استعرضنا في الأسبوع الماضي المفاتيح الخمسة الأولى من مفاتيح النجاح، والتي أوردها الدكتور إبراهيم الفقي في الكتاب الذي يحمل نفس الاسم، ووضع فيه الإجابة عن سؤالين هما: 1- لماذا يكون البعض أكثر نجاحاً من غيرهم؟ 2- لماذا يكون لدى البعض المعرفة والموهبة الكافيتان للنجاح، وبرغم ذلك يعيشون عند مستوى أقل مما هم قادرون على العيش عنده. وسنستكمل هذا الأسبوع باقي المفاتيح؛ حتى تعمّ الفائدة. المفتاح السادس: التوقّع هو الطريق إلى الواقع نحن اليوم حيث أحضرتنا أفكارنا، وسنكون غدًا حيث تأخذنا، فما أنت عليه اليوم هو نتيجة كل أفكارك، وكل ما تتوقعه بثقة تامة سيحدث في حياتك فعلاً؛ فنحن غالبًا ما نحصل على ما نتوقعه، نحن نتسبب في تكوين وتراكم حاجز من التراب، ثم بعدها نشكو من عدم قدرتنا على الرؤية بوضوح. عندما تبرمج عقلك على التوقعات الإيجابية؛ فستبدأ ساعتها في استخدام قدراتك لتحقيق أحلامك. عندما تضبط نفسك وهي تفكر بشكل سلبي، قم على الفور بلسع نفسك بشكل يسبب لك الألم البسيط بشكل يجعلك تنفر من التفكير السلبي، وليكن الحديث الشريف "تفاءلوا بالخير تجدوه" شعارك في الحياة. المفتاح السابع: الالتزام ويقول إبراهيم الفقي: يفشل الناس في بعض الأحيان، ليس ذلك بسبب نقص في القدرات لديهم، بل لنقص الالتزام؛ فمن يظن نفسه فاشلاً بسبب بضعة صعاب داعبته، عليه أن ينظر إلى "توماس إديسون" الذي حاول عشرة آلاف مرة قبل أن يخترع المصباح الكهربي، وهناك قصة الشاب الذي أرسل أكثر من ألفي رسالة طلب توظيف فلم تقبله شركة واحدة، ولم ييأس؛ فأعاد الكرة في ألفي رسالة أخرى ولم يصله أي رد؛ حتى جاءه في يوم عرض توظيف من مصلحة البريد ذاتها، التي أعجبها التزامه وعدم يأسه. الالتزام هو القوة الداخلية التي تدفعنا للاستمرار؛ حتى برغم أصعب الظروف وأشقها، والتي تجعلك تُخرج جميع قدراتك الكامنة. المفتاح الثامن: المرونة كل ما سبق ذكره جميل؛ لكن لا بد من تفكر وتدبر، فتكرار ذات المحاولات غير المجدية التي لا تؤدي إلى النجاح لن يغير من النتيجة مهما تعددت هذه المحاولات. لم تستطع الديناصورات التأقلم مع تغيرات البيئة التي طرأت من حولها فانقرضت؛ على عكس وحيد القرن (الخرتيت) الذي تأقلم فعاش لليوم. إذا أصبحت فوجدت طريقك المعتاد للذهاب للعمل مسدودًا؛ فماذا ستفعل؟ هل ستلعن الزحام أم ستبحث عن طريق بديل؟ إن اليوم الذي تعثر فيه على فرصة عمل هو اليوم الذي تبدأ فيه البحث عن عمل آخر؛ فعليك أن تجعل الفرص دائماً متاحة أمامك.. نعم التفاؤل والأفكار الإيجابية مطلوبان بشدة؛ لكن هذا لا ينفي إمكانية حدوث معوقات وتداعيات يجب الاستعداد لها مسبقاً، فالطريق ليس مفروشاً بالورود؛ فاجعل لنفسك دائمًا خطة بديلة، بل أكثر من خطة واحدة. المفتاح التاسع: الصبر كثير من حالات الفشل في الحياة كانت لأشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين من النجاح عندما استسلموا. الإنسان الذي يمكنه إتقان الصبر، يمكنه إتقان كل شيء. ويكفينا النظر في القرآن وتدبّر مغزى عدد مرات ذكر الصبر والصابرين والصابرات؛ لنعلم أن عدم الصبر هو أحد أسباب الفشل؛ لأنك قبل النجاح ستقابل عقبات وموانع وتحدّيات مؤقتة، لن يمكنك تخطّيها ما لم تتسلح بالصبر. للصبر قواعد هي: العمل الشاق والالتزام. وحتى يعمل الصبر لمصلحتك؛ لا تيأس؛ فعادة ما يكون آخر مفتاح في سلسلة المفاتيح هو الذي سيفتح الباب. المفتاح العاشر: الانضباط هو أساس التحكم في النفس جميعنا منضبطون؛ فنحن نشاهد المفسدين يومياً بانتظام؛ لكننا نستخدم هذا الانضباط في تكوين عادات سلبية مثل التدخين والأكل بشراهة؛ بينما الناجحون يستعملون هذا الانضباط في تحسين حياتهم والارتقاء بمستوى صحتهم ودخلهم ولياقتهم. العادات السيئة تعطيك اللذة والمتعة على المدى القصير، وهي التي تسبب لك الألم والمرض والمعاناة على المدى البعيد. إذا لم تكن منضبطاً، تداوم على الرغبة في النجاح، وتتسلح بالإيجابية بشكل يومي وبحماس قوي؛ فحتماً ستفشل. الانضباط الذاتي هو التحكم في الذات، وهو الصفة الوحيدة التي تجعل الإنسان يقوم بعمل أشياء فوق العادة، وهو القوة التي تصل بك إلى حياة أفضل؛ فالمثابرة تقضي على أية مقاومة. وختم الدكتور إبراهيم كل مفتاح من هذه المفاتيح بهذه المقولة: عش كل لحظة كأنها الأخيرة، عش بالإيمان، عش بالأمل، عش بالحب، عش بالكفاح، وقدّر قيمة الحياة. عن مدونة رءوف شبايك (بتصرّف) اقرأ ايضاً: المفاتيح العشرة للنجاح