أصدرت دار "الشروق" ثلاثة كتب للشيخ يوسف القرضاوي، تدور حول "المواطنة" و"الوسطية" و"فقه المعاملات". الكتاب الأول بعنوان "القواعد الحاكمة لفقه المعاملات"، ويقع في 163 صفحة، نقرأ من مقدمته "هناك عدَّة قواعد مهمَّة قرَّرها علماؤنا؛ لتكون حاكمة لمعاملات الناس، وينبغي للذين يتعرَّضون للفتوى في معاملات المسلمين المعاصرة، أن يضعوها نُصب أعينهم؛ لتعينهم على تبيُّن الحكم الشرعي الصحيح، الذي يقوم على حسن الاستنباط من النصِّ، وحسن تنزيله على الواقع المعاش. وقد لا يوجد نصٌّ جزئي؛ فيلجأ الفقيه إلى القواعد، فيأخذ منها الحكم، وهو مسلك أصولي معروف عند فقهاء الأمة؛ بل هو محتاج إلى القاعدة الكلية مع وجود النصِّ الجزئي، كما أنه في حاجة إلى الرجوع للمقاصد. فلا يستغني ذو اجتهاد، كلِّي أو جزئي، ترجيحي أو إبداعي، عن الرجوع إلى منارات ثلاث: 1 النص الجزئي الثابت من القرآن أو السُّنة. 2 المقاصد الكليَّة المرعية من وراء النصِّ. 3 القواعد الكلية العامَّة، المُستخرجة من استقراء الأحكام ورعاية المقاصد. وفيها يجري حديثنا في هذا البحث". والكتاب الثاني بعنوان "الوطن والمواطنة في ضوء الأصول العقدية والمقاصد الشريعية"، ويقع في 86 صفحة، نقرأ من المقدمة "طلبَت إليَّ الأمانة العامة للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، أن أكتب بحثًا حول الوطن والمواطنة، وما يتعلَّق بهما من أحكام شرعية، في إطار عَقَدي ومقاصدي؛ لتفتتح به الندوة الفكرية الفقهية، التي تعقدها الأمانة حول موضوع المواطنة والاندماج بالنسبة للأقليات المسلمة في أوروبا وغيرها؛ نظرًا لما يثور حول هذه القضية الحسَّاسة من الْتباسات، وما يثار من تساؤلات، وما تتعارض به الإجابات، لتعارُض الاجتهادات، واختلاف الدلالات. وقد استعنتُ بالله تعالى، وكتبتُ هذه الصحائف، مستهديًا بكتاب الله، وبسنَّة رسول الله، ومغترفًا من بحر تراثنا الزاخر، الفقهي والأصولي والحديثي والتفسيري، ومتأمِّلًا في الواقع وما يمور به من تيارات فكرية، وأحداث واقعية، ومواقف سياسية، واضطرابات بشرية.. رابطًا الفروع بأصولها، والظواهر بمقاصدها؛ جامعًا بين فقه النصِّ وفقه الواقع؛ مبتهلًا إلى الله تعالى أن يرزقنا نورًا نمشي به في الظلمات، وفُرقانًا نميِّز به بين المتشابهات. وقد رأيتُ أن أجعل هذه الدراسة في تمهيد حول الوطن والمواطنة، ثم في فصل أول عن مواطنة المسلم وغير المسلم في المجتمع المسلم، ثم في فصل ثانٍ وأخير عن مواطنة المسلم في غير المجتمع المسلم". أما الكتاب الثالث بعنوان "فقه الوسطية الإسلامية والتجديد.. معالم ومنارات"، ويقع في 245 صفحة، ونقرأ من مقدمته "لقد أكرمني الله تعالى بتبنِّي تيار الوسطية، ومنهج الوسطية من قديم، ولم يكن ذلك اعتباطًا، ولا تقليدًا لأحد، أو اتباعًا لهوى؛ ولكن لِمَا قام عندي من الدلائل الناصعة، والبراهين القاطعة، على أنَّ هذا المنهج هو الذي يُعبِّر عن حقيقة الإسلام. لا أعني إسلام بلد من البلدان، ولا فرقة من الفرق، ولا مذهب من المذاهب، ولا جماعة من الجماعات، ولا عصر من العصور؛ بل عَنَيْتُ به "الإسلام الأول" قبل أن تشوبه الشوائب، وتلحق به الزوائد والمبتدعات، وتُكدِّر صفاءه الخلافات المُفرِّقة للأمة، ويُصيبه رَذاذٌ من نِحَل الأُمم التي دخلت فيه، والتصقت به أفكار دخيلة عليه، وثقافات غريبة عنه. وقبل أن تُصنَّف أمّته إلى فرق وجماعات شتى، تنتسب إلى زيد أو عمرو من الناس؛ فحسبنا أنها تنتمي إلى القرآن الحكيم، وإلى الرسول الكريم". والشيخ يوسف القرضاوي هو رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، وله أكثر من 120 كتاباً.