أنا عندي مشكلة، ومش عارف أعمل إيه عشان أخلص من الشعور ده.. أنا حالياً كاتب كتابي وفاضل لي بإذن الله شهر ونص على الزواج، وكنت خاطب عن طريق الحب؛ بس حب من غير معرفة.. بنت شدتني وفضلت أختبر في نفسي لحد ما اتأكدت إنها البنت اللي أنا عايزها واتقدمت لها، وطبعاً هي ما كانتش تعرفني؛ بس أخدت عليّ بسرعة واتعلقت بيّ وحبتني فعلاً. هي بتحب الوحدة، والسكوت من طبعها، ودي كانت حاجة عاملة لي مشكلة كبيرة؛ لأني كنت باشتاق للكلام المتبادل والغزل في الحب، والكلام ده حاجة بتديني قوة، وبتحسسني بقيمة الحب. وبعد سنة و5 شهور من كتب الكتاب الحياة اتغيرت للأحسن شوية؛ بس بقالي شهر وأنا حاسس بتغيير كبير في مشاعرها؛ زعل كتير وتوتّر وكآبة، وده بقى مخليني خايف من بكره، وخايف أحسن السكوت ده يبقى طبع، ودي حاجة قاتلة. بقيت كل يوم متضايق وباستغرب لطريقتها؛ برغم إني عارف إنها بتموت فيّ وإن أنا الوحيد اللي باقدر أتعامل معاها. وهي ما لهاش غير صاحبة واحدة قريبة منها، واتجوزت من سنة، وعلاقتهم ببعض قلّت جداً؛ يعني بقت منطوية على نفسها أكتر.. مع إنها حبوبة وبتعرف تكسب الناس؛ بس ما اعرفش ليه التغيير المفاجئ ده؛ لدرجة إني فكّرت إني أسيب لها حرية الاختيار نكمّل أو نسيب بعض. agmal2aset7oob
مشكلتك مهمة جداً.. والغريب إنها وصلتني في نفس الوقت مع فضفضة تانية من بنت بتتكلم بلسان حال خطيبتك، بتقول فيها "أنا باتكسف جداً أو -بمعنى أصحّ- مش لَبِقة، ولا باتكلم كتير، وخطيبي مش بيحب كده؛ يعني أنا بحب خطيبي جداً؛ بس باتكسف أقول له "حبيبي" أو "بحبك" أو "وحشتني".. كل ما ييجي يكلّمني في التليفون أفضل قاعدة ساكتة مش باتكلم، ولو اتكلمت أبقى باردّ على كلامه.. نفسي لما يكون زعلان أرضيه، ولما يكون مخنوق أهوّن عليه، نفسي أسعده أوي.. يا ريت تردوا عليّ بسرعة؛ لأني حاسة إنه هيضيع مني". في البداية أحب أن أقول لك إن معظم البنات بيحبوا الرومانسية والكلام الحلو؛ بس المشكلة في الارتباط التقليدي دايماً -وخصوصاً لما بيحصل بسرعة وبدون معرفة مسبقة- إن البنت بتكون خايفة جداً، البنت بتتربى على فكرة "العيب"؛ خصوصاً في الحاجات المتعلقة بالحب أو التعبير عنه، ولأن فيه بنات كتير مش كويسين، ولأن ناس كتير بتاخد بالمظاهر، بتخاف البنت تتعامل بفطرتها اللي فطرها ربنا عليها من الميل والرومانسية والحنان، بتخاف حبيبها يقول عليها "مش كويسة"، وبتفضل تتحكم في مشاعرها عشان تحتفظ بيه؛ زي ما أمها قالت لها.. ويا سلام لو كانت زي مراتك وصديقتنا صاحبة الفضفضة (هي أصلاً هادية وساكتة وبتحب الوحدة)، بتكون مشكلة كبيرة إنها تعبّر عن مشاعرها، وبيكون أسهل إنها تكتب لنا إحنا فضفضة طويلة عريضة كلها حب وحنان، وتقول إنها بتحب حبيبها، أسهل عندها من إنها تبعت له رسالة على التليفون فيها كلمة "بحبك"، أو حتى تكتبها في ورقة وتديها له. إنت فاضل شهر ونص على جوازك، وصدقني الفترة دي بتكون صعبة جداً في حياة أي بنت؛ بتكون متوترة جداً أكتر من الرجل؛ يمكن لأن موضوع الجواز دايماً بيكون متعلق في ذهن البنت الشرقية بمسئولية البيت وببعدها عن عيلتها، وإنها هتكون لوحدها مع رجل غريب عليها؛ ده غير الرعب اللي أحياناً بتعمله الأم للبنت طول عمرها من فكرة الجنس عشان تخليها مؤدبة؛ كل دي بتكون صراعات بتدور جواها، وهي مش بتتكلم عليها.. هي أكيد خايفة ومش قادرة تعبّر عن خوفها ده. لكن الأكيد إن هي بتحبك، وإنت قلت إنك متأكد من ده.. فبدل ما تفكّر في نفسك أكتر، وتقول إنها مشكلة قاتلة، وتغنّي "لو ما كُنتش إنت تدلّعني.. مين هيدلعني؟!"، وتفكّر تبعد عنها؛ رأيي إنك حاول تطمّنها.. فهّمها إنكم ما دام اتكتب كتابكم بقيتوا زوجين، وهي تقدر تكون على راحتها معاك، وتحكي لك عن الحاجات اللي بتقلقها.. طمّنها إن الجواز أكبر من فكرة الجنس، واتكلم معاها أكتر عن الحاجات اللي بتعملها كل يوم، أو عن خططك بعد الجواز، وعن الأفلام اللي هتتفرجوا عليها سوا، والناس اللي هتزوروهم، وعن شهر العسل.. حاول دايماً تكلّمها عن الأفكار المفرحة والمشجّعة، وابعد عن الحاجات اللي ممكن تخوّفها، وحاول تبسّط لها الموضوع كأنها طفل بتعلّمه معنى جديد عليه. صدقني يا صديقي، عند بعض البنات الزواج فكرة مرعبة، وبتسبب ضغط كبير، حاول تقرّب من حبيبتك وتكلّمها كتير وتطمّنها وتحسّسها إنها جزء منك، وصدقني هتلاقي نتيجة ممتازة.