في مقابلته المثيرة مع برنامج "كش ملك" الذي تمت إذاعته على قناة "الحياة" يوم السبت الماضي، فاجأ الفنان سعد الصغير جمهوره بالعديد من التصريحات الساخنة والصادمة. فبعد أن أكّد "الصغير" ندمه على العمل بالكباريهات، قال مدافعا عن نفسه إنه لم يكن الوحيد بين الفنانين الذي فعل هذا، وهو يمتلك بالفعل العديد من السيديهات لمعظم المطربين والنجوم الموجودين على الساحة الآن، وهم يُغنّون في شارع الهرم مع الراقصات وأمام المخمورين، وفي خُطوة غير محسوبة، ذكر منهم: "الهضبة"، و"نجم الجيل"، و"الأسطورة"، بألقابهم دون أن يَذكر أسماءهم. وقال "الصغير" إنه مستعد لإخراج هذه السيديهات في أي وقت، لو فكّر أحدٌ من هؤلاء النجوم أن يُكذِّب كلامه، أو يدّعي شيئا غير الحقيقة، وإن كان لا ينوي ذلك في الوقت الحالي، حتى لا يكون مثل المجهول الذي نَشَر السي دي الخاص به، وهو يرقص مع إحدى الراقصات، وأوصل الأمر إلى القضاء. إلى هنا وانتهى الخبر.. لكن مع نهايته نبدأ عدة ملاحظات عامة على الوسط الغنائي: 1- معظم المطربين الكبار لم يُدركوا يوما ذلك النجاح الكبير، والمستقبل الباهر الذي ينتظرهم؛ لذا تعاملوا مع الماضي عندما كان حاضراً، وكأنه حاضر أليم مليء بالظروف الصعبة، لذا انحصر كل تفكيرهم في كيفية محاربة فقرهم وحاجتهم وظروفهم الصعبة بالغناء في الكباريهات؛ لجني المال من "عَرَق" الراقصات و"نقطة" السفهاء المبذّرين، دون أن يحسبوا ما سيُسفر عنه الغد من تغيير في مشوارهم الفني، ومستقبلهم الغنائي . 2- إذا كان هناك إحساس يراودهم بأنهم سيبلغون أمانيهم وأحلامهم في المستقبل، فقد ظنّوا -وفي هذه الحالة أعتبر الظن إثماً- أن ماضيهم الغنائي في علب الليل مع الراقصات والمخمورين سيتلاشى، ولن يعلم عنه أحد، دون أن يُدركوا أن لهذا العصر لعنة جديدة اسمها "لعنة السيديهات" التي تظلّ تلازم صاحبها إلى قبره دون أن يملك جمع وحرق كل هذه السيديهات التي تدينه، وتُظهِر ماضيه الحقيقي، وليس الذي يدّعيه في المقابلات الصحفية واللقاءات التليفزيونية. 3- أصبحت السيديهات سلاحاً فعّالاً لا تملك أمريكا ولا الأممالمتحدة وحلف الناتو إيقافه، رغم فتكه الشديد الذي يهدم الصورة الملائكية للنجم الكبير في نفوس جمهوره، لذا يبحث الخصوم والمنافسون عن هذا السلاح باستمرار، إما لتسريبه و"تجريس" النجم، أو تخزينه والاحتفاظ به لوقت "عوزة"، أو التلميح به في اللقاءات الإعلامية حتى "يحسس" كل مجروح على البطحة التي ما زال أثرها على رأسه، فيكفّ عن المشاكسة أو الهجوم على من يهدده بالماضي المخزن على الأقراص المدمجة، طبقاً للمثل الشعبي: "لا تعايرني ولا أعايرك.. ده الهم طايلني وطايلك". 4- إن عددا من النجوم لم ينتبه إلى الحديث النبوي القائل: "اطلبوا الحوائج بعزّ الأنفس، فإن الأمور تجري بالمقادير"؛ أي أنك لن تنال إلا ما قسمه الله لك؛ سواء تنازلت وبدأت مشوارك بالغناء في الكباريهات، أو احترمت ذاتك وفنّك ولم تقترف أي تجاوز في سبيل الوصول لغايتك . 5- الوسط الغنائي شأنه شأن أي وسط ومجال؛ قد يفعل فيه الصغار أي وكل شيء في سبيل تحقيق الحلم، دون أن يحسبوا حساباً لليوم الذي سيكبرون فيه. فإذا كان "الصغير" يملك سيديهات يُهدّد بها "الكبار"؛ فيلحافظ كل منا على حاضره وواقعه، وينتبه لكل قول أو فعل قد يُصوّره أحدهم بالموبايل، أو يرفعه على فيس بوك، أو يحرقه على CD، لعله يصبح يوماً ما شخصاً مشهوراً، أو مسئولاً مهماً؛ فيندم على أفعاله التي فعلها حين كان صغيراً، أو يضطر أن يطلب من جمهوره السماح باعتباره كان "عيل وغلط".