في مفاجأة سياسية من العيار الثقيل، طرحت دار الشروق كتاب "عبد المنعم أبو الفتوح شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر 1970-1984"، الذي يتناول ذكريات الدكتور "عبد المنعم أبو الفتوح" عن الحركات الإسلامية في مصر. و"أبو الفتوح" هو عضو سابق بمكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، ومعروف بمواجهته للرئيس الراحل محمد أنور السادات؛ حينما كان الأول رئيساً لاتحاد الطلبة، في الواقعة الشهيرة التي نذكرها جميعاً، عندما غضب الزعيم الراحل، مطالباً "الولد" -كما أسماه- بالتزام الأدب؛ لأنه يتحدث إلى كبير العائلة. و"أبو الفتوح" من مواليد عام 1951، تخرّج في كلية الطب بجامعة القاهرة، قبل أن يصبح من القيادات الطلابية البارزة في سبعينيات القرن المنصرم؛ حيث نسّق مع آخرين؛ منهم "عصام العريان" و"إبراهيم الزعفراني"؛ لدخول أعضاء الجماعات الإسلامية الهيكل التنظيمي لجماعة الإخوان المسلمين؛ حتى أصبح الآن أحد أكبر القادة في الجماعة، وشغل منصب "عضو" بمكتب الإرشاد في جماعة الإخوان المسلمين، ما بين عامي 1987 و2009، بالإضافة إلى كونه الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب. وكانت دار الشروق قد بدأت منذ سنوات في تسجيل شهادات عدد من أبرز الشخصيات على الساحة السياسية؛ تمهيداً لنشرها، وتمّ اختيار هذه الشخصيات دون النظر لأي انتماء سياسي أو ديني؛ فالأمر في مجمله تسجيل مذكرات سياسية من أجل ذاكرة الوطن، ولعل أبرز المذكرات المقرر طرحها في الفترة المقبلة عن الدار، هي مذكرات وزير الخارجية الأسبق "أحمد ماهر". وبالعودة إلى مذكرات "أبو الفتوح"، يقع الكتاب في 142 صفحة، ونقرأ من المقدمة التي كتبها المستشار "طارق البشري": "الشخص والفكرة واللحظة التاريخية، هي ثلاثة عناصر تجعل من شهادة عبد المنعم أبو الفتوح على تأسيس الجماعات الإسلامية في سبعينيات القرن الماضي، واحدة من أهم الشهادات على مصر المعاصرة. فلأنه عبد المنعم أبو الفتوح أبرز القيادات الطلابية الإسلامية في جيله، ولأنها حركة تأسيس الجماعات الإسلامية في الجامعات، التي تمثّل واحدة من أهم مراحل العمل الإسلامي الحركي في تاريخ مصر، ولأنه جيل السبعينيات، أقوى أجيال الحركة الطلابية المصرية وأكثرها حيوية وما زالت -إلى اليوم- تضخّ الدماء في حياتنا السياسية التي تنازع الحياة؛ لأجل هذا كله تبدو هذه الشهادة مفتاحًا مهمًّا لفهم مرحلة مهمة في تاريخ مصر ما زلنا نعيشها أو نعيش بعض آثارها، وما تركته فينا من تغيّرات؛ بعضها يبدو جذريًّا لم يعد ممكنًا تجاوزه؛ وأعني بها ظاهرة "الصحوة" الإسلامية التي تركت بصماتها على وجه مصر". استمع لمناظرة "أبو الفتوح" مع الرئيس السادات إضغط لمشاهدة الفيديو: