تحية طيبة لكم على مجهودكم القيم في هذا الموقع.. بداية موضوعي يتعلق بشكل كبير بأخي الصغير الذي يبلغ من العمر 12 سنة وهو الولد الوحيد على بنات فهو دائم الانتقاد لأفعال والدي وبالفعل يكون معه كل الحق فيما يقوله.. على سبيل المثال أبي يدخن وعندما يمنع أخي عن فعل شيء خاطئ فيقول له ما أنت بتدخن يا بابا، ولما ييجي أخويا يحكي وينقد ده ليّ أقوله بابا خايف عليك علشان أنت ابنه يقول لي طيب ما جدو ونينة برضه بيخافوا عليه وهو مش بيسمع كلامهم. معاه كل الحق فيما يقول بالفعل وأقف عاجزة عن تبرير ما يحدث، وقس على ذلك أفعالا كثيرة ينتقد فيها أبي ويكون معه كل الحق، فعندما أنصحه بالتوقف عن سلوك معين خاطئ يقول لي ما بابا بيعمل كده! فهو كأي ابن يرى أباه قدوة له، ليس معنى كلامي أن أبي سيئ ولكن هناك سلوكيات بسيطة تؤثر في التربية بشكل كبير بيكبر عليها الأبناء وتكون خاطئة، أتمنى معرفة رأيكم في هذا الموضوع وما يجب فعله. أخت
ماذا أقول يا ابنتي، صدقت المقولة التي تقول: "لا يؤمن الطفل بما نقول ولكن يؤمن بما يرانا نفعله"، وكل التربويين أجمعوا على أن هناك كارثة تربوية تحدث اسمها "ازدواجية التربية"؛ حيث يتعرض فيها الطفل لمعايشة فعل معاكس للقول، أو لاختلاف طريقة التربية بين الأم والأب لنفس الأبناء، أو لتدخل شخص آخر كالجد أو العم أو غيرهما ممن لهم سلطة على الآباء في التربية فيكسروا ما يربي الآباء عليه بسبب الحياء منهم أو المجاملة، والنتيجة لا تخرج غالباً عن ثلاثة نماذج شهيرة وهي؛ الشخصية المتناقضة، والشخصية المشوشة، والشخصية التي لا تحترم قوانين ولا عادات ولا شرعا، وأسأل الله أن يعافي أخاك الوحيد من أن يكون منهم جميعا، ولكي يتحقق ذلك سأقترح عليك عدة نقاط لتفهميها وتطبقيها: * نحن لا نملك تغيير من حولنا ولكن نملك فقط أن نغير من أنفسنا. * القدوة ليست كل مكونات التربية وإن كانت أهمها، لكن عدم وجودها بشكل كافٍ لا يعني الضياع، والدليل أن الطفل حين يتعرض للعالم الخارجي يتأثر به ويتغير سلوكه في بعض الأمور التي كان قد تربى عليها وإن ظل محتفظاً بالمفاهيم الأساسية بالطبع. * حين يكون هناك اتجاه لا نحبه، علينا أن نخلق اتجاها معاكسا له ولكن على أن يكون أكثر فائدة وجاذبية، فبدلاً من أن نظل نوضح الصح من الخطأ -هو سيصل له وحده حتى لو طال الوقت فلا تتعجلي- علينا أن نشغله بالنافع المفيد الجذاب، فلتكتشفي ما يجذبه واجعليه ينخرط فيه سواء هواية أو رياضة؛ فانشغاله واحتكاكه بفريق سيغيره وسيؤثر فيه كثيراً، ولكن بشرط هام جداً وهو أن يكون من حوله ممن ترضون عن خلقهم وسلوكهم وتعلمون طريقة التفكير العامة لهم. *احتفظي دوماً بالحوار بينك وبينه، وبالصداقة الحقيقية معه ولا تجعلي حديثك له مواعظ وإرشادا، ولكن اجعليه حديث قرب وتفاهم وتبادل آراء مع الاحتفاظ بوجود خطوط عريضة لا يمكن تجاوزها، واجعلي رد فعلك على سلوكه الخاطئ بالحوار فقط وبتوضيح انزعاجك غير المبالغ فيه؛ فانزعاجك سيهمّه إن كنت استطعت اكتساب تقديره وصداقته لك بالفعل واتركيه يختار، ورغم أني أعلم أن ما أقوله صعب على نفسك؛ لأننا تعودنا على طريقة القمع والعقاب والخناق ولم نمارس تربية الحوار والاختيار مع وجود رقابة حكيمة لطيفة، إلا أن تربية النقد والقسوة أثبتت فشلها الذريع.
* اجعليه يرى عن بُعد مساوئ ما يقوم به والده على مستوى صحته أو علاقاته برفق، واجعليه يرى مميزات والده عن قرب وتوضيح، فمن خلال ذلك سيتعلم أهم درس في الحياة؛ وهو أنه لا ملائكة ولا شياطين في جنس بني البشر فكل إنسان له مميزات وعيوب حتى لو كانوا الآباء، ولكن كل ما علينا هو أن نقوم بواجبنا تجاه آبائنا، وأن نظل نهذب في أنفسنا لما نجده فينا من عيوب، وننمي ما نمتلكه من مميزات لنتمتع بها ونفيد بها آخرين. * في هذه الفترة من العمر -المراهقة- يحب الطفل أن يتمرد وأن يقول لا ليشعر بذاته، وتتقلب مشاعره، ويميل للجنس الآخر، ويحب أن يجرب ويستكشف، وتزداد طاقته ويبدأ في معرفة المساحة الجنسية، فكوني له أختاً وصديقة وشخصا يثق فيه ليعود لك دوماً باختياره.
وأخيراً.. أحييك على اهتمامك بأخيك، وأتمنى أن تعي ما قلته لك وأن تطبيقيه ولا تنزعجي من بعض تصرفاته أو أخطائه التي حتماً ستحدث، ولا أعلم أين والدتك في تلك القصة ولكن ثقي بأن تلك الطريقة هي التي ستحميه بإذن الله.