل لك ما يرفضه لأخته، وهو لايحترمك أبداً، ولن ينفّذ وعوده بالزواج، وهذا ما عايشته في حالات مماثلة، دفعت فيها الزوجة الثمن الفادح بعد الخيانة؛ إذ تخلى عنها شريكها في الخيانة بعد الطلاق، وبرّر ابتعاده بأن أهله لا يوافقون على الزواج بمطلقة، وحاولت العودة لمطلّقها؛ فرفض بعد افتضاح أمرها، ودفعت الثمن الغالي وتحملت الإهانات البالغة من أسرتها. وفي الحالات الشديدة النادرة، يحدث زواج شريك الخيانة من المتزوجة التي قبلت بالعلاقة أثناء زواجها، ثم سارع بمعايرتها عند أول خلاف بعد الزواج، وكما قالت لي إحدى الزوجات: لقد كرهت نفسي لأنني عرفته وتركت زوجي من أجله؛ ولكن ليس أمامي إلا تجرّع سم قبول إهاناته أو تحمّل دفع فاتورة الطلاق للمرة الثانية وشماتة الكثيرين بي. ولا تخدعي نفسك بأنه مختلف؛ فلا يوجد رجل محترم يمكن أن يتناسى إقامة زوجة علاقة به وهي متزوجة حتى إذا تزوّجها.. وضعي عشرات علامات التعجب بعد "إذا تزوجها"، والكثير من الشكوك، ثم تذكّري: إذا تزوجها فلن يمنحها أية ثقة، وسيتعامل معها على أنها مستعدة لخيانتة مع غيره كما خانت زوجها معه. ثم كيف تثقين -إذا تزوجك- أنه سيكتفي بك ولن يخدعك مع غيرك كما خدع زوجك؟ وكيف ستأمنين على ابنتك معه؟ فمن يتجرأ على حرمات الله ويقيم علاقة مع زوجة غيره هل من الذكاء أن تأمنيه على ابنتك؟ يا سيدتي العزيزة، الحب الحقيقي ليس كلاماً معسولاً في الخفاء كالحلوى المسرطنة ذات الغلاف الجميل وبداخلها السرطان الذي يتسلل داخل الجسد ليدمره تدريجياً.. حماك ربي من كل الأذى ونصرك على شياطين الإنسان والجن وعلى النفس المهلكة أيضاً. صدقيني أنت لا تحبين هذا ال(....)؛ ولكنك تحبين الحالة التي تعيشينها معه، لأنك كنت تبحثين عنها وتتوهمين أنها ستمنحك المتعة الكالمة دون أي منغصات، وهي أوهام لا بد من مراجعة نفسك في تصديقها قبل دفع الثمن الفادح. وتذكّري أن هذا ال(....) يخدعك، وليس حقيقياً أنه يريد تربية أولادك؛ فهو يقوم بابتزازك عاطفياً بهذا الكلام؛ فلو كان يحبهم لما سمح لنفسه بخداعك أبداً، وهو يعلم جيداً أن الشرع والقانون يعطي لزوجك الحق في حضانة طفليك إذا تزوّجت من غيره. ولن أطالبك أبداً بالاستمرار في زواجك من أجل طفليك، ولم أوجّه هذه النصيحة لأحد أبداً؛ لأن من حقك على نفسك الاقتناع بمزايا زوجك النادرة فعلاً، وأن تقرّري أن تحبيه بسببها وتتوقفي عن اعتبار أن زواجك منه قد انتهت صلاحيته، لزوال الظروف التي أدت لموافقتك عليه، وأن تتزوجيه مجدداً لمزاياه الرائعة، وأن تتجاوبي معه عاطفياً وحسياً، وتذكّري أن من كان في نعمة ولم يشكر أزالها الله عنه، وأن زوجك لن يصبر عليك كثيراً، ولن يتحمل جفاءك العاطفي طوال العمر، وقد يفاجئك بتطليقك للمرة الثالثة والأخيرة أو بزواجه من أخرى. وقد تفاجئين بافتضاح أمرك وعلاقتك بهذا ال(....)، وعندئذ سيطلّقك زوجك وصدقيني سيتخلى عنك شريكك المزعوم، كما يحدث دائماً. أو يستغلّك عاطفياً وجسدياً لبعض الوقت، وعندما يضيق بمطالبتك له بالزواج يختفي من حياتك، ويقوم بتغيير هاتفه المحمول وبريده الإلكتروني أو يتوقف عن الردّ عليك، كما حدث في الحالات التي عايشتها بنفسي. لذا أمامك خياران لا ثالث لهما، وأنت وحدك صاحبة الحق في الاختيار؛ لأنها حياتك وحدك، وستسعدين إذا أحسنت الاختيار في الدنيا والآخرة والعكس صحيح أيضاً. الأول: الاستمرار في هذا الارتباط، ودفع الثمن الباهظ ولا تلومي أحداً غير نفسك وتجاهل أنك تستطيعين تركه إذا تعاملت معه على أنه عدوّ وكابوس، وليس حبيباً وفتى أحلامك، وسيقودك للهلاك، وليس ملاكاً. والثاني: طرده نهائياً من حياتك وتغيير هاتفك المحمول وبريدك الإلكتروني والتوقّف عن الإحساس بالحرمان؛ لأنه ليس حقيقياً والاستمتاع بأنوثتك مع زوجك دون أي شروط مسبقة، والتوقّف عن التعامل معه على أنه فقط المموّل المادي لاحتياجاتك أنت وطفليك. والمسارعة بالاغتسال بنيّة التوبة، وصلاة ركعتي التوبة، وتكرار ذلك، والاستشعار بأنك قد أخطأت في حق نفسك بهذه الخيانة، وأرجو ألا تقولي أنها لم تتعدّ المكالمات والمقابلات؛ فقد حذّرنا الرحمن من مقدمات الزنا، وقد خطوت إليها مع الأسف الشديد. وأنت حتى الآن محظوظة؛ فالرحمن قد سترك، ومنَحَك الفرصة للتوبة ولإصلاح خطئك؛ فلا تتجاهلي ذلك؛ فالخالق يُمهل ولا يهمل، ولا تندفعي للمزيد من الجرأة على الخالق عز وجل؛ فتختبئين من الناس لتتحدثي مع هذا الحبيب المزعوم أو تقابليه؛ فأنت بالفعل -كما ذكرت- في ورطة كبيرة، وعليك حسم أمرك إما بتغيير رأيك ونظرتك في زوجك، أو حسم أمرك والحصول على الطلاق الأخير منه والمقامرة بحياتك وتقبّل التخلي عن طفليك، مع تذكّر أنه لا يحقّ لك مقابلة هذا ال(....) أو الخطبة له؛ إلا بعد انتهاء فترة العدة؛ هذا إذا تأكدت من جديته ومن استعداده الحقيقي للزواج، وهو ما أثق أنك إذا فكّرت بعقلك ستكتشفين أنه مجرد ذئب يبحث عن فريسة سهلة؛ فلا تكوني كذلك أبداً. وأتمنى قراءة الرد كثيراً لإغلاق أبواب الخسارة والفضائح الفادحة في الدين والدنيا.